أمل
٦ / ٣ / ١٩٤٣
هتف البشير ولاح لي أمل
ولكل ليل موحش أجل
لا أنسأ القدر المنى وعسى
أن تصدق الأنباء والرسل!
تب يا زمان ولا عتاب على
ما أسلف الماضي وما يصل
تب يا زمان وما عليك إذا
دق البشائر قلبي الوجِل
•••
بشرى وكم نذر الزمان وكم
سعفته عند نذيره الغيل
بشرى وكم حنث الزمان وكم
وعد البشير ووعده مطل
لما أفقت وَجَدَّ لي أمل
أقصرت عنه وَجدَّ لي مثل
وكأنني ظمآن لاح له
برق السراب وماؤه ختل
•••
بشرت أحلامي وعاودني
وجد على الأيام يشتمل
لما هممت بكبحه وأبى
إلا جماحًا ضاقت الحيل
فوسعتَ آمالي وضاق بنا
لما حَرَمتَ السهلُ والجبل
وظفرت من أمل به فإذا
صوتي كرجع صداه يبتهل
•••
يا من وفيت ووده المثل
أنت الأمين وودي الغزل
أيقظت من سِنَةِ الفؤاد هوى
وصحا ضميرٌ نومه ثمل
بي منك فوق صبابتي ندم
وعذابي التبريح والعذل
فاصفح وصفحك مِنَّة ورضًا
ورضاك منه البرد والعَلل
•••
لا كانت البشرى إذا احتضرت
معها الأماني وهي تحتفل
عصف الزمان بيانع نضر
منها فهلَّا رده الخجل
ما زالتِ الآمال هاتفةً
وكم استجبت وردني الملل
بين التمني والمنى شَرَك
ومع التمني يقرب الأمل