قرب النُّجوم
وانْبرَتْ نجمةٌ لأُخرى تقولُ:
«مَنْ يحومْ؟
مِنَ البعيدْ؟
•••
أَهْوَ نجمٌ مُذَنَّبٌ أَمْ دَخيلُ
في النجومْ؟
وما يريدْ؟
•••
هُوَ يَنقَضُّ كالصواعقِ، مُنطادًا١
إلينا، والهولُ مِلءُ وِشاحِهْ!
بينَ برقٍ من الشراراتِ ومَّاضٍ٢
ورعدٍ مُلعلِعٍ في صِياحِهْ!
أُنظريه يَدنو ويدنو، فهل غَلْغَلَ
في جوِّنا بقصدِ اكتساحِهْ؟
يُنطِقُ الخوفُ كلَّ عَيٍّ وهذي
رِعشةُ النَّجمِ عجَّلتْ بافتِضاحِهْ!»
وإذا نجمةٌ تجيبُ: «وقاكِ البُعدُ
أُختي، شرَّ انطلاقِ جَناحِهْ!
هوَ تحتَ السَديمِ٣ أَعجزُ عن أَنْ
يَبلغَ النجمَ فوق متنِ رياحِهْ!
هوَ مخلوقُ عالمٍ إِسْمهُ الأَرضُ،
يُغطّي الشَّقاءُ كلَّ بِطاحِهْ
عالمٌ ما شِعارُهُ غيرَ أَنَّ الحَقَّ
للقوَّةِ التي في سِلاحِهْ
لا تخافي منه، وخلّيه يَعلو
فقريبًا يَهوي صريعَ كِفاحِهْ!»
إيهِ يا نَجمتي أَلمْ تعرفيني
شاعرًا يُنصتُ الدُّجَى لنُواحِهْ؟
كمْ ليالٍ في الروضِ أَحييتُها
أَبكي، وأَشكو إليكِ بين أَقاحِهْ
ساكبًا في الفؤادِ من طرفِكِ
السَيّالِ بالنورِ بَلْسَمًا لجراحِهْ
وسوادُ الظلامِ في قلمي حِبْرٌ
أُوشّي بهِ بياضَ صباحِهْ
سامَحَ اللهُ فيكِ قلبًا نَسِيًّا
هو في الكونِ مثلُ قلبِ ملاحِهْ!
١
منطاد إلينا: مهاجمنا من علٍ. مرتفعًا نحونا.
٢
وماض: لماع.
٣
السديم: الضباب.