يوم الجامعة
(حفاوة جامعة فاروق الأول بالرئيس الجليل مصطفى النحاس باشا وبرجال حكومته في الحفلة الختامية لعامها الدراسي الأول يوم ٧ مايو سنة ١٩٤٣م.)
اليوم يوم تحية وفخار
تاهت مآثره على «الآثار»
حفل الزعيم وصحبه بندائه
ونداؤه كالنور والنوار
والنور كان ولم يزل في قدسه
للعلم خير لغى وخير شعار
فاعتز من إعزازهم لندائه
وازداد إكبارًا على إكبار
كل الجوارح شاخصات نحوه
في متعةٍ وتأملٍ وحوار
ودعا إليه العبقري أديبنا
(طه)١ بوثبة خالق جبار
فاستلهم المتوثبون شعوره
وأضاف (للأيام)٢ يوم فخار
وأثابه خلق الوزير ومن ترى
(كنجيب)٣ في الأسماع والأبصار
يتساندان جراءة ورجاجة
في دفع مظلمة ورفع عثار
ويؤرخ الإصلاح من تاريخه
فحياته كنز من الأسفار
لم لا وهذي نفحة من جهده
وضَّاءَة بالحب والإيثار؟
شرفت بها (الإسكندرية) مثلما
شرفت بسيرة جدها المغوار
ما كان يجمل بي التغني باسمه
وأنا الأبي على رضى الأقدار
وهو الذي قد ظل عمرًا ثائرًا
وأنا الطليق بموكب الثوار
لكن تأدية الحقوق أمانة
وكذا الأمانة شيمة الأحرار!
•••
يا (مصطفى) اليوم تجمعنا المُنَى
منظومة في حبك المختار
باهت بحبك أمة لا عصبة
فسما بجامعة سمو منار
ما أنت تعشقه يعيش ويعتلي
ولَوَ انَّه ملقى من الأحجار
فإذا وهبت لنا رعاية ماجد
فلنا ازدهاء الكوكب السيار
ولنا ضمان الخالدين وما لنا
عن غاية الإحسان من أعذار
أثني عليك ولا أطيل فإنَّما
أغلى الثناء يصان في إضماري
من كان ينعم بالمحبة حوله
أغنته عن مدح وعن أزهار
من كان يقرن بالنزاهة فضله
أبدًا فما أسماه عن أوطار
من كان يُعطي الشعب من إيمانه
لبَّاه في بذل وفي أخطار
كم خضت أشتات المعارك هازئًا
ورجعت لم يمسسك نقع غبار
تطأ الحوادث والصعاب وترتقي
هَامَ الزمان مكللًا بالغار
ومصارع الأهواء تجتاح الورى
ولطالما نزحوا مع التيار
ولكم بكينا من هووا بغرورهم
وصمدت أنت ودست صرعى العار
يا طالما علمتنا ما ينبغي
للعالم المتعلم الصبار
واليوم مجلى بعض ما أسديته
واليوم مجنى الشهد للمشتار
إن جئت أنشد للولاء تحيتي
فهي الوفاء أطلَّ من أشعاري!
١٩٤٣
١
الدكتور طه حسين بك.
٢
كتاب (الأيام) للدكتور طه حسين بك.
٣
أحمد نجيب الهلالي باشا.