جيني في حوارٍ مع شاب يروق لها كثيرًا
عندما عاود القطارُ التحرك، كانا يجلسان معًا في عربة رُكَّاب عادية بعيدة عن عربة النوم.
وقالت الفتاة: «أحد عيوبي هو أنني أتصرَّف أولًا ثم أُفكر بعد ذلك. وأشعر بالأسف الآن لأنني طلبتُ منك إرسال تلك البرقية إلى الأميرة.»
«لماذا؟»
«لأن لديَّ الكثيرَ لأُخبرك به، وربما ترغب في فسخ الخِطبة المُتسرِّعة التي تعهَّدتَ بها.»
صاح الحبيب المُتحمِّس: «أمرٌ مُحتمَل! في الواقع أيَّتها الأميرة، إذا كنتِ تعتقدين أنه يُمكنكِ التخلُّص منِّي بسهولة، فأنتِ مُخطئة للغاية.»
«حسنًا، أريد أن أُخبرك لماذا لم أسمح لك بتقديم الاستقالة.»
فكَّت الفتاة ببطءٍ أزرار سُترتها الكبيرة، ثم أمسكت بها من طية صدْر السترة بحيث لا يراها أحد، وسحبت جزءًا من الظرف الكبير من جيبها الداخلي حتى ظهر ختم السفارة بوضوح. فذُهِلَ اللورد دونال وجحظَت عيناه بشدة، وبدا أن أنفاسه قد توقَّفَت.
ثم شهق قائلًا: «هل تقصدين أنَّ الرسالة معكِ؟»
قالت وهي تُزرِّر سُترتها مرةً أخرى: «أجل، لقد سرقتُ اللصوص. أصغِ إليَّ، وسأُخبرك بكل ما حدث. لكن، أولًا، هل أنت مُسلَّح؟»
أجاب: «أجل، لديَّ مُسدس في جيبي لا يُجدي نفعًا ولم يُفدْني بشيءٍ أمس.»
«حسنًا، سوف نعبُر الحدود ظهر اليوم. إذا اكتشفَت السلطات الروسية قبل ذلك الوقت كيف خدَعتُهم، وإذا كان لديهم أي شكٍّ في كوني السببَ في ذلك، أليس من المُحتمَل أن يُلقوا القبض عليَّ ويُفتشوني بحُجةٍ أو بأخرى؟»
فكَّر اللورد دونال للحظة وقال: «يُمكنهم فعل ذلك بكل سهولة، لكن يا جيني، أنا سأُقاتل من أجلك ضد الإمبراطورية الروسية بأكملها، وسيتأذَّى شخصٌ ما إذا ورَّطوكِ في الأمر. ومع ذلك، ستتردَّد الشرطة قبل التورط مع مبعوثٍ من السفارة، أو أي شخصٍ تحت حمايته في وضح النهار داخل قطارٍ مُزدحم؛ ولذا، نحن لن نعود إلى عربة النوم تلك، لكن سنظلُّ هنا حيث يُوجَد بعضٌ من أبناء وطننا.»
قالت جيني: «هذا ما كنتُ سأقترحه، والآن استمع إلى القصة التي يجب أن أُخبرك بها، وبعد ذلك ستعرف تحديدًا لماذا أتيتُ إلى روسيا.»
قال الشاب على عجل: «لا تُخبريني بأي شيءٍ تُفضلين عدم الإفصاح عنه.»
أجابت الفتاة: «صحيحٌ أني أُفضِّل ألا أُفصح عنها، لكن لا بدَّ أن أُخبرك بها.»
ظلَّت تحكي حتى ساعاتٍ طويلة، وعندما انتهت صاحَ الشاب بحماسٍ ردًّا على سؤالها:
«ألومُكِ! لماذا؟ بالطبع لا ألومك على الإطلاق. لم يكن هاردويك هو مَنْ أرسلكِ إلى هنا، بل العناية الإلهية. لقد جمعَنا القَدَرُ يا جيني، وإيماني به فيما بعدُ لن يتزعزع.»
