العبد
بينَ روحي، وبين جسمي الأَسير
كانَ بُعدٌ
ذقتُ مُرَّهْ!
•••
أنا في الأرضِ، وهي فوق الأَثيرْ
أنا عبدٌ
وهيَ حُرَّهْ!
•••
أنا عبدُ الحياةِ والموتِ، أَمشي
مُكرهًا من مُهودِها لقبورِهْ!
عبدُ ما ضمَّتِ الشرائُعِ من جَوْرٍ
يخُطُّ القويُّ كلَّ سطورِهْ
بيَراعٍ دمُ الضعيفِ لهُ حِبْرٌ
ونَوْحُ المظلومِ صوتُ صَريرِهْ!
أنا عبدُ القضاءِ، تملأُ نفسي
رهبةٌ من بشيرهِ ونذيرِهْ!
عبدُ عصرٍ من التَمدُّنِ، نَلهو
ضِلَّةً عن لُبابِه بقشورِهْ!
عبدُ مالي، أَحظى به بعدَ جُهْدٍ
فإذا بي أَنوءُ من ثِقْلِ نيرِهْ!
عبدُ إسمي، ذَوَّبتُ روحي وجسمي
طمعًا في خلودِهِ ونشورِهْ!
عبدُ حبِي، أَنزلتُه في فؤادي
فكوى أَضلعي بنارِ سعيرِهْ!
أنا في قَبضةِ العبوديةِ العَمياءِ
أَعمى مسيَّرٌ بغرورِهْ!
إنَّ جسمي عبدٌ لعقلي، وعقلي
عبدُ قلبي، والقلبُ عبدُ شعورِهْ
وشعوري عبدٌ لحسي، وحسي
هو عبدُ الجمالِ، يحيا بنورِهْ!
كلُّ ما بي في الكونِ أَعمًى ومُنقادٌ
على رُغمهِ لأعمى نَظيرِهْ
غيرَ روحي فالشعرُ فكَّ جَناحَيْها
فطارتْ في الجوِّ فوق نسورِهْ
تَنتَحي عالمَ الخلودِ، لتحيا
حرَّةً، بين روضِهِ وغديرِهْ! …