استقبال أمريكا
٢٨ أبريل سنة ١٩٤٦
أمانًا أيها الوطن السعيد
لقد دفن الردى ومضى الوعيد
فأمسي مأتم لفراق أهلي
ويومي الحر في نجواك عيدُ
عرفتك ملجأ الأحرار دومًا
إذا ما حورب الحرُّ الشريدُ
أقبل تربك المعبود برًّا
وألثم رايةً لك لا تبيدُ
ولو أني المخلِّف في بلادي
معالم حبُّها باقٍ أكيدُ
ولو أنَّ الرجال بها استرقُّوا
وفيك تحرر السود العبيد
تضيع مجدها الأسمى رياءً
ومجدك دائمًا حال وطيدُ
أردنا أنْ نقوِّمها فآبت
وعوقبنا، وصال المستفيدُ
وضحَّينا لعزتها فآذت
كرامتنا، وبش لها الحسودُ
وعاث بها الدخيل فبجَّلته
وفدَّاها ابنها وهو الطريدُ
يُحال العلم جهلًا في رباها
وللظلام قد زف القصيدُ
وللتهريج سلطان يرجَّى
وللطاغوت يستبق السجود
وأيسر من وداعتها اتهامٌ
يخص بشره البطل المجيدُ
إذا استشرى الفساد فكل خير
يذمُّ، وكلُّ مذموم حميدُ
لجأت إليك يا وطنًا تغنَّى
به الأحرار واعتز النشيدُ
فإنَّك منبري الحرُّ المرجَّى
وبدء نهاي، بل عمرٌ جديدُ
١٩٤٦