الاحتمال
تجرعت آلام البرية مثلما
تجرعت في قلبي المآسي حوَّما
علام اعتناقي للتفاؤل حينما
فؤادي ووجداني به قد تهدَّما؟
وفيم وَلوعي بالوداد أصونه
وقد ضجرت نفسي بأسهمه دما؟
وإن لم تضرَّج بالصغائر مرة
وإن لم تُدنس بالتزلف للدُّمى١
وما استمرأت نفسي الخصومة مرة
فلم تتخذها للمنافع سُلَّمًا
ولكنها تلقى العذاب مخلصًا
وتؤثره حظًّا وتبغيه مَعلما
وتشقى وما ترضى التقهقر موئلا
وترقى وما تسترحم الأرض والسما
ترى ألم الأحرار سر وجودهم
ومن ذلك الحرُّ الذي ما تألما؟
طغى كل يوم مأتم بعد مأتم
ونفسي تأبى أن ترى الكون مأتما
وما ندمت يومًا على ما أصابها
من الحيف مهما ذوقت منه علقما
إذا عرف الأحرار حمل بلائهم
فما عرف الأحرار بعد التندما
ومهما شكوا كانت شكاة قلوبهم
وفاء لمعنى، أو رجاء تلثَّما
وقد آمنوا بالحق ينصر آخرًا
وإن دوخ الظلم البرية واحتمى
وما زلت تغزوني المآسي كأننا
صحاب، وتهواني شرابًا ومطعما
بلا كلفة تحيا على برِّ مهجتي
فآثرت أن أفنى وأن أتبسما
١٩٤٧
١
الدمى: الأصنام.