إلى روح عمر المختار
سقوط طرابلس في ١ / ٢ / ١٩٤٣
صبر الزمان وأمهل القدر
هذا الجزاء الحقُّ يا عمر
طُردوا عليهم خزيهم ومضوا
في موكبين: الذل والخور
قم يا شهيد مؤذنًا غردًا
نذر الزمان وأوفت النذر
صلي عليك المسلمون ولم
يبخل عليك بحدبه البشر
جزعوا لمصرعك الأليم وَما
ذكروك إلا شكَّتِ الإبر
من كان في سمع الزمان وفي
خلد السنين فعمره سير
•••
ضج المسيح وأحمد معه
لما أطل السافح الدعر
صلبوك حيًّا كيف ساغ لهم؟!
يا للسماء لمن به ائتمروا!
أعوامك التسعون لو شفعت
خشعت يد الجلاد والبصر
فهويت إلا هامة نصبت
يومين حتى ينشط الخبر
ويرى الذين دعوتهم فسعوا
في الله والأنصار والنفر
لله أنت مهاجرًا ولهم
عقباك من تبعوا ومن نصروا!
•••
ألقَوا بجسمك في المحيط وما
ضنُّوا على الحيتان أو قتروا
ومضَوا برأسك طائرين على
متن الهواء ليقرب السفر
حتى أتوا روما على ظمأ
كالفاتحين بنصرهم سكروا
برئ المسيح من الذين شروا
غضب الإله وبئس ما اتجروا
•••
يا أمة هرم الزمان ولم
تصهر معادنَ أهلها الغِيَر
ذوقوا عذاب صنيعكم وكُلوا
طاب الغراس وها هو الثمر
الملك أخلاق الرجال ولا
يبني الحسام إذا هم افتقروا
إن الثلاثين التي انصرمت
لم يغنِ عنها البغيُ والبطر
والملك شورى لا بقاء لمن
فرض الأمور كأنه القدر
فيمَ الحضارة والشعوب دُمًى
يعدو الرعاة ويتبع البقر
•••
ملك تداعى صرحه وهوى
فوق البُناة وأطبق الحجر
لولا يقال شماتة لرثى
شعري ولم يقعد بيَ الحذر
قم يا شهيد المجرمين وصح
فيهم جهارًا أينما انتشروا
قم يا شهيد الذابحين وصح
هل من دَمِي في كأسكم أثر؟
قم في السماء مرتِّلًا فعسى
أن تَنْفُذ الآيات والسور
فيمن تحجر صدره ومشى
في الأرض ينفخ خده الصعر
قم في السماء مرددًا معنا:
يا قوم أنى سدتم اعتبروا
الملك لله العزيز فإن
سدتم بأرض سادكم قدر