بيمارستانات الشام
(١) بيمارستان الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي
(٢) بيمارستان انطاكية
ابن بطلان
هو أبو الحسن المختار بن الحسن بن عبدون بن سعدون بن بطلان نصراني من أهل بغداد.
خرج من بغداد إلى مصر قصدًا منه إلى مشاهدة علي بن رضوان الطبيب، وكان دخوله إلى الفسطاط في مستهل جمادى الآخرة سنة ٤٤١ﻫ/ ١٠٤٩م وأقام بها ثلاث سنين وذلك في دولة المستنصر بالله الفاطمي، وجرت بينهما مناظرة ومنافرة، وألف ابن بطلان كتابًا تضمن كثيرًا مما وقع بينه وبين ابن رضوان، وسافر ابن بطلان إلى قسطنطينية وأقام بها سنة ثم ورد أنطاكية، وبنى بها البيمارستان، إلى أن توفي سنة ٤٥٥ﻫ وقيل ٤٥٨ﻫ.
(٣) المارستان الصغير بدمشق
(٤) البيمارستان الكبير النوري
عز لمولانا الملك العادل العالم الزاهد المجاهد المرابط المؤيد المعظم المنصور نور الدين، ركن الإسلام والمسلمين، محيي العدل في العالمين، (ناصر) الحق بالبراهين، منصف المظلومين من الظالمين، قاتل الكفرة والمشركين، أبي القاسم محمود ابن زنكي بن آقسنقر ناصر أمير المؤمنين أدام الله أيامه.
بسم الله الرحمن الرحيم: الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى ۙ لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ۚ، وقال رسول الله ﷺ: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينفع أو ولد صالح يدعو له أو صدقة جارية.» والمولى الشهيد السلطان الغازي في سبيل الله نور الدين أبو القاسم محمود بن زنكي قدس الله روحه من جمع الله سبحانه وتعالى لذاته وصف العالمين. ومن شرط وقفه الذي أشهد به على نفسه أنه وقف على البيمارستان المعروف (باسمه) وجعله مقرًّا لتداوي الفقراء والمنقطعين من ضعفة المسلمين الذين يرجى برؤهم، وهو يستعدي إلى الله تعالى على من يساعد في تغيير مصارف وقفه وإخراجها عما شرط حاكمه وتخاصمه بين يديه يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وجدد ما كان تهدم من بنائه وبناء أوقافه في الأيام السلطانية العادلة المنصورية الصالحة خلد الله سلطانها، بنظر الفقير إلى الله تعالى عمر بن أبي الطيب غفر الله له ولمن أعانه من البنائين على عمارة هذا الوقف المبارك، وكان الفراغ منه في العشر الأوسط من شهر ربيع الآخر.
الأطباء الذين عملوا في البيمارستان الكبير النوري
-
(١)
مهذب الدين ابن النقاش: هو الشيخ الإمام أبو الحسن علي بن أبي عبد الله عيسى بن هبة الله النقاش مولده ومنشؤه ببغداد، عالم بعلم العربية والأدب واشتغل بصناعة الطب، وكان له مجلس علم للمشتغلين عليه. وتوجه إلى مصر وأقام بالقاهرة مدة ثم رجع إلى دمشق وخدم بصناعة الطب الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي، وكان يعاني كتابة الإنشاء وخدم في البيمارستان الكبير النوري، وكانت وفاته يوم السبت ١٢ محرم سنة ٥٧٤ﻫ/١١٧٨م.
-
(٢)
موفق الدين بن المطران: هو الحكيم العالم موفق الدين أبو نصر أسعد بن أبي الفتح إلياس بن جرجس المطران: كان مولده ومنشؤه بدمشق وكان أبوه أيضًا طبيبًا. وخدم بصناعة الطب الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب وأسلم ابن المطران في أيامه. وكانت له همة عالية في تحصيل الكتب، ومات وفي خزانة كتبه ما يناهز عشرة آلاف من الكتب الطبية. وكان ابن المطران بالبيمارستان الكبير النوري يعالج المرضى المقيمين به، توفي في شهر ربيع الأول سنة ٥٨٧ﻫ/١١٩١م بدمشق.
