بيمارستانات الأندلس
(١) بيمارستان غرناطة
تخليد ذكرى مارستان بناه السلطان محمد الخامس من بني نصر الغني بالله خاصًّا بمرضى غرناطة الوطنيين.
الحمد لله، أمر ببناء هذا المارستان رحمة واسعة لضعفاء مرضى المسلمين، وقربة نافعة إن شاء الله لرب العالمين، وخلد حسنة ناطقة باللسان المبين، وأجرى صدقة على مر الأعوام وتوالي السنين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، المولى الإمام السلطان الهمام الكبير الشهير الطاهر الظاهر، أسعد قومه دولة، وأمضاهم في سبيل الله صولة، صاحب الفتوح والصنع الممنوح، والصدر المشروح، المؤيد بالملائكة والروح ناصر السنة، كهف الملة، أمير المسلمين الغني بالله، أبو عبد الله محمد بن المولى الكبير الشهير السلطان الجلل الرفيع المجاهد العادل الحافل السعيد الشهير المقدس أمير المسلمين أبي الحجاج، ابن المولى السلطان الجليل الشهير المعظم المنصور، هازم المشركين وقامع الكفرة المعتدين، السعيد الشهيد الوليد بن نصر الأنصاري الخزرجي، أنجح الله في مرضاته أعماله، وبلغه من فضله العميم وثوابه الجسيم آماله، فاخترع به حسنة لم يسبق إليها من لدن دخل الإسلام هذه البلاد، واختص بها طراز فخر على عاتق حلة الجهاد. وقد أراد وجه الله بابتغاء الأجر والله ذو الفضل العظيم، وقدم نورًا يسعى بين يديه ومن خلفه يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ. فكان ابتداء بنائه في العشر الوسط من شهر المحرم من عام سبع وستين وسبعمائة ٧٦٧ﻫ، وتم ما قصد إليه ووقف الأوقاف عليه في العشر الوسط من شوال من عام ثمانية وستين وسبعمائة ٧٦٨ﻫ، والله لا يضيع أجر العاملين، ولا يخيب سعي المحسنين، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله وأصحابه أجمعين.