الصعود
أسفًا، أعودُ إلى (السَّماء) كما أتيتُ بنبع فنِّي
لم ألق في دنيا الأنام سوى المهازل والتجني
دنيا