-
(٣)
ابن حمدان الجرائحي: كان من جملة أطباء البيمارستان الكبير النوري ومعاصرًا لموفق الدين بن المطران.
-
(٤)
أبو الفضل بن عبد الكريم المهندس: هو مؤيد الدين أبو الفضل محمد بن عبد الكريم بن الرحمن الحارثي: مولده ومنشؤه بدمشق، وكان يعرف بالمهندس لجودة معرفته بالهندسة قبل أن يتحلى بمعرفة صناعة الطب، واشتغل أيضًا بصناعة النجوم وعمل الزيج، وكانت له جامكية لطبه في البيمارستان الكبير النوري، ويقي فيه إلى أن توفي سنة ٥٩٩ﻫ/١٢٠٢م بدمشق وعاش نحو السبعين.
-
(٥)
موفق الدين عبد العزيز: هو الشيخ الإمام موفق الدين عبد العزيز بن عبد الجبار بن أبي محمد السلمي: كان كثير الخير شديد الشفقة على المرضى، وكان في أول الأمر فقيهًا ثم اشتغل بعد ذلك بصناعة الطب، وخدم في البيمارستان الكبير النوري، خدم الملك العادل أبا بكر بن أيوب وتوفي بدمشق في يوم الجمعة ٢٠ ذي القعدة سنة ٦٠٤ﻫ/١٢٠٧م وعمر نحو الستين سنة.
-
(٦)
كمال الدين الحمصي: هو أبو منصور المفظر علي بن ناصر القرشي، اشتغل بصناعة الطب والأدب وكان محبًّا للتجارة وأكثر معيشته منها، ويكره التكسب بصناعة الطب، وبقي سنين يتردد إلى البيمارستان الكبير النوري ويعالج المرضى فيه احتسابًا، إلى أن توفي في يوم الثلاثاء ٩ من شعبان سنة ٦١٢ﻫ/١٢١٥م.
-
(٧)
رشيد الدين علي بن خليفة: هو أبو الحسن علي بن خليفة بن يونس بن أبي القاسم بن خليفة بن الخزرج مولده بحلب سنة ٥٧٩ﻫ/١١٨٣م، ثم توجه إلى مصر واشتغل بصناعة الطب، ولازم جمال الدين بن أبي الحوافر رئيس الأطباء بمصر، وملكها العزيز عثمان بن الملك الناصر صلاح الدين ولازم مشاهدة المرضى بالبيمارستان. وفي سنة ٥٩٣ انتقل إلى الشام وباشر المرضى في البيمارستان الكبير النوري، وجعل له مجلسًا لتدريس صناعة الطب، توفي يوم الاثنين في ١٧ شعبان سنة ٦١٦ﻫ.
-
(٨)
مهذب الدين عبد الرحيم بن علي: هو الشيخ الإمام العالم مهذب الدين أبو محمد عبد الرحيم بن علي بن حامد ويعرف بالدخوار، مولده ومنشؤه دمشق، وكان أبوه كحالًا مشهورًا. وخدم مهذب الدين كحالًا بالبيمارستان الكبير النوري ثم اشتغل بصناعة الطب ثم توجه إلى الديار المصرية، وخدم الملك العادل أبا بكر ابن أيوب وولاه رياسة الطب بمصر والشام. ثم أقام بدمشق وتولى العلاج بالبيمارستان الكبير النوري، ثم شرع في تدريس صناعة الطب واجتمع إليه كثير من أعيان الأطباء، ووقف داره وجعلها مدرسة للطب ووقف لها ضياعًا وعدة أماكن، وتوفي ليلة الاثنين ١٥ شهر صفر ٦٢٨ﻫ/١٢٣٠م.
-
(٩)
مهذب الدين أحمد بن الحاجب: كان طبيبًا مشهورًا في الصناعة الطبية متقنًا للعلوم الرياضية معتنيًا بالأدب، مولده بدمشق ونشأ بها، وخدم بصناعة الطب البيمارستان الكبير النوري.
