فنِّي وحياتي
أمَّتي! ما زلت فنِّي وحياتي
فاصفحي، أو فاغمري باللعنات!
لم أقرِّع، يائسًا أو كارهًا١
بل محبًّا ريع من عاتٍ وعات
مشفقًا إذ جُرِّع الناس الأذى
غصصًا عدَّت أجل الحسنات!
قد أباح (الفن) أمسًا مرهقًا
وأباح (الملك) إرهاق البناة٢
حينما (اليوم) كئيب عاثر
تحت أقدام المذلين الطغاة
ليس هذا الظلم إلا غمرة
للسُّداة٣ المستهينين الجناة
ما حوى فيما حوى تبرئةً
أو خيالًا لمعاذير الحماة٤
بل حوى العسف على ألوانه
ساخرًا سخر المجانين الدهاة
أمتي! ما كان شعر صغته
في حياتي غير لمح من حياتي
ما عناني منه قلبي مرة
أو ولوع الناس أو مدح الشداة
مثل آلاف قلوب أحرقت
في عذاب بين أفراح القضاة
كل حسن شاقني في غربتي
منك، إذا ألهمت منك صلواتي
كل آياتي التي أبدعتها
هي بعض من سنا (مصر) الفتاة
أو دعائي شاملًا في حبه
عالم الناس المساكين العفاة
لا أبالي النفي أن يسر لي
بعض تبديد لهذي الظلمات
وشقائي، لو غدا تضحية
ما شقائي من عديد التضحيات؟
وليهنأ من عداتي كل من
خانني، ولينعموا يوم مماتي!
١٩٤٧
١
منصوب على الحالية؛ أي لم أعنف وأنا يائس أو كاره بل وأنا محب ذعر
من ظلم الطغاة.
٢
إشارة إلى تقاليد مصر القديمة.
٣
السداة: جمع وضعي للسادي — أي الملتذ بالتعذيب لمجرد
التعذيب.
٤
المدافعون عن جبروت القرون السالفة.