ضحكت جيني ضحكةً قصيرة راضية، وقالت إنها شعرتْ بالإطراء لأنَّ مَنْ جاء بها هو القدَر.
علَّق الشاب الجريء قائلًا: «ما هي إلا طريقة أخرى لأقول بأنكِ ملاك يا جيني.»
وهكذا عبَرا الحدود دون أن يعترضهما أحد، وبمجرد وصولهما إلى ألمانيا، أخذت جيني الرسالة موضوع النزاع وسلَّمتْها إلى حبيبها.
وهمستْ مع تنهيدةٍ قصيرة؛ إذ كانت تتخلَّى عن ثمار إنجازها الأعظم: «تَفضَّل، ضع هذه في صندوق المُراسلات خاصتك، وتأكَّد من بقائها فيه حتى تصِل إلى لندن. آمُل أن يُعجَب الروس بنسخة دايلي بيجل التي سيجدونها في مظروفهم.»
ومن ثمَّ تجاذبا أطراف الحديث معًا طوال الرحلة الطويلة إلى برلين. وعند الساعة الحادية عشرة مساءً، وصلا إلى محطة شلايشر أخيرًا، لكن بدا كما لو أنَّهما لم يبدآ حديثهما إلا الآن فقط، ولا يزال هناك بقية لحديثهما.
وتسلَّم اللورد دونال برقية من الأميرة في برلين.
قالت فيها: «أُهنئكما من أعماق قلبي؛ وأخبر جيني في المرة القادمة التي تراها فيها (ضحك اللورد دونال وهو يقرأ هذا بصوت عالٍ) أنَّ الحكومة النمساوية منحَتْها مكافأة ثلاثين ألف جنيه إسترليني لمشاركتها في تمكينهم من استعادة الذَّهب، وأعتقد أن هذا أقلُّ ما يُمكنهم تقديمه لها مقابل ما فعلَتْه.»
صاح اللورد دونال: «والآن، أعتبر ذلك مُنتهى السخاء من الحكومة النمساوية، لقد اعتقدتُ أنهم سيُعلنون الحرب على إنجلترا عندما قرأتُ خطاب رئيس الوزراء لديهم، لكن بدلًا من ذلك، ها هم يُقدِّمون هدايا زفاف لفتياتنا الجميلات.»
قالت جيني: «كم هذا لطيف! هذا من طيبة قلب الأميرة ولُطف الأمير؛ فهو مَن سعى في طلب ذلك.»
«ولكن، تُرى ما الذي فعَلْتِه من أجل الحكومة النمساوية يا جيني؟»
«إنها قصة طويلة يا دونال، وأعتقدُ أنها مُثيرة إلى أبعد حَد.»
«حسنًا، لنشكر العناية الإلهية لأنَّ لدينا رحلةً طويلة حيث يُمكنكِ أن تحكيها لي وأن أستمع إليها.»
وبقول هذا، سمح الشاب الجريء لنفسه أن يُقبِّل رفيقته اللطيفة مُتمنيًا لها ليلةً سعيدة، هناك وسط كل الجلَبة والضجيج داخل محطة شلايشر بانوف في برلين.
وفي الصباح الباكر، التقى الاثنان مرةً أخرى في عربة المطعم. وعندئذٍ، كان القطار يمرُّ بمدينة كولونيا، مندفعًا بسرعة في ذلك الوادي الخلَّاب الذي يمر عبرَه نهر فيسدرا الصغير الهادر. ولم يكن بالعربة سوى اللورد دونال وجيني، فاختارا طاولةً بالقُرب من منتصف العربة وطلبا الإفطار. كان المنظر من ورائهما آسرًا، يُظهِر لهما من النوافذ الزجاجية العريضة والشفَّافة على كل جانب، في تتابع سريع، سلسلةً من المناظر الطبيعية الجديرة بالمُشاهدة؛ التِّلال ذات الأشجار الكثيفة، والمنازل الريفية المبهِجة، والتيَّار الهادر السريع المتلاطم الذي تعلوه رغوةٌ تُشبه الصوف. وبين الحين والآخر يبزغ جزءٌ من قلعةٍ قديمة مُتهالكة على المرتفعات، وفي أعماق الوادي، تجد طاحونةً مائية هنا وهناك.
