روح الشَّاعر
أَيُّ روحٍ في بُردةِ الشعراءْ
رفعتهُمْ
على الهواءْ
•••
أبعدتهُم عن عالمِ الأحياءْ
قرّبتهُم
منَ السماءْ
•••
أنتِ يا روحَهم مِنْ تَنَوُّرِ ذرَّاتٍ
أَضاءَتْ في الكونِ في عالمَيْهِ
تَصِلُ الأرضَ والسماءَ بنهرٍ
غَمَر الحسنُ والهوى ضَفَّتَيْهِ
لستِ من عالمِ الترابِ وإن كنتِ
تقمَّصتِ بالترابِ عليهِ
أَنتِ من عالمٍ بعيدٍ عنِ الأَرضِ
يَفيضُ الجلالُ عن جانبَيهِ
نسمةُ الشعرِ أَنتِ، فيهِ تَبُثّينَ
أريجَ الشعورِ في بُردتَيهِ
هو فردوسُكِ السحيقُ فلا الإِثْمُ
ولا الشرُّ يبلُغانِ إِليهِ
وفتى الشعرِ يَستنزِلُ الوحيَ
بيانًا يجثو الخلوُد لدَيهِ
حافرًا باللظى على مِصْحفِ
الأُفقِ سُطورًا تُنيرُ في دَفَّتيهِ
ما احمرارُ الأَصيلِ غيرَ لهيبٍ
شعَّ من قلبِهِ على مُقلتَيهِ
ورُكامُ السَحابِ غيرَ دخانٍ
نفثَتْهُ الهمومُ من شفتَيهِ
ما أنينُ الرياحِ غيرَ زفيرٍ
نزعتهُ الرياحُ من رئَتَيهِ
ونُواحُ الطيورِ غيرَ عويلٍ
نقلَتهُ الطيورُ عن أصغرَيهِ
ما ندى الفجرِ غيرَ لؤْلؤِ دمعٍ
رشفتهُ الأزهارُ من مِحجرَيهِ
وبريقُ النجوم غيرَ شظايا
كأسِ حبٍّ تحطَّمَتْ في يدَيهِ