الفكر والعمل
(١) العمل
-
العقل مفكر، والاعتقاد فعال.
-
لو أن الإنسان بدأ بالتفكير قبل العمل، لانتهت دائرة التاريخ من زمن بعيد.
-
الاعتقاد يبعث على العمل، سواء بني على الخيال أو على الواقع، والرجل لا عقيدة له، كالسفينة لا دفة لها، أو هو آلة بلا محرك.
-
إذا تمكن الاعتقاد بعث إلى العمل، وإن كان باطلًا أو مستحيلًا.
-
إنما يستدل على عقل المرء وخلقه بعمله.
-
التفكر نافع، وقد يجب العمل دون إطالة النظر، فأعظم نزعات الشجاعة، كانت لقوم ما فكروا إلا قصيرًا.
-
الأفكار مثل جميع مظاهر الحياة: علتها توازن غير ثابت متحول على الدوام.
-
قلما تتحول الأفكار الكلية من المطالعة، وإنما الكتب تسجل في الغالب تغير الأفكار.
-
كل عمل متبوع بآثاره والمرء يدعو تسلسل هذه الآثار مقدورًا.
-
علمك ما يجب عمله غير علمك بما أنت فاعل.
(٢) أوهام الديمقراطية
-
يظن دعاة الديمقراطية أنها نظرية عقلية، والحقيقة أن مبناها المشاعر والدين مما لا دخل للعقل فيه.
-
الديمقراطية عند العامة شيء، وعند المتعلمين شيء آخر.
-
أول ما يفهمه العامة من الديمقراطية المساواة، فلا يقولون بالإخاء بين الطبقات وليس لهم أقل عناية بالحرية، أما المستنيرون فظمؤهم إلى الحرية شديد، وميلهم للمساواة قليل.
-
ذاتية الديمقراطي الحقيقية فانية في فريقه، فليس له شخصية إلا بها.
-
يمتاز علم النفس عن الديمقراطية بكونه يرى أن ذاتية المجموع المسمى أمة أحط بكثير من ذاتية الفرد.
-
لا فرق بين تعدي فريق العمال في هذا الزمان، وتعدي الشرفاء ورجال الدين في الزمن السابق، مما تعبت الملوكية زمنًا طويلًا في محاربته.
-
كم من أمم تحتمل الاستبداد بلا عناء، ولا تطيق الحرية إلا بالجهد، وهي على الدوام تبدي كراهيتها للأول وحبها للثانية.
-
مبادئ الديمقراطية من فريق الأفكار التي برح الإنسان لا إلزام الغير بها، ولا يرضاها لنفسه إلا قليلًا.
-
كلما سطرت المساواة في القوانين، اشتد ميل الناس إلى الفروق الظاهرة المميزات بينهم.
-
حاجة الديمقراطية إلى الزهو والظهور، من أغلى الحاجات ثمنًا وأقلها نفعًا.
-
السر في شدة الميل إلى المساواة، هو في الغالب رغبة المرء في أن يتقدم على غيره، ولا يتقدم أحد عليه.
-
المساواة نظرية صناعية ولدت كراهية كل تفوق يبنى عليه مجد الأمة.
-
عاقبة الديمقراطية إقامة حرب الطبقات المستمر، مقام حرب الأمم المتقطع.
-
الطبيعة لا تعرف المساواة، وما كان من رقي فسببه التفاوت المتزايد كل يوم.
-
لا تميل الحضارة إلى التسوية بين الناس، بل هي تزيد في فرجة الفروق دائمًا.
-
ادعت الديمقراطية للعلم قوة لا وجود لها إلا في الخيال، وآل أمرها إلى أن عبدته وهو رب كاذب.
(٣) الأوهام الاشتراكية
-
الاشتراكية غاية مبدأ المساواة القصوى، وما هي إلا حالة ذهنية أكثر من كونها مذهبًا.
