الألوهة والكون
كلُّ شيء في الكون سحر عجيب
والغريبُ القصي فيه قريب
يجهد العلم باحثًا بينما وُفْـ
ـفِق من قبلُ واحتواه الأديب
هكذا كلُّ ذرةٍ من كياني
تحتوي العالم العظيم السَّاني
أنا فانٍ وفي المدي غيرُ فانٍ
وكياني هذا الوجود الرحيب
والإله العظيم هذا الضياءُ
ومعانيه أجملتها السماء
لا ابتداء له وليس انتهاء
أو شروقٌ لوحيه أو غروب
كلُّ شيء من حولنا يتحولْ
ولو أنَّ الخلود طبعٌ مؤصَّلْ
سوف نحيا على ضروبٍ تشكَّل
بينما الأصل واحدٌ والضروب
لَبِنَات الوجود موج يدور
قد تجلَّى به الإله القديرُ
والجمال الذي به نستنيرُ
غاية للوجود لا تستريبُ
هو فن ثوى به الفنان
هو كونٌ أرواحه الأبدانُ
هو معنى ما فاته الإمعان
وتناهى إليه شعرٌ حبيبُ
ما ابتهالي إلا ابتهال لنفسي
فأنا ملهمٌ جناني وحسي
وحناني إلى الإله وقبسي
من سناه استجابة لا تخيب
١٩٤٨