على بساط الرِّيح
ووَقفنا معًا بقلبِ السَماءِ
نَتملَّى
مِنَ الْقُبَلْ
•••
ما أَحبَّ اللقاءَ بعدَ التَنائي
فهْوَ أحلى
مِنَ الْأَمَلْ
•••
موقِفٌ لا يُمَثِّلُ الفكرُ، أَبْهى
منه، في نَوْمِهِ وفي يقَظاتِهْ
إذْ جَلَسْنا على بِساطٍ مِنَ السُحْبِ،
يُفوحُ الغَرامُ من جَنَباتِهْ
تحتَ جوٍّ كأنَّه سِنَةُ النَومِ،١
ترفُّ الأحلامُ في طَبقاتِهْ
والنسيمُ العليلُ فوقَ لظى أنفاسِنا،
ساكبٌ نَدى نَفَثاتِهْ
وعَذارى الأَرواحِ تُنْشِدُ مِن بُعْدٍ
بصوتٍ، أَللهُ في نَبراتِهْ!
رافَقَتْهُ قيثارةُ الحُبِّ فانْسَلَّ
أنينُ الأَوتارِ في نَغَماتِهْ
فانْتَقلنا إلى فضاءٍ من البُحرانِ
هاروتُ٢ فيه بعضُ حُماتِهْ
وملأْنا مِن لَفح٣ قُبْلاتِنا الجوَّ،
فعادتْ بالنَفْحِ مِن قْبُلاتِهْ
ثمَّ قُمنا نُجيلُ في الكونِ، أَبصارًا
أَرَتْنا منه حقيقةَ ذاتِهْ
نَنظُرُ الناسَ مِن علٍ مثلَما تَنظرُ
نَمْلًا يَمْشي إلى غَزَواتِهْ
ونَرى الطَودَ في السهولِ، كما تُبْصِرُ
فوقَ الترابِ ظلَّ حَصاتِهْ
ونَرى الموجَ في الخضمِّ، كما تَلمَحُ
جَوًّا، والسُحْبُ في مِرآتِهْ!
١
سنة النوم: النعاس.
٢
هاروت وماروت: ملاكان ساحران يفتنان البشر.
٣
اللفح: صفة الريح الحارة، والنفح صفة الريح الباردة.