-
(١٠)
ابن اللبودي: هو العالم شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبدان بن عبد الواحد بن اللبودي: أتقن الحكمة وصناعة الطب وكان له مجلس لتدريس هذه الصناعة، وخدم الملك الظاهر غياث الدين غازي بن الملك الناصر. وأقام عنده بحلب، ثم أتى إلى دمشق وأقام بها يدرس الطب ويطب في البيمارستان الكبير النوري، وتوفي بدمشق في ٤ ذي القعدة سنة ٦٢٢ﻫ وله من العمر ٥١ سنة.
-
(١١)
عمران الإسرائيلي: هو الحكيم أوحد الدين عمران بن صدقة، مولده بدمشق في سنة ٥٦١ﻫ، وكان أبوه طبيبًا مشهورًا، وكان الملك المعظم قد أطلق له جامكية ويتردد إلى البيمارستان الكبير النوري، وتوفي في حمص في شهر جمادى الأولى سنة ٦٣٧ﻫ/١٢٣٩م.
-
(١٢)
سديد الدين بن رقيقة: هو أبو الثناء محمود بن عمر بن محمد بن إبراهيم بن شجاع الشيباني الحانوي ويعرف بابن رقيقة، كان مولده سنة ٥٦٤ﻫ بمدينة حيني ونشأ بها، وكانت له معرفة بصناعة الكحل والجراحة، وحاول كثيرًا من أعمال الحديد٢١ في مداواة أمراض العين وقدح الماء النازل في العين لجماعة وأنجب قدحه وأبصروا. وكان المقدح الذي يعانيه مجوفًا وله عطفة ليتمكن في وقت القدح من امتصاص الماء، ويكون العلاج أبلغ، وفي سنة ٦٣٢ﻫ وصل إلى دمشق إلى السلطان الأشرف، وأمر بأن يواظب على معالجة المرضى بالبيمارستان الكبير النوري، وتوفي في سنة ٦٣٥ﻫ وكان شاعرًا مجيدًا.
-
(١٣)
الجمال المحقق أحمد بن عبد الله بن الحسين الدمشقي ٢٢ اشتغل بالفقه وبرع فيه، وكان فاضلًا في الطب، وقد ولي الدخوارية وعاد المرضى بالمارستان على قاعدة الأطباء، وكان مدرسًا للشافعية بالفرخشاهية ومعيدًا بعدة مدارس، وكان جيد الذهن مشاركًا في فنون كثيرة، توفي سنة ٦٤٩ﻫ.
-
(١٤)
سعد الدين بن عبد العزيز: هو الحكيم العالي سعد الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الجبار بن أبي محمد السلمي، ولد بدمشق سنة ٥٩٣ﻫ/١١٨٧م وخدم بصناعة الطب البيمارستان الكبير النوري إلى أن توفي في سنة ٦٤٤ﻫ /١٢٤٦م بدمشق.
-
(١٥)
رضي الدين الرحبي: انظر ترجمته في البيمارستان الناصري ص٧٩.
-
(١٦)
جمال الدين بن الرحبي: هو جمال الدين عثمان بن يوسف بن حيدرة الرحبي أخو السابق، اشتغل بصناعة الطب على والده بدمشق، وخدم بالبيمارستان الكبير النوري وبقي به سنين، ولما وصل التتار إلى الشام سنة ٦٥٧ﻫ/١٢٥٨م توجه إلى مصر وأقام بها، وتوفي بالقاهرة سنة ٦٥٨ﻫ/١٢٥٩م.
-
(١٧)
شرف الدين بن الرحبي: هو شرف الدين أبو الحسن علي بن يوسف بن حيدرة بن الحسن الرحبي. ولد بدمشق سنة ٥٨٣ﻫ/١١٨٧م واشتغل بصناعة الطب وخدم مدة في البيمارستان الكبير النوري ودرس بالمدرسة الدخوارية وتوفي سنة ٦٦٧ﻫ/١٢٦٨م.
