كابوس نائب
الرسم للفنان الفرنسي دومييه
أفاق من النوم مستنجدا
كمن حاصرته جيوش العدى
فصاحت به زوجه الواجفهْ
وقد أوقظت فجأة خائفهْ
«أجبني، أجبني! ماذا دهاك؟
وماذا يروعك؟ ماذا احتواك؟»
فقال: «حلمت بأني مريض!
وأنَّ جناحي كسير مهيض!»
فقالت: «هنيئًا بهذا السقام
فلولاه ما نلت هذا المقام
ومن قال إنك حر معافى؟
فلو كنت عاداك كل وجافى!
فنم ملء جفنك نوم البريء
كأنك طفلٌ غريرٌ هنيء
وطوبى لكابوسك المستهام
بك الليل دون جميع الأنام
لعلَّ بذلك فألًا جميلًا
وحظَّين أن تطلبا المستحيلا
لعلك تبلغ دست الوزارة
فخل اعتلالك دومًا شعاره!
وإياك تبدو رشيدًا صحيحا
فتغدو طريدًا شقيًّا جريحا!
كذلك شأن الورى والحياه
بدنيا تدين بذل الجباه
وما الثائر الحر فيها السعيد
ولكنه في عداد العبيد!
فنم يا حبيبي بغير اكتراث
ستفنى النسور ويبقى البغاث!»
فنام وغط غطيط البعير
ورنَّ النخير، وطنَّ الشخير!
١٩٤٩