الزمن المريض
عزاء إلى شاعر صديق
قد كنت آمل أن أراك بصحةٍ
غردًا وفي دنيا من النعماء
لأجدد الحب القديم وإن يكن
حبي المؤصل في صميم بنائي
فإذا دموعك كاللهيب تصدني
ومن اللهيب لواعج الآباء
ريع الفؤاد وقد قرأتك باكيًا
هذا الصباح فما ملكت بكائي
لم أرث في دمعي شجونك وحدها
بل كان للزمن المريض رثائي
عشنا نعالجه فخان وفاءنا
وجنى، وكم يجني على الشعراء
هذي ضريبته، وهذا عالم
العدل فيه مخاتل ومرائي
لم ألقَ غير الفن ملجأ رحمة
وعزاء من يصبو لصدق عزاء
فالجأ إليه مثابةً علويةً
وتلقَّ فيه من العزاء وفائي
١٩٤٢