قبلة ميلادي
يا نشوة الحب القديم ولهفة الحب الجديد
جمعتكما في قبلة سكرى غرامي وعهودي
أودعتها ما صانت الأحلام من عطر الخلود
وسكبتها راح الهوى ودمًا من الشوق الشهيد
ثم استعدت خيالها لحنًا تألق في نشيدي
ونظمتها شعري الذي يحيا بأنفاس الورود
وخلقت أي هدية منها لميلادي السعيد
وكأنَّما هي نغمة زُفَّت إلى سمع الوجود
تستمتع الدنيا بها مثلي وتخلد في قصيدي
والكون أحفل بالهوى للشاعر الحر الفريد
من عالم في صخبه يعنو لشيطان مريد
ما سيَّر الأجرام غير الحب في جذب رشيد
أو أبدع الإعجاز غير جماله الموحي البعيد
فترسلي يا فتنتي بحنانك العذب الوليد
ودعيه يزهر ناميًا، لا ترهقيه بالقيود
ودعيه يبلغ مثل تحناني وإيماني المجيد
فيعيش توأم مهجتي في عالم الحب الرغيد
لا يعرفان الشيب أو عمرًا سوى الخلد المديد
وأعود أستوحي وأحيا بين تقبيل جديد
لا شاردًا متعثرًا آوي إلى قلبي الشريد
مستمتعًا من حلو ساعاتي بعيدٍ بعدَ عيد
ومخلصًا لك آية الفنان في الفن النضيد
١٩٤٣