في عالم الأرواح
وسرى في عوالمِ الأَرواحِ
من قدومي
شبهُ همسِ
•••
إذ تَنَسَّمْنَ مِن خفوقِ جَناحي
في السَديمِ
رِيحَ إِنسِ
•••
فتأَلَّبْنَ حولَ جسمي جماعاتٍ
ملأْنَ الجوَّ الفسيحَ دَوِيًّا
وإذا بي أعي هنالكَ أَشياءً
ولمَّا حدَّقْتُ لم أَرَ شيَّا
فكأَني في الحُلم نشوانُ صاحٍ
تتوالى رُؤَى الخيالِ عليَّا
ما لِعينيِ والنورُ شعَّ بقربي
لم تُميِّزْ إلِّا فراغًا خلِيَّا؟
طوَّقتنيِ الأَشباحُ، ها هي حامَتْ
ثمَّ أهوَتْ تَرِفُّ بينَ يديَّا
ولها كاخْتِلاجِ أَجنحَةِ النَحلِ
أَزيزٌ يَطِنُّ في أُذُنَيَّا
إِنها كاللُّهاث نَفْحًا ولَفْحًا
وكموجِ الشُعاعِ نَشرًا وطَيَّا
غَمرتْني بالغيمِ يَنضَحُ طَلًّا
واحْتوتْني بالريحِ تَنْشُرُ رَيَّا
هي كالوهمِ أَلْبستهُ خيوطُ
الفكرِ ثوبًا منَ الخيالِ جَليَّا
لم يَزَلْ صوتُها إلى اليومِ في
أُذُني، وأَنفاسُها على شفَتيَّا
إِنَّما عندَ وصفِها خانني الفكرُ
وأَلقى على بيانيَ عَيَّا١
يا لهُ عالمًا هناك بعيدًا
قرَّبتُه عروسُ شعري إليَّا
فتنبَّهتُ مِن ذُهولي وأَصغَيتُ
لعلّي أَجْلو هناكَ خَفِيَّا
فسمعتُ الذي تُوَشْوِشُهُ الأَرواحُ
عنِّي، وما تُفكِّر فِيَّا
١
العي: العجز والكلال.