وكان من الواضح تمامًا أن جيني قد حظيت بنومٍ هانئ عوَّضها عن الكابوس الذي مرَّت به في الرحلة الروسية. وتألقت في ملابسَ بسيطةٍ أنيقة للغاية، وبدَت عليها علامات النضارة والجمال مثل قطرة ثلج. لم يستطع الشابُّ المفتون أن يُشيح بعينَيه بعيدًا عنها، وعندما احتجَّت جيني بضحكةٍ رقيقة على انشغاله عن رؤية كل هذه المناظر الطبيعية الفاتنة، أجاب بأن لديه شيئًا أجمل بكثير يستحقُّ أن يُمَلِّي عينَيه منه، فتورَّد وجه جيني خجلًا مما أضفى عليها جاذبيةً أكثر مما كانت عليها، وابتسمت له دون أن تُبديَ أيَّ اعتراضٍ آخر. وسواء كان السببُ فرحته بالعثور على جيني، أو حصوله على قسطٍ وافر من النوم، أو ارتياحه عندما اكتشف أن مسيرته المهنية لم تُدمَّر، كما تخيَّل، أو الثلاثة معًا، فقد بدا اللورد دونال وقد استعاد حيويته مرةً أخرى، مع وجهٍ مشرق ومرح ومُبتهجٍ مثل صبيٍّ عاد إلى منزله لقضاء عطلته. وهكذا استمتعا بوجبة الإفطار مع انتشاءٍ بأجواءٍ شبابية وشهيةٍ مُقبِلة على وجبةٍ لذيذة أُعِدَّت بكفاءة. قُدِّمت المخبوزات بلونها البُني المُميز ورائحتها الجذَّابة، وزبدة فاخرة وباردة في شكل موجاتٍ حلزونية لونها ذهبيٌّ رائع، والقهوة كما يجب أن تكون، والنادل يقف صامتًا ومُنتبهًا. وبهذا أصبحت المغامرة داخل روسيا كما لو كانت ذكرى شرٍّ تركاها خلفهما. وانطلق القطار مُسرعًا عبر مناظر طبيعية ساحرة باتجاه إنجلترا في رحلة العودة إلى وطنهما.
ثم أسند الشابُّ ظهره إلى كُرسيِّه، وشبَّك أصابعه خلف رأسه وأخذ ينظُر إلى جيني، وشعورٌ بالرِّضا التام يملؤه.
وقال: «رحلةٌ مبهجة.»
همست جيني: «نعم، إنها لطيفة جدًّا. لطالما استمتعتُ بالسفر إلى الخارج، لا سيَّما في رحلة تتَّسِم بالرفاهية. لكن، للأسف! الرفاهية تتطلَّب أموالًا باهظة، أليس كذلك؟»
«أوه، لا داعي للقلق، فأنتِ غنية.»
«هذا صحيح؛ كنتُ قد نسيت الأمر برُمته.»
«آمُل يا جيني أن حقيقة سفري على متن قطارٍ فاخر لم تخدعكِ بخصوص ثروتي. ويجب أن أُخبركِ أنني عادةً ما أحجز تذكرة الدرجة الثالثة عندما أُسافر بصفةٍ شخصية. إنني أستمتع بهذه الرفاهية المترفة على حساب دافعي الضرائبِ المُرغَمين في بريطانيا. وعندما أُسافر في مهمةٍ من أجل الحكومة البريطانية، أقول، كما قال «بوه باه» مُحدِّثًا «كوكو» في أوبرا «ميكادو»، «دلل نفسك يا ولدي.» أو ما معناه ذلك.»
ضحكت جيني قائلة: «في الواقع، لا أختلفُ كثيرًا عنك؛ فالصحيفة هي التي تتحمَّل كل نفقات هذه الرحلة، لكن سأُصر على إعادة الأموال إليها الآن بعد أن فشلتُ في مهمتي.»
