القلب الباكي
(وحي باقة من الورد في عيد ميلاد الشاعر.)
هل يعلم الناس نجوى قلبي الباكي
وما أعاني بأشواقي وأشواكي؟
ما نعمة الورد للمحزون آلمه
عطر من الورد حاكى روحه الشاكي؟
إذا تبسم لم يظهر ببسمته
إلا أساي، وإن يجهش فإدراكي
يلقى الشتاء لقائي، لا يدفِّئه
ما هيأ الناس، منهوكًا كإنهاكي
كأنَّ باقته تُهدي إلى أملي
عواطف الحب عانت غدر سفاك
كأنَّما عيد ميلادي يعانقها
على وداع بقايا حبي الذاكي
هنَّ اغتربن الضحايا لا ذنوب لها
كما اغتربت، فماتت موت نُسَّاك
•••
يا (مصر) لولاك ما فارقت في حرقي
أزكى الجنان، ولا عوقبت لولاك
أهواك في غربتي أضعاف ما سمحت
به المقادير في قربي لأهواك
أبت عليَّ كفاحي عندما أذنت
للغادرين، فعاثوا في حناياك
ما العيد عندي عيد في مباهجه
أنا الغريب، فعيدي يوم ألقاك
على سلام وفي حرية شملت
لا أن أعود لأغلال وأشراك
الثلج حولي أحنى في تحرره
على فؤادي من ضيم بدنياك
والنفي أسعد أيامي إذا فرضوا
ذل الجباه لمأفون وأفاك
يا رب مقترب في حكم مغترب
وضاحك كلُّ ما في قلبه باك
١٩٤٨