-
(١٨)
شمس الدين محمد الكلي: هو الحكيم العالم أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن أبي المحاسن، كان أبوه أندلسيًّا، وأتى إلى دمشق ونشأ شمس الدين بدمشق وقرأ صناعة الطب، وحفظ كليات القانون حفظًا جيدًا، ولذلك قيل له الكلي. وخدم بصناعة الطب الملك الأشرف موسى بدمشق ثم في البيمارستان الكبير النوري.
-
(١٩)
عز الدين بن السويدي: هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد، كان أبوه تاجرًا من السويداء بحوران، ولد بدمشق سنة ٦٠٠ﻫ/١٢٠٣م ونشأ بها واشتغل بصناعة الطب، وقرأ علم الأدب وأتقن العربية وأجاد الشعر، وخدم في البيمارستان الكبير النوري وفي بيمارستان باب البريد، وكان مدرسًا بالدخوارية.
-
(٢٠)
عماد الدين الدنيسري: هو عماد الدين أبو عبد الله محمد ابن القاضي الخطيب تقي الدين عباس بن أحمد بن عبيد الربيعي، مولده بدنيسر في سنة ٦٠٥ﻫ ونشأ بها واشتغل بصناعة الطب وتميز في الأدب والفقه، خدم في البيمارستان الكبير النوري.
-
(٢١)
بدر الدين بن قاضي بعلبك: هو الحكيم العالي بدر الدين المظفر ابن القاضي الإمام مجد الدين عبد الرحمن بن إبراهيم، نشأ بدمشق واشتغل بصناعة الطب وخدم في البيمارستان الذي بالرقة. وصنف مقالة في مزاج الرقة وأحوال أهويتها. ثم أتى إلى دمشق وخدم الملك الجواد مظفر الدين يونس بن شمس الدين مودود وذلك في سنة ٦٣٥ﻫ. وولي رياسة جميع الأطباء والكحالين والجراحين والبيمارستان الكبير النوري وقرأ الفقه والتفسير.
-
(٢٢)
جمال الدين بن عبد الله بن عبد السيد ٢٣ أسلم مع والده الذبان، وكان من أطباء المارستان النوري بدمشق، توفي سنة ٧٣٥ﻫ ودفن في قبر أعده لنفسه.
-
(٢٣)
عبد الله بن عبد الحق: ٢٤ بن إبراهيم بن محمد بن عبد الحق رئيس الجراحين جمال الدين ابن رئيس الأطباء شمس الدين القاهري ويعرف بابن عبد الحق: ولد قبل القرن ودخل في سفره مع أبيه الشام في خدمة الناصر فرج، وتميز في صناعة الطب وباشر رياسة الجراحين وقتًا، وتقدم في أيام الأشرف إينال ولم ينفك عن ملازمة البيمارستان كل يوم، مات في ربيع الأول سنة ٨٩١ﻫ ودفن بتربة ابن جماعة بالقرب من الصوفية.
(٥) البيمارستان النوري أو العتيق بحلب
وفي هذا المارستان قاعة للنساء مكتوب عليها: عمر هذا المكان في دولة صلاح الدين يوسف بن أيوب، بتولي أبي المعالي محمود بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم ابن العجمي الشافعي في شهر رمضان سنة ٦٥٥ﻫ/١٢٥٧م، وعلى إيوانه أنه عمر في أيام الأشرف شعبان، وأن هذا الإيوان وقاعة النساء الصيفية أنشأها صالح سبط ابن السفاح، وعلى الشباك الذي على بابه: أنه أحدث في سنة ٨٤٠ﻫ/١٤٣٦م على يد الحاج محمد البيمارستاني، وقاعة المنسلهين كانت سماوية فأسقفها القاضي شهاب الدين ابن الزهري. وهو بيمارستان مبارك يستشفى به، وهو نير شرح ومفروش من الرخام وبه بركتا ماء يأتي إليهما الماء الحلو من قناة حبلان.