«عجبًا، إنَّ العمل بالصحافة أكثر صدقًا من العمل بالسلك الدبلوماسي! لم تخطر ببالي أبدًا فكرة إعادة أي أموال. إن مجرد الاقتراح يُجمِّد الدم في أوصالي، ويجعل كل شعرةٍ تقف على نهايتها مثل القنفذ المفزوع. فشعارنا في الخدمة هو، احصل على كل ما يُمكنك، واحتفظ بكل ما تحصل عليه.»
«ولكن كما ترى، تختلف حالتك عن حالتي؛ لقد بذلتَ قُصارى جهدك للنجاح، وفشلتُ أنا بمحض اختياري، ومن ثمَّ أجلس هنا وقد خُنت صحيفتي.»
قال الشاب وهو يُمسِك صندوق المُراسَلات الذي لم يُفارقه لحظة، ويضعه على الطاولة: «حسنًا يا جيني كل ما عليكِ هو أن تطلبي، وسأُعيد هذه الرسالة المُثيرة للمتاعب إلى حيازتكِ مرةً أخرى. هل أنتِ نادمة على كرمك؟»
«بالطبع لا، على الإطلاق، لن أستعيدها تحت أي ظرف. حتى بالنظر إلى الأمر من الوجهة المادية البحتة؛ إذ يعني لك النجاحُ أكثرَ بكثيرٍ مما يعنيه لي. وكما تقول، أنا غنية، ومن ثمَّ سأتخلَّى عن مهنتي في الصحافة. أفترض أن هذا هو السبب في أن النساء من النادر جدًّا أن يُحقِّقن نجاحاتٍ كبيرة في حياتهن. فغالبًا ما تكون مهنة المرأة مجردَ اهتمامٍ ثانوي بالنسبة إليها؛ بينما مهنة الرجل هي حياته كلها.»
قال الشاب في لحظاتِ تأمُّل: «يا للأسى! إن نجاح شخصٍ ما يعني عادةً فشَل شخصٍ آخر. لو أني الشخص السخي والمُخلص كما أتخيل نفسي أحيانًا، لكان عليَّ أن أرفض قَبول نجاحي على حساب فشلكِ. لقد نجحتِ أنتِ بالفعل، بينما فشلتُ أنا دون شك. ومع الكرم الذي يجعلني أشعر بضآلتي ولؤمي، ها أنتِ تُهدينني نجاحَك، وأنا أتقبَّله بأنانية. لكن ضميري مرتاح لسببٍ وحيد؛ فأنا وأنتِ سوف نتزوج، ونُصبح كيانًا واحدًا. وسيرث هذا الكيانُ جميع نجاحاتنا ويتنصَّل من جميع إخفاقاتنا. أليست هذه فكرة جيدة؟»
أجابت جيني: «إنها ممتازة، ولكن لا يسعني إلا أن أشعر بالأسف قليلًا من أجل السيد هاردويك المسكين.»
«مَن هو، أهو رئيس التحرير؟»
«أجل. لقد كان يُؤمن بقدراتي لدرجةٍ كبيرة، ومن المؤسف أن يَخيب ظنُّه.»
«لا تَشغلي بالكِ بشأن هاردويك. لا تُفكري به على الإطلاق. فكري بي بدلًا من ذلك.»
«أخشى أنني أفعل ذلك، وقد فعلتُ ذلك منذ بعض الوقت. ومع هذا، سوف أنزل في محطة لييجا وأُرسل له برقيةً بأنني لن أُحضِر الوثيقة إلى لندن.»
«سأُرسل البرقية نيابةً عنك عندما نصل إلى هناك. ولكن، إذا كنتُ أتذكَّر جيدًا ما أخبرتِني به عن هدفه، فأظنُّ أنه لن يشعر بخيبة أملٍ كبيرة. فقد فهمتُ منكِ أنه لم يكن ينوي نشر الوثيقة، حتى لو حصل عليها.»
«هذا صحيح تمامًا. كان يرغب في أن يُقدِّم الوثيقة إلى المسئول بنفسه، وكان سيُقابلني في محطة تشارينج كروس، ويحصل على المظروف ويأخذه في الحال إلى وجهته.»
