يا حمام!
ناحت وجاوبها حَمام نائح
ووقفتَ تُصغي والفؤاد يطارح
نكأت جريحًا كاد يرقأ جرحه
بين الجوانح نام عنه الجارح
هاجت لي الذكرى ولاعجَ شوقه
أناتها وشجاه شاك بائح
آهًا وآهًا يا حمام وليتها
أَجْدَتْك آهاتٌ عليك نوائح
بيني وبينك يا حمام تجاوب
شعري كبثِّك والحبيب النازح
ولكم عطفت عليه ثم عطفته
وسقيته فسقاك وهو المانح
يا طالما غنيته لحن الهوى
فحلا له وشرحت ما هو شارح
متنقلين مع الظلال على الرُّبا
وغصونهن أرائك ومراجح
خفض الجناح وليس أول طائر
أصماه سهمك والذبيح الذابح
رِشْتَ السهام له وراش جناحه
قدر إذا سنح المسدد بارح
أضحى خلاءً فيه أيك شاغر
كم قد صدحت به وإلفُك صادح
جمح الهوى فالأيك وكر موحش
والروض مغبرُّ الخميلة كالح
جمح الحبيب وكل ود زائل
وجمحت أنت وكل حب جامح
قصَّت جناحك يا حمام مقادر
يوم النوى وطحا بلبِّك طائح
طاحت به الأقدار فاختار النوى
وبقيت أنت وكل بين فادح
أورت هوانًا يا حمام ونبهت
منا الشئون وكل جفن سافح
لحني كلحنك آهة موصولة
شعري وإن كتَّمت وجدي فاضح
رفقًا بجنبك أو بجنبي واتئد
ماذا تكابد في الهوى وأكافح؟!
أورت هوانًا يا حمام ونبهت
منا الجراح وأنت أنت القادح
ناحت جمادًا في الخمائل والرُّبا
فاخضلَّتِ الأولى وتلك نوائح
شتانَ ما بين الجماد وبيننا
ما للجماد ولا لهن جوانح