- هاشم بن محمود٣٣: ابن السيد ناصر الدين السروجي الحسيني رئيس الأطباء بالمارستان النوري بحلب توفي سنة ٩٦٤ﻫ.
(٦) بيمارستان باب البريد
جاء ذكر هذا البيمارستان عرضًا في ترجمة عز الدين السويدي فإنه كان طبيبًا به وبالبيمارستان الكبير النوري، وباب البريد هذا اسم لأحد أبواب جامع دمشق وهو الغربي، وتجد ترجمة عز الدين السويدي ضمن أطباء البيمارستان الكبير النوري.
(٧) بيمارستان حماة
(٨) بيمارستان آخر بحلب
(٩) بيمارستان القدس
وقد كتب إلي الأستاذ العالم عادل جبر بك مدير المتحف الإسلامي ودار الكتب بالقدس الشريف، عن هذا المارستان فقال: إن بالقدس حارة تسمى الدباغة، والمشهور المتداول على ألسنة الناس أن البيمارستان الصلاحي كان في هذه الجهة ثم أدركه الخراب كما أدرك غيره من الآثار، ثم حدثت زلزلة في سنة ٨٦٢ﻫ/١٤٥٨م فجعلته أثرًا بعد عين، فعفيت آثاره واختلست أرضه وتصرف فيه الحكام وغيرهم من الناس بالبيع والهبة، فوهب السلطان عبد الحميد قسمًا من خراباته إلى الدولة الألمانية لمناسبة زيارة ولي عهدها للقدس الشريف سنة ١٨٩٦، فبنى فيه الألمان كنيسة افتتحها الإمبراطور غليوم الثاني سنة ١٨٩٨ وقال: إنهم عثروا في خراباته على حجارة مكتوبة ناطقة باسم صلاح الدين وخلفائه من بعده.
الأطباء الذين خدموا بصناعة الطب في مارستان القدس
-
(١)
يعقوب ابن صقلاب النصراني المقدسي المشرقي الملكي مولده بالقدس الشريف، قرأ الحكمة والطب وأقام بالقدس في مباشرة البيمارستان، إلى أن ملكه الملك المعظم عيسى ابن الملك العادل فنقله إلى دمشق، فاختص به وارتفعت عنده حاله وأدركه نقرس ووجع مفاصل فأقعده عن الحركة، حتى قيل إن الملك المعظم إذا احتاج إليه في أمر مرضه استدعاه في محفة تحمل بين الرجال، وتوفي يعقوب في حدود سنة ٦٢٦ﻫ.
-
(٢)
رشيد الدين الصوري: هو أبو المنصور بن أبي الفضل بن علي الصوري، كان أوحد زمانه في معرفة الأدوية المفردة وماهياتها واختلاف أسمائها وصفاتها وتحقيق خواصها، مولده في سنة ٥٧٣ﻫ بمدينة صور ونشأ بها ثم انتقل عنها، واشتغل بصناعة الطب على الشيخ عبد اللطيف البغدادي، وأقام بالقدس وكان يطب في البيمارستان الذي كان فيه، وخدم الملك العادل ثم الملك المعظم عيسى ثم ولده الملك الناصر داوود، وكان له بدمشق مجلس للطب والجماعة يترددون إليه ويشتغلون بالصناعة عليه، وتوفي يوم الأحد أول شهر رجب سنة ٦٣٩ﻫ (١٢٤٢م).
(١٠) بيمارستان عكا
(١١) بيمارستان صفد
(١٢) بيمارستان الصالحية أو القيمري
السطر الأول
«هذا ما أوقفه وحبسه وأبده الأمير سيف الدين القيمري رحمه الله تعالى على هذا البيمارستان: فمن المرج نصف قرية (البحدلية)، وكذلك قرية (المسعودية) بكمالها، وأيضًا قرية (المعضادية)، وأيضًا من قرية (بالا) تسعة قراريط ونصف الحصص من الأصقاع الجولانية، ودير أيوب عليه السلام بكمالها.»
