قلبٌ لا يشيب!
عوذت قلبك يا حبيبي
من أن يُكدَّرَ بالمشيب
ذنبي لديك تلهفي
هل ذاك ذنب يا حبيبي؟
ما حيلتي في قلبي الـ
ـظمآن للنبع الحبيب؟
تجري السنون ولم يزل
طفلًا تنزه عن مشيب
يلهو ويلعب هائمًا
لكن بأحلام الأديب
من علَّم القلب الصغيـ
ـر عبادة الحسن العجيب؟
وتبتلًا كتبتل الـ
ـصوفي ذاب على الصليب؟
مرآك جنته وصو
تك لا حنين العندليب
أولم تُشاهد حلمه
في يقظة كالمستريب؟
يخشى بعادك حاسبًا
دقات قلبك في وجيب
متهللا لك، لا يملْـ
ـلُ من التطلع كالغريب
يرنو إليك بروح منـ
ـدمج بروحك يا حبيبي
ويتمتم الصلوات كالنـْ
ـنَائي بمجلسك القريب
في كل توديع عذا
ب، بل فناء في لهيب
مهما تجلد موهمًا
إنَّ الشروق من المغيب
لو تنصف الأرباب لم
تتركه للوجد الرهيب
وهو الذي خلقته رو
ح الفن للفن الأريب
خلقته من نور ومن
شدو ومن زهر وطيب
أنت المحاسب عنه إن
لجأ الغرام إلى حسيب!
١٩٤٤