قال الشابُّ في حيرة: «يجب أن أعترف أنني ما زلتُ لم أفهم الهدف وراء ذلك. هل أنتِ متأكدة من أنه قال لكِ الحقيقة؟»
«نعم، بالتأكيد. كان هذا هو الهدف. يبدو أن هناك في وزارة الخارجية مسئولًا عجوزًا يضطهد السيد هاردويك. وهذا المسئول — الذي نسيتُ اسمه؛ إذ لا أعتقد في الواقع أن السيد هاردويك قد أخبرني باسمه — على ما يبدو أنه يتجاهل صحيفة دايلي بيجل عندما يُبلغ الصحف بأخبارٍ مهمة، ويقول السيد هاردويك إنه يُفضل إحدى الصحف المُنافِسة، ولم تتمكن صحيفة بيجل، حتى الآن، من أن تحظى بأي معاملة عادلة منه. ولذلك، أراد السيد هاردويك أن يأخذ الوثيقة إليه، ومن ثمَّ يُقنعه بخطورة مُناصَبة العداء مع صحيفته. وكما فهمتُ من خطته، التي لم تكن مقنعة كثيرًا بالنسبة لي، فإن هاردويك لا يعتزم أي نيةٍ لعقد صفقة أو مساومة، ولكنه ببساطة يريد تسليم الوثيقة إلى المسئول، ومطالبته بمنح الصحيفة نصيبها العادل من الأخبار.»
«هل تقصدين أن المسئول المَعنيَّ هو الرجل الذي أودُّ أن أُعطيَه هذه الرسالة؟»
«أجل.»
«أوه، يا للمصادفة العجيبة؛ إنه خالي! ما أعجبَ هذا الأمر! هذا هو السير جيمس كارديف، الأخ الأكبر لوالدتي، وهو رجلٌ عجوز طيب، لكن أتفهم جيدًا أن مَنْ لا يعرفه عن قُرب قد يظن أنه فظ ومُزعج. وإذا كان رئيسُ التحرير يقصد ما يقوله حقًّا، فليس هناك مشكلة أو خيبةُ أمل. فلو أن كل ما هو مطلوب هو كسب ودِّ جيمي العجوز كي يُعامل هاردويك معاملةً طيبة، فيُمكنني أن أضمن ذلك. فأنا تلميذٌ لخالي. وكلُّ ما أعرفه تعلمته منه. ولم يفهم حتى الآن لماذا لا تُعيِّنُني الحكومة البريطانية على الفور سفيرًا لدى فرنسا. فجيمي سيفعل ذلك غدًا إذا كانت لديه السلطة. لقد سمعتُ عن هذه الرسالة من خلاله، وأعتقد أن نفوذه له علاقة كبيرة بحصولي على مهمة المبعوث الخاص هذه. لقد كان الحزن الذي سيشعر به خالي جيمي، لو فشلت، هو الذي وضعَ قطرة المرارة الأخيرة في كأس حزني عندما عدتُ إلى صوابي بعد تخديري على يد رجال الشرطة الروسية؛ إذ من الممكن أن يكون ذلك بمثابة ضربةٍ قوية للسير جيمس كارديف. سنصل إلى تشارينج كروس في حوالي الساعة السابعة والنصف ليلًا، وسينتظرني السير جيمس هناك مع عربته الخاصة ليصطحبَني عند وصولي. والآن، ما رأيكِ في تسوية هذه المشكلة تحت مظلة محطة تشارينج كروس؟ فإذا أرسلتِ برقية إلى السيد هاردويك كي يُقابلنا هناك، فسوف أُقدِّمه إلى السير جيمس، ولن يُواجه أي مشكلةٍ في هذا الصدد بعد الآن.»
قالت الفتاة وهي تنظُر لأسفل نحو مفرش المائدة: «أعتقد أني أُفضِّل ألا يُقابلنا السيد هاردويك.»
وعاجَلها الشاب بردِّه قائلًا: «هذا أفضل بالطبع، ما الذي كنتُ أُفكر فيه؟ إنه مجرد لقاء عائلي، ولا نريد أي غرباء فيه، أليس كذلك؟»
فضحكَت جيني ولم تُعقِّب.