-
الديمقراطية والاشتراكية بعيدان بعدًا سحيقًا عن بعضهما، وإن كان الظاهر غير ذلك.
-
الاشتراكية تدعو إلى تسوية المقامات، فهي نقيض الديمقراطية في رأي المستنيرين الذين يقولون بإعلاء كلمة الكفاءة والنبوغ.
-
إبهام المبادئ الاشتراكية إحدى علل انتشارها، فمن حاجة المذهب أيًّا كان أن لا يتحدد ويستبين إلا بعد انتصاره.
-
انتشار الاشتراكية راجع في الأكثر إلى كونها صورة من صور مذهب (الحكومية)، وهي غاية الغايات لجميع الأحزاب السياسية في البلاد الفرنساوية.
-
مما يكثر أنصار الاشتراكية، قساوة بعض أصحاب المال وضعف أخلاقهم.
-
إذا مالت الحكومة إلى المغالاة في حماية الأفراد، قعدوا عن حماية أنفسهم، وفقدوا فضيلة الهمة الذاتية.
-
لما كانت المعتقدات لا تحتمل التكذيب، وضعت جناتها حيث لا وصول إليها، وإنما ضعفت الاشتراكية في كونها جعلت دار نعيمها في هذه الدنيا.
-
السعادة المنكمشة، وبعبارة أخرى المساواة في التسخير، مما تبشر به الاشتراكية، ليس خيالًا قويًّا يأخذ بلب الأمم طويلًا.
-
من لوازم تقدم الحضارة في هذا الزمان، إيجاد منبوذين يكثرون يومًا عن يوم، لا ينطبعون على عصرهم، ولا ينفكون عن محاربته، أولئك هم السواد الأعظم بين الاشتراكيين.
-
كانت الثروة قديمًا، قائمة على جمود رأس المال في مكانه، فأصبحت لا حياة لها إلا في تداوله، أعني في الفطانة التي يقتضيها استخدامه.
-
ستفضي الاشتراكية إلى استعباد عام، وكذلك شأن مذهب النقابات، غير أن هذا محدود في دائرة منافع كل فريق بحسب مهنته، فهو يمكِّن الفرد من مغالبة استبداد الهيئة الحاكمة.
-
السبب في معظم ما وصلت إليه الحضارة من الرقي، أمور معدودة: هي الهمة الذاتية، والمخاطرة، والمسابقة، وما كان من قبيل ما ذُكر، مما ترمي الاشتراكية إلى إعدامه.
-
إقامة همة الجماعة وتبعتها، مقام همة الفرد وتبعته، إنزال الإنسان إلى أحط دركات الكفاءات البشرية.
-
من المجاميع الإنسانية ما تفنى فيه روح الفرد، وذلك تقهقر تتطور به الأمة إلى الوراء.
-
ما خرج الإنسان من الهمجية إلى الحضارة، إلا بهروبه من مساواة العصور الأولى، مما ترمي الاشتراكية إلى إرجاعنا إليه.
(٤) السلْم والحرب
-
الحياة جهاد، والجهاد ناموس عام، ولو أن الناس كانوا سلميين لما ارتقوا.
-
لولا أنه لا رحمة في الطبيعة بالضعفاء، لسادت الوحشية، ولما انبثق شعاع واحد من نور الحضارة.
-
الأمم التي يحق لها أن تجنح إلى السلم وتطيقه، هي التي كثرت مدافعها.
-
أحكام الأهبة، وقوة الاعتقاد، وشدة كراهية العدو، هي شروط الظفر في الحروب دائمًا.
-
الإحجام لتصور نافلة الإقدام، رغبة من أول الأمر عن النجاح.
-
إذا تألف الجيش من جنود يجادل بعضهم بعضًا، ظفر به الجيش من الهمج الذين لا قدرة لهم على النظر ولكنهم سباقون إلى الطاعة من غير جدال.
-
الخوف من الهزيمة يزيد التعرض لها، وحمل الجيش على الاعتقاد بأرجحيته يضاعف شجاعته وحظه في النصر.
-
شجاعة الفرد أندر من شجاعة الجماعة.
-
قد تكون عاطفة الميل وحدها، سبب المحبة بين الأفراد، وأساس المصافاة بين الجماعات، المنافع المادية، تدوم بدوامها، وتنعدم بانعدامها.
-
منافع الأمم الاقتصادية تحملها على حب السلام. ولكن اختلاف المشاعر والمعتقدات، يدفعها دائمًا إلى الخصام.
-
لو أن هناك أمة سلمية بطبيعتها لمحيت من التاريخ على عجل.
(٥) الثورات
-
أبقى الانقلابات ما كان في المعقولات.
-
أساس الانقلابات العلمية، تصورات عقلية، أما الثورات السياسية والدينية فمنشؤها مشاعر ومعتقدات وأفكار عامة.
-
تتأثر حياة الأمم من الانقلابات العلمية، أكثر كثيرًا من الثورات السياسية.
-
قد تبنى الثورة السياسية في أول أمرها على اعتبارات معقولة لكنها لا تنتشر إلا بضغط المشاعر والمعتقدات والجماعة، مما لا دخل لشيء من العقل فيه.
-
الثورات والحروب دليل على انتقال تنازع القوى النفسية من عالم الكون إلى عالم الظهور.
-
ليست الثورة على الدوام حادثًا ينقضي متبوعًا بحادث يبتدى، بل قد تكون حادثة واحدة مستمرة سريعة الخُطى.
-
تشدد الأمة في الاحتفاظ بالتقاليد، يسلمها إلى الثورة العنيفة؛ لأنها لا تقدر على التطور فتضطر إلى التحول فجأة.
-
الشقي من ألقي في قلبه أنه شقي، وكذلك يفعل القواد ليضرموا نار الثورة في النفوس.
-
يظن قواد الثورة أن العقل رائدهم، وما هم إلا مُسيرون بمشاعر ومعتقدات، وروح جماعات لا يتنبهون لها.
-
العدوى الفكرية أعظم البواعث على انتشار روح الثورة.
-
الجماعات محط الثورة لا مصدرها.
-
أساطين الثورة: أفكار، وقواد، وجند وجماعة.
-
كل ثورة ناجحة تقوم بها العامة، رجوع وقتي إلى الهمجية، لما فيها من انتصار الشهوة على العقل، وتخطي القيود الاجتماعية التي هي الفارق بين المدني والهمجي.
-
لا تذهب الثورة ببناء شاده العقل جيلًا بعد جيل، وإنما تنال من صورته فقط.
-
أثر الثورة القريب، الخروج من رق إلى رق.
-
ليست الاصطلاحات الاجتماعية الكبرى من عمل الثورات، بل لها، كالتغيرات الچيولوچية، أسباب صغيرة تتوفر على مهل.
-
يطلب السواد الأعظم من الناس أن يساسوا لا أن يثوروا.
-
قلما تعقل الأمة شيئًا من الثورة التي تقوم بها.
-
لا تدرك الأمة سبب ثورتها إلا بعد أن تكون هذه انطفأت منذ زمن طويل.
-
من السهل نزول الملك عن عرشه، لكن المبادئ التي يمثلها تدوم من بعده، فأغلب الثورات إنما تأتي بملوكية بدل أخرى.
-
إذا تفككت روابط الجيش فأنذر الأمة بالثورة، وقد ماتت الملوكية في فرنسا يوم تمرد الجند فقعد عن حماية الملك.
-
الثورة عند بعض الناس حالة عقلية بقطع النظر عن محلها، وإذا كان هذا مصدرها فلا شيء يطفئ نارها.
-
الغالب أن سبب الثورة المقبلة نهاية معتقد مدبر.
(٦) حكومة الأمة
-
ما حكومة الأمة إلا حكومة طائفة من الزعماء.
-
أبعد ما يرمي إليه خيال المتسوسين، اعتبار الأمة إلهًا معصومًا لا يسأل عما يفعل.
-
شرط بقاء الحكومة الديمقراطية، عملها بالأفكار الباطلة السائدة في الجموع.
-
الحكومات الديمقراطية مسيرة على الدوام بالمغالاة والتظاهر بمحبة الإنسانية والخوف.
-
لا إنصاف ولا تسامح في حكومة الأمة؛ لأنها خاضعة لشهوات كثيرة، وهي لا تدوم إلا بالإيغال في الاستبداد.
-
استبداد الفرد أقل عسفًا، حذر التبعة، من استبداد الجماعة إذ لا تبعة عليها.
-
من السهل قلب الاستبداد الفردي، ولا حيلة للمظلوم من استبداد الجماعة.
-
ليس الظلم هو المكروه غالبًا، بل المكروه دائمًا هم الظالمون.
-
أقسى المظالم محتمل، إذا جهل مصدره.
-
لا يستقيم أمر حكومة الأمة إلا إذا ساد فيها روح اليعاقبة.١
-
تتولد روح اليعاقبة من ضيق الفكر، وتطرف الشهوة وثورة المعتقد وعدم قابلية التعقل الصحيح.
-
ليس اليعقوبي من أهل النظر العقلي، بل هو من أهل الاعتقاد، فهو لا يحاول مطابقة معتقده للعقل، بل يعمل على إدماج العقل في معتقده.
-
تنقسم بعض الأمم من حيث السياسة إلى يعاقبة لا يفقهون للماضي سرًّا، وإلى محافظين لا يدركون ضرورات الحاضر.
-
سياسة الجمع منحطة دائمًا، وليس لحكومة الأمة إلا هذه السياسة.
-
لولا أن الضرورات الاقتصادية تصد من شهوات حكومة الأمة، لكانت يدها معول خرابها.
-
تبدأ الديمقراطية إذا انتصرت بهدم الطبقات الممتازة قديمًا ثم توجد طبقات ممتازة مرة أخرى.
-
جرائم الملوك لا تعد بجانب آثام الأمم.
-
ورثت حكومة هذا العصر في نظر الجموع سلطان الملوك أيام كانوا ظل الله في الأرض.
-
لطيف الخوف شأن كبير في حكومة الأمة، فالخوف من الجيش ومن الكنيسة ومن العمال ومن الموظفين، هو الذي يملي أكثر قوانيننا منذ عشرين عامًا.
-
سلطة الحكومة الديمقراطية التي تنتقل وزاراتها مسرعة من وزير إلى وزير، بيد المصالح التابعة إليهم. فالوزراء يحسبون أنهم يحكمونها، وهم بها محكومون.
-
كلما ضعفت الحكومة عظم سلطان فريق الموظفين.
-
ما أسرع الفوضى إلى أمة، إذا حلت فيها كلمة الجماعة محل كلمة القانون.
-
يخف عسف حكومة الأمة بقلة ثباتها؛ لأن سرعة تعاقب الأحزاب في دست الحكم، يجعل ظل كل منها سريع الزوال.
-
إما تصير الحكومة الديمقراطية هيمنة عسكرية، وإما تؤول إلى حكومة ذوي الأموال، وتلك صورة من أشد صور الاستبداد ظلمًا.
-
لا يستدل على حقيقة حال الأمة السياسي بدستورها، ولا بقوانينها، وإنما مقياس ذلك في المقابلة بين شأن الحكومة وشأن الأفراد في الأعمال العامة وفي الأعمال الخاصة.
-
ترى حكومة الأمة أن إقفال المعابد أقل ضررًا من إقفال حانات الخمور، وسترى أن الأول أعظم خطرًا.
-
أمة تنشد المساواة على الدوام، هي قاب قوسين من الاسترقاق.
(٧) روح السياسة
-
المسائل السياسية في هذا الزمان، شبيهة بأسئلة أبي الهول المذكور في القصص القديمة: إما أن يحلها من يزاولها، وإما أن يغتال.
-
لا يدرك السياسة من جهل روح الشعوب والأمم والأفراد والجماعات.
-
الأمة وحدة ذات قوى متنافرة تحتاج إلى التوازن، فإذا اختل توازنهم بدت الفوضى.
-
تنحصر السياسة في أمرين: علم وبصر.
-
الحكومة بنت عصرها، لا أمه.
-
إذا لم يكن من القوى ما يمهد للذرات الطبيعية والخلايا الحية والأفراد البشرية طريق فعلها، فهي عثير لا فائدة منه.
-
سلطان الحكومة بخضوع المحكومين طوعًا أكبر من سلطانها بقوتها.
-
ما عرفت الأمم حتى الآن من أشكال الحكومات إلا أثرة الفرد أو أثرة الجماعة، والثانية كانت على الدوام أقسى من الأولى.
-
العلم بالنتائج البعيدة للأعمال السياسية متعذر، ولهذا كان الشغف بالإصلاحات الكلية خطرًا كبيرًا.
-
لا تنبت الحوادث السياسية فجأة، ولكنها نتيجة سلسلة أسباب سابقة.
-
عدُّك الحادث لا مفر منه، يجعله قضاءً محتومًا.
-
الفوز في السياسة كما في الحياة لأهل اليقين، وقلما فاز المترددون.
-
ضعف ثقة طائفة بحقوقها يضيعها كما وقع للشرفاء قديمًا، وما هو واقع لأهل الطبقة الوسطى حالًا.
-
الأمور المعروفة الواضحة أقل أهمية من التي يغشاها الإبهام سيان في ذلك السياسة والحياة الفردية.
-
لا تتولد الحرية بنقل الأثرة من يد إلى أخرى.
-
ليس ضرر الحكومة المطلقة من المستبد بالأمر فيها، بل من ألوف صغار المستبدين الذين يتقاسمون سلطانه.
-
اختلاط السلطات نتيجة اختلاط الأفكار.
-
النظريات السياسية كالمعتقدات الدينية، لا ينبغي الحكم عليها من جهة انطباقها على العقل، بل من حيث أثرها في الناس.
-
كثير من الخطأ السياسي صادر عن نظريات صحيحة عقلًا.
-
عدم الأفكار الرئيسية في السياسة، أقل ضررًا من الأفكار الباطلة.
-
زوال الحكومات بخطئها، أكثر من زوالها بفعل أعدائها.
-
لولا أن استبداد الأحياء محدود باستبداد أسلافهم فيهم، لتجاوزوا فيه كل حد.
(٨) فن الحكم
-
الاجتماع بلا وازع متعذر، كما أنه لا نهر إلا بضفاف تحصر تيار مياهه.
-
أنجع الوسائل في هدم مبدإ السلطة، إلفات الناس إلى ما لهم من الحقوق، وإغفال تذكيرهم بما عليهم من الواجبات، فكل على استعداد للأخذ بالأولى، وقليل يأبه للثانية.
-
لا يكفي أن تهتم الحكومة بمنافع الأمة المادية، بل لا بد من العناية أيضًا بآمالها.
-
السلطان الأدبي لا يقاوم بالقوانين ولا بالجند.
-
لا يسوس الناس إلا من عرف أنه لا تلازم بين تطور النفس الشاعرة وتطور النفس العاقلة، وأن الواحدة منهما لا تتأثر بالأخرى إلا قليلًا.
-
من أسرار فن سياسة الأمم استخدام نزعات النفس الشاعرة والنزعات الدينية وتوجيهها في طريق معقول.
-
يحتاج الفكر الجديد إلى سند يتكئ عليه حتى ينتشر، فإذا ما ثبت صار مُتَّكَأً.
-
ينبغي للوازع أن لا يشارك قومه في شهواتهم، لكن يجب عليه أن يكون على علم بها.
-
سياسة الأمة متعذرة على من جهل أن من المفتقدات الباطلة عقلًا، ما هو أفعل في الناس من الحقائق الناصعة.
-
من الخطر معاداة الدين، وكل حكومة تضطهد الأمة في معتقدها هالكة من يد هذا المعتقد.
-
ينبغي للحكومة أن تبتعد عن الاضطهاد، ولو لم تقصد من عملها إلا المنفعة الحقة؛ لأن العنف يفيد المذاهب المضطهدة أكثر مما ينفع مضطهديها.
-
وظيفة العالم قتل الأوهام، ووظيفة السياسي استخدامها.
-
إذا عمدت الحكومة إلى متابعة الرأي العام ولم توجهه، بطلت سيادتها.
-
سلطان غير موثوق به، يوشك أن تزول حرمته.
-
إذا تفرقت التبعة فهي الإباحة.
-
استخدام السلطان لفائدة طائفة يزيد في جشعها، ولا تلبث أن تنقلب عدوة لصاحبه.
-
من وسائل فن الحكم، اجتذاب قواد الأغلبيات أو معارضتهم بأمثالهم.
-
لا يفل الزعماء إلا الزعماء.
-
من السهل تمزيق روح الجماعة لأنها عرضية، لكن من المتعذر إماتة روح الأمة لأنها روح دائمة.
-
الإرجاء للاستعداد حكمة كما قال «ميكاڨيل»، لكن من الخطر أن يكون الغرض منه ترك تمهيد السبيل للزمن.
-
عدم الرضا علة المجهود، فما طمحت إلى الرقي نفس راضية برزقها.
-
ينبغي للحكومة أن تجعل من الأخلاق سدودًا، قبل أن تصير هذه ضرورة حالة، ولات حين بنائها.
-
إذا لاح وجوب التسليم، وجب أن لا ينتظر به حتى لا يكون مهرب منه.
-
من عوامل التفريق بين الأمم، مذهب حب الإنسانية والخوف ولا عذر لمن تصدى للحكم في الأخذ بهما.
-
التساهل دائمًا أمام التهديد، والطرق القهرية، يولد في النفوس اعتقادًا بأن المطالب تنال من طريق الوعيد أو التخريب.
-
التساهل لا يمنع حربًا لزمت، ولكنه يزيد في نفقتها ويكثر من ضررها.
-
عقوبة صارمة مؤقتة، أفضل من عقوبة هينة مستمرة.
-
إنما يفيد الإرهاب في زجر النفوس إذا لم يطل أمده.
-
حكومة تعودت التحالف مع الاضطراب، مقتولة به.
-
إذا تعذر حكم الأمة طبقًا لمبادئ صحيحة، وجب التعويل على حكمها طبقًا لما اتفق على أنه صحيح.
-
من الخرق معارضة اندفاع الأمة، بل الحكمة تقضي بتحويله شيئًا فشيئًا.
-
الرجل الممتاز يعرف كيف يستخدم القدر، كما يستخدم الربان الرياح من أي ناحية هبت.
-
لكل حادث ظهر أسباب خفية اقتضته، من لم يستطع استكناهها جاهل بفن سياسة الأمة.
-
السياسة التي لا تعنى إلا بالحاضر، سياسة منحطة.
-
سلامة الذوق والخلق، أنفع غالبًا للسياسي من حدة الذكاء.
-
لا دوام لمجتمع إن لم يكن له أفكار ثابتة، ولا يترقى الفرد إلا بتطور أفكاره.
-
الحاضر مثقل بالماضي، فمن أراد النظر إلى ما هو آت، وجب عليه أن يذكر ما فات.
-
التبصر مفيد، والتقية أفيد: ذاك يعصم من المفاجأة وهذه تعصم من آثارها.
-
سياسي لا بصر فيه، محدث أقدار كبير ضررها.