حُلمٌ فحقيقة
يا طيورَ السماءِ في الريحِ روحي
بيَ جريًا
على الجَلَدْ١
•••
وبِجسمي طيري إلى حيثُ روحي
فيهِ تحيا
بلا جَسَدْ!
•••
هوَ حلمٌ مَجنِّحٌ، رافقَ الشاعرَ
يَطوي الأَجيالَ جيلًا فجيلا
خلعَتْ يقظةُ العقولِ جَناحَينِ
عليهِ يُحيِّرانِ العقولا
ما هُما من خرافةٍ وخيالٍ
بل هما من حقيقةٍ وهَيولى
صَعِّدِ الطَرْفَ في الأَثيرِ تُجِدْني
قاطعًا في الأَثيرِ ميلًا فميلا
خببًا٢ تارةً، وطورًا وَئيدًا
صُعدًا مرَّةً، وأخرى نُزولَا
فوق طيَّارةٍ على صهواتِ الريحِ
قامتْ تروِّضُ المستحيلا
هُوَ ذا طائرُ الجمادِ كأَنَّ
الجنَّ في صدرِهِ تحثُّ خُيولا
حَمْحَمَتْ تضرِبُ الرياحَ بنعلَيْها
فشقَّتْ إلى السماءِ سبيلا
ثمَّ مدَّتْ إلى النجومِ جَناحينِ
وجرَّتْ على السَّحابِ ذيولا
غَرِقَتْ فِي الْأَصِيلِ حينًا، وعامتْ
بعد حينٍ تعلو قليلًا قليلا
تَرتدي من دُخانِها بُردةَ اللَّيْلِ
وتُلقي عن مَنْكِبيها الأَصيلا
وعليها من الشرارِ نجومٌ
عَقَدَتْ حولَ رأْسِها إكليلا
حلِّقي، حلِّقي، والْقِي على الأَفلاكِ
رُعبًا ورَوعةً وفُضولا
واشْهَدي في الطُيورِ كرًّا وفرًّا
واسمعي في النجومِ قالًا وقيلا!
١
الجلد: بمعنى السماء أو القبة الزرقاء.
٢
الخبب: طريقة عدو متسارع للخيل.