كفَّارة الشَّاعر
وتَجلَّتْ روحٌ على القُربِ منّي
رَمَقَتْني
بلا غَضَبْ
•••
خِلْتُها أَقبلتْ تدافعُ عَنّي
صحَّ ظنّي
ولا عَجَبْ!
•••
هيَ روحي جاءَتْ تُخلِّصُني من
غضبِ العالمِ الفخورِ بشمسِهْ
طَوَّقَتْني بكلِّ عطفٍ وصاحتْ:
أَخَواتي رِفْقًا بهِ وبِبُؤْسِهْ
هو بالرغمِ منه في عالمِ الأرضِ
وإِنْ كانَ تَزَيَّا بِزِيِّ أَبناءِ جِنسِهْ!
سكنَ الأرضَ مُرغمًا وهْوَ لَوْ
خُيِّرَ، ما اختارَ غيرَ تُربِة رمسِهْ
إِنَّ بين السريرِ والنعشِ خُطْواتٍ
دَعَوْها الوجودَ وهْيَ بعكسِهْ
عمرُهُ ليسَ غيرَ قَطرةِ حبرٍ
وَمَضَتْ مِن يَراعِهِ فوقَ طِرْسِهْ
يَتَلاشى كالشمعِ، كي يُعطيَ النورَ،
على هيكَلِ الخُلودِ وقُدسِهْ
غَدُهُ مثلُ يومِهِ تَلعبُ الأَقدارُ
فيه، ويومهُ مثلُ أَمسِهْ
غَسَلتْ عينُه، بما سكبتهُ
مِن نَدى الدمعِ، كلَّ أَدرانِ نفسِهْ
والْتَظى قلبُه فطَهَّرَ بالآلامِ
ما دنَّستْهُ شهوةُ حِسِّهْ
جاءَ مِن أَرضِهِ يُفتِّشُ عنّي
يائسًا فاخْشَعوا احْترامًا ليأسِهْ
ودَعُوهُ معي ففي قُبُلاتي
شَهدُ حُبِّ يُنْسيهِ عَلْقَمَ كأسِهْ!»