السطر الثاني
«ودير الهرير وطواحينها بكمالها ودير السوج بطواحينها.. والربع منها، ومن قرية عترا الربع، ومن قرية (فادا) النصف والثمن، [ومن تل] سرية ثلاث قراريط ونصف من المسقف من حصة بن مخشي بقيسارية قيراطين، وحانوت بالفسقار مضمون برسم الشوي و[في] صفة نوح سبعة عشر حانوت … والحصة من الدار؟ ربع قيراط.»
سطر علوي مفرق
السطر الأول
«بسم الله الرحمن الرحيم. أمر ببناء هذا المارستان المبارك العبد الفقير الراجي رحمة ربه الكريم الأمير الأجل الكبير» والغازي المجاهد المؤيد المظفر المنصور سيف الدين ملك الأمراء نصرة الغزاة والمجاهدين عضد الملوك والسلاطين نصير أمير المؤمنين أبو الحسن الإمام عز الدين يوسف ابن المظفر ضياء الدين أبي الفوارس القيمري.
السطر الثاني
السطر الثالث
قرأت في كتاب الجوامع والمدارس صورة وقف البيمارستان القيمري فإذا فيه: هذا وقف أبي الحسن بن أبي الفوارس القيمري على بيمارستانه في الصالحية على معالجة المرضى والمعاجين والأشربة، وأجرة الطبيب يصرف إلى الطبيب في كل شهر: لواحد سبعون درهمًا ونصف غرارة من قمح، والأدنى ستون درهمًا ونصف غرارة قمح، وللمشارف في كل شهر أربعون درهمًا ونصف غرارة قمح، وللكحال في كل شهر خمسة وأربعون درهمًا ونصف غرارة قمح، وللحوائج في كل شهر ثلاثة عشر درهمًا وربع غرارة قمح، وإلى ثلاثة رجال يقدم لكل من الرجال في كل شهر ثلاثة عشر درهمًا وسدس غرارة قمح، ولمن يقوم بمريضات النساء والمجنونات في كل شهر لكل واحدة عشرة دراهم وسدس غرارة قمح، وإلى الشراب وبائعه لعمل الأشربة والمعاجين في كل شهر ستة وعشرون درهمًا وثلث غرارة قمح، ولأمين المشارفين والمتولين في الوقف إلى كل واحد في كل شهر ستون درهمًا وغرارة قمح وغرارة شعير، وللإمام في كل شهر أربعون درهمًا وثلث غرارة قمح، وللمعمار المرتب لعمارته في كل شهر ثلاثة عشر درهمًا وسدس غرارة قمح، ويكون بوابًا، وللحوائج في كل شهر ثمانية دراهم وسدس غرارة، وللناظر العشر عن المغل وريع الوقف، ويصرف إلى رجلين اثنين بخدمة البيمارستان عن ثمن قدور ونحاس وفرش ولحف ومخدة، وفي كل شهر إلى قيمه والمؤذن بالمسجد بقرب البيمارستان خمسة وعشرون درهمًا، فإن فضل يصرف إلى فكاك الأسارى من الكفار، وبعد ذلك عاد وقفًا على الفقراء، وتاريخ الوقفية سنة ٦٥٢، وتاريخ المسجد سنة ٨٨٠، ثم ذكر القرى والبساتين والحوانيت والطواحين التي وقفها على بيمارستانه.
- (١) إبراهيم٥١ بن إسماعيل بن القاسم بن هبة الله بن المقداد القيسي، كان طبيبًا بالبيمارستان بالصالحية وتوفي في جمادى الأولى سنة ٧٤١ﻫ.
(١٣) بيمارستان الجبل
كان بقرية نيرب وهي قرية على نصف فرسخ من دمشق بيمارستان يسمى بيمارستان الجبل ولم يعرف شيء عن هذا البيمارستان، ولا عمن أنشأه والزمن الذي أنشئ فيه، غير أن ابن شاكر الكتبي في فوات الوفيات، والذهبي في تاريخ الإسلام قد ذكرا بعض الذين خدموا في هذا البيمارستان من الأطباء وعينا زمنهم، فعلمنا بذلك عصره بوجه التقريب، وذكر الذهبي في تاريخه أيضًا أن التتار لما دخلوا دمشق في سنة ٦٦٩ﻫ في ١٨ جمادى الأولى أحرقوا ومعهم الكرج والأرمن مارستان الجبل وعدة مدارس وأماكن في غاية الحسن والكثرة.
- (١) عبد الوهاب بن أحمد بن سحنون الحكيم الخطيب الطبيب البارع مجد الدين خطيب النيرب، له شعر وأدب وفضائل، وكان من فضلاء الحنفية، درس بالدماغية وعاش خمسًا وسبعين سنة، وكان طبيب مارستان النيرب، وفي تاريخ الإسلام للذهبي طبيب مارستان الجبل.
- (٢) أحمد بن أبي بكر محمد بن حمزة بن منصور الطبيب نجم الدين أبو العباس الهمداني ثم الدمشقي المعروف بالجيلي: طبيب مارستان الجيل ولد سنة خمس أو ست وستمائة ومات في رمضان بدوير أحمد، ولي مشارفة الجامع في هذه السنة بعد أخيه لأم الشمس الجيلي توفي سنة ٦٩٥ﻫ.
(١٤) بيمارستان غزة
(١٥) بيمارستان الكرك
(١٦) مارستان حصن الأكراد
بسم الله الرحمن الرحيم، أنشأ هذا البيمارستان المبارك العبد الفقير إلى الله تعالى بكتمر بن عبد الله الأشرفي، نائب السلطنة المعظمة بحصن الأكراد، أثابه الله تعالى وأوقفه على مرضى المسلمين المقيمين والواردين وذلك في شهور سنة ٧١٩ﻫ/١٣١٩م.
… وبسوق البز وجميع الدار المجاورة للبيمارستان من جهة الشمال والربع والثمن من الحانوت بسوق السمانين، ومن شروطه أن يبدأ من ريع ذلك بعمارة المارستان وما هو موقوف عليه، أثابه الله تعالى.
«أوقفت الحاجة مريم زوجة ابن المسروري أثابها الله تعالى على هذا الوقف المبارك أربعة عشر سهمًا من البستان بقرية السحارة (الآن خراب وتبعد بمقدار ساعة ونصف عن حصن الأكراد).»
وحصن الأكراد في السهل المسمى البقاعية يحده من الجنوب جبل عكار وجبل لبنان ومن الشمال جبال النصيرية. وسبب تسميته بحصن الأكراد أن أحد أمراء المرداسيين، وهو شبل الدولة نصر بن مرداس صاحب حمص، أسكن فيه جماعة من الأكراد الذين أقاموا به وأولادهم لحماية الطريق، وذلك سنة ٤٢٢ﻫ فنسب إليهم، وكان من قبل يسمى حصن الصفح، وقد استولى عليه الصليبيون وبقي في أيديهم إلى سنة ٦٦٩ﻫ/١٢٧١م ثم استرده منهم الملك بيبرس قسيم أمير المؤمنين.
(١٧) البيمارستان الجديد بحلب
وتوفي الأمير أرغون الكاملي بالقدس الشريف يوم الخميس السادس والعشرين من شوال سنة ٧٥٨ﻫ، ودفن بتربة أنشأها غربي المسجد بشمال. وكان قد ناب بدمشق مدة ثم صار إلى نيابة حلب ثم سجن بالإسكندرية مدة، ثم أفرج عنه، فقام في القدس الشريف إلى أن كانت وفاته، وكان سلطان مصر إذ ذاك الملك الناصر حسن ابن الملك الناصر محمد بن الملك المنصور قلاوون.
بسم الله الرحمن الرحيم، أمر بإنشاء هذا البيمارستان الملك الناصر مولانا السلطان الملك الصالح ابن السلطان الناصر محمد بن الملك المنصور قلاوون خلد ملكه الله، والفقير إلى ربه أرغون الكاملي نائب السلطنة المعظمة بحلب المحروسة، غفر الله له وأثابه الجنة في شهور سنة ٧٥٥ﻫ/١٣٥٤م.
وفي أعلام النبلاء: أن محلة هذا البيمارستان كانت بيتًا لأمير فتوصل إليه بطريق شرعي، ولم يغير بوابة تلك الدار عن حالها، وإنما كتب عليها وهي معمورة، وهذا المارستان له أوقاف مبرورة، منها قرية بنش من عمل سرمين وغيرها، وكتاب وقفه موجود وقد رتب فيه القراء يقرءون القرآن طرفي النهار، وخبزًا يتصدق به، ورتب له جميع ما يحتاج إليه من أشربة وكحل ومراهم ودجاج وجميع الملطفات، وكان هذا المارستان بكفالة تفري برمس على أتم الوجوه، وشرط واقفه أن يكون النظر فيه لمن يكون كافل حلب، ولما تولى جانم الأشرفي كفالة حلب جعل إمامه متكلمًا على هذا البيمارستان، فصنع له سحابة على إيوانه القبلي على قاعدة بيمارستان القاهرة، إذ في هذه السحابة منفعة للضعفاء تقيهم الحر والبرد.
تدخل إلى البيمارستان فتجد عن يمينك حجرة هي الآن خربة ثم تدخل الباب الثاني فتجد عن يمينك حجرة أخرى، كانت هاتان الحجرتان لقعود الأطباء ووضع ما يحتاجون إليه من الأدوية والأشربة، ثم تجد صحنًا واسعًا يحيط بطرفيه الجنوبي والشمالي رواقان ضيقان مرفوعان على أعمدة عظيمة، وراءهما حجرة صغيرة هي محل حبس المجانين فيها. ثم تدخل من الجهة الشمالية في دهليز وبعد خطوات تجد دهليزين: الذي على اليمين يأخذ إلى باب آخر للمارستان تخرج منه إلى بوابة صغيرة وهو معلق الآن، والدهليز الذي على اليسار يأخذك إلى صحنين حولهما حجرة صغيرة وهي معدة أيضًا لحبس المجانين. وهناك يأخذك الهول ويدخل قلبك الروع للظلمة المخيمة على هذه الأمكنة ولا منافذ لها، وروائح العفونة والأقذار منتشرة فيها.
وقد بلغنا أنه كان في أطراف الصحن الخارجي وعلى أطراف الحوض الذي في وسطه أنواع الرياحين ليناظرها المجانين، وكانوا يأتون بآلات الطرب وبالمغنين فيداوون المجانين بها أيضًا. وكان أمره جاريًا على الانتظام إلى أواخر القرن العاشر، ومن ذلك الحين أهمل أمره وزالت تلك الأوضاع منه. وكان بلاط الصحن متوهنًا جدًّا فاهتم جميل باشا سنة ١٣٠٢ﻫ بتبليطه وتجديد حوضه وترميمه. وكان يسكن في إيوانه الغربي رجل يقال له أبو حيدرة هو وأسرته، فكانوا يحافظون على هؤلاء المجانين ويطعمونهم ويرفعون الأقذار من عندهم. ومنذ نحو عشر سنوات أو أزيد بقليل أخذ من كان فيه من المجانين، وكانوا نحو عشرين شخصًا، إلى الأستانة، وهو آخر العهد بهم. والآن يسكنه بعض الفقراء، وقد كان لبابه حلقتان كبيرتان جميلتا الشكل من النحاس الأصفر، قلعتا منه منذ خمس عشرة سنة وأخذتا إلى متحف الأستانة، ولا ندري أوصلتا إليه أم لا، ويعد هذا البيمارستان من جملة الآثار القديمة الباقية في حلب، غير أنه إذا بقي مهملًا على حالته الحاضرة أدى ذلك إلى تداعيه وخرابه. وأما واردات البيمارستان من قرية بنش فإنها حولت سنة ١٢٨٤ﻫ/١٨٦٧م إلى أوقاف الجامع الكبير.