قبلة أعوام
هذا حنيني إليك
جمعته من سنينْ
هل تخذلين لديك
عزيز هذا الحنين؟
أهواك أهواك حتى
أصبحت أخشى اللقاء
وبات شعري صمتًا
وبات صمتي دعاء
أهواك من كل قلبي
ومن جوارح نفسي
وما ابتهلت لربي
إلا تملكت حسي
وكنت غاية نعمى
تألقت في خيالي
فمن أحبك يومًا
لم يرضَ غير المحال!
•••
يا فرحتي في شجوني
ونعمتي في همومي
ونشوتي في جنوني
وجنتي في جحيمي!
كم يسأم الناس حسنًا
متى رعاهم بعطف
وقد عبدتك فنًّا
فصار هجرك حتفي!
ما لي وما للأنام
وهم بخلق العبيدْ
يا من خلقت غرامي
فما له من مبيد
وكلما مرَّ عام
نما غرامي شبابا
ولو حواني ظلام
وخان غيري وشابا
هذا وصالك أحيا
موتى الأماني الضحيهْ
خلقت بالحب دنيا
للسحر والعبقريهْ
أسائل (الحظ) عمَّا
أباحه من جناها
وهل سأعرف يومًا
كما — اشتهيت — مداها؟
فيضحك (الحظ) لهوًا
ولا يحير جوابا
أكان ذلك سهوًا
أم عد حبي عابا؟
أسائل (الحظ) حتى
يبر بي أو يلين
حتى أجاب وأفتى
أنِّي من الملهمين
وقال: دونك وعدي
أنجزته فتقدم!
لمَ التساؤل عندي
وأنت بالحب أعلم؟!
هذا الجمال وفيٌّ
وأنت تشكو الطواف
فما الأبيُّ أبيٌّ
إلا على من يخاف!
•••
ومذ أجازت هيامي
بنفحة من وفاء
جعلت لثمي كلامي
فلم يمت في الهواء!
فحاسبتني عسيرًا
لكنْ حساب الكريم
وبادلتني شعورًا
من الحنان المقيم
قبلتها وكأني
رشفت عمرًا جديدًا
ونلت مجدًا لفني
وحزت كنزًا فريدًا
قبلتها وهي سكرى
بنشوتي في يديَّ
وكان لثمي سكرا
بدا على وجنتيَّ
لثمتها وهي ظمأى
مثلي، وتُخفي الظماء
وما ارتويت لأنأى
لو كان يُجدي ارتواء
تنفست عن عبير
عبير زهر أسير
واستسلمت في كثير
من الدلال الكسير
وأغمضت دون عيني
لحظًا رفيق النعاس
هيهات تسديد ديني
لو أنَّ ديني يُقاس!
يا للشفاه اللواتي
نبضن بالحب شعرًا
وهبتهن حياتي
رشفًا أسيرًا وحرًّا
ووسدت في ذراعي
رأسًا زها بالجمال
فكيف كيف امتناعي
عن السلاف الحلال؟!
١٩٤٤