رُقِيٌّ كاذب
قالَ ما قالهُ، وفرَّ لفورِهْ
يَتوَقَّى
تَقَرُّبي
•••
فإذا آخرٌ يقولُ بدَورِهْ:
قُلتَ حقًّا
بمَذْهَبي
•••
أنا عن وصِفِ شرِّهِ عاجزٌ
واللهِ، مهما أَفَضْتُ في تَبْيانِهْ
ما دَعَوْهُ الإِنسانَ من أُنسهِ
لكنْ دعوهُ الإنسانَ من نِسيانِهْ
نسيَ الخيرَ حين أَوْغلَ في الشرِّ
فداسَ الضميرَ في عِصيانِهْ
ملأَتْ قلبَهُ الأفاعي فلا يُسمَعُ
غيرُ الفحيحِ في خَفَقانِهْ
حَسَدٌ ناهِشٌ بقيةَ ما في
نفسهِ من إبائهِ وحَنانِهْ
طَمَعٌ يَقذِفُ اللهيبَ حوالَيْهِ
فيُعمي عيونَهُ بدُخانِهْ
وأَنانيَّةٌ تُحِلُّ له القَتلَ
لتحقيقِ غايةٍ في كِيانِهْ
أُعْطيَ النُطقَ والحِجى ميزةً كي
يَرتَقي في الوجودِ عن حيوانِهْ
فإِذا بالأَذى وليدُ حِجاهُ
وإِذا بالشرورِ بنتُ لِسانِهْ
عاثَ في أَرضِهِ فحالتْ جَحيمًا
فأَتى الخُلدَ عائثًا في جِنانِهْ
زجَّ بالعلمِ في الفضاءِ طيورًا
من جمادٍ، يديرها ببنانِهْ
ما بناها إِلَّا لهدمِ المباني
ولسفكِ الدماءِ في طَيرانِهْ
ليتَهُ لم يَكُنْ ذكيًّا فكلُّ
الويلِ في الكونِ من نُهى إِنسانِهْ!
ليتَ عُمرانَهُ تأَخَّر أَجيالًا
فكلُّ الخَرابِ في عُمرانِهْ!