واد وواد
(إلى الصديق الشاعر إلياس عساف صليبا ردًّا على قصيدة ودية كريمة.)
للفن قدرت شعرك الهادي
وودك المزدري بإضدادي
وليس بي نقمة على أحد
فالكل عندي مثال أولادي
وعظتهم مخلصًا فما اتعظوا
وأوقعوا في شباك صياد
من كل غر أو سائس أشر
يشقى شعوبًا بوهم أفراد
وعدت في نخوة أذكرهم
فأعلنوا جاحدين إلحادي
يا ليتني مخطئ، وليتهمو
قد أحرزوا ما يسر نقادي
فما أبالي إلا بعزتهم
ولا أعاني من قدح حسادي
إذا انطوى خاطري على وطني
فذاك حبي تراث أجدادي
وليس كرهًا لغيره أبدًا
وأي كره لعاشق (الضاد)؟
صدقت! أني أعيش محترقًا
لهم بواد، والجمع في واد
كأنَّهم أشرفوا على زمن
ماض، وليسوا بعهد رواد
كأنَّما (الذرة) التي انفجرت
ليست بدنيا لهم بمرصاد
كأنَّما جعجعات طائشهم
هزائم ألحقت بقواد
وا لهفتي إذ غدت معاقلهم
نهبًا، وكانت أعز أطواد
وا لهفتي حين من يخاتلهم
يدنى ويُقصى المقوم الفادي
بل لا يصير الذي يبصرهم
إلا شهيدًا لنار أحقاد
هيهات أن يبعثوا بضلَّتهم
وهم مطايا تذل للحادي
وهم ضحايا أبت جهالتهم
أن يستعادوا من كف بدَّاد
لعلَّ أحرارهم سواسيةً
يحيون يومًا لثأر أنداد
وعلَّ يومًا به تحرِّرهم
يحين سمحًا بغير ميعاد!
١٩٤٩