فرح أول أبريل
١ / ٤ / ١٩٤٣
عاود الصبَّ هواه
وتجنَّت مقلتاه
وأدار الوهم خمرًا
داعبتها شفتاه
عزف السُّمَّار عنها
وتجافى صاحباه
وصحا منها ولمَّا
تلمسِ الكأس يداه
وهو في ليلة عُرس
أشعل الشمع ففاض الشـ
ـمع دمعًا ورثاه
وجنى الزهر ففاضت
روحه قبل شذاه
عجب الناس وقالوا
أين منه ما اشتهاه؟
أمزاح أم خيال
أم جنون ما اعتراه؟
أي وهم أي حدس؟!
غاب في ليل الزفاف
مَن تمنَّى أن يراه
وأجال الطرف في الحفـ
ـل فلم يُلفِ سواه
وطوى الأقداح إلَّا
قدحًا فيها عزاه
همَّ بالكأس فزلَّت
عندما أُطبق فاه
ومضت ليلة أمس
وتر في سكرة اللحـ
ـن تداعى طرفاه
أنَّ في كفِّ المغني
عوده الشاكي هواه
ودَّ لو ينطق همسًا
ضارعًا حين احتواه
وانحنى يبكي عليه
ثاكلًا فيه رجاه
آهِ لو جاد بهمس
زفَّ في الفرحة حلمًا
ومع الفجر طواه
وشدا الشاعر لحنًا
رجَّع الليل صداه
فرحة عادت نواحًا
منيت فيها مناه
وجنين سكبته الرو
ح في الميلاد آه!
كيف يا قلبُ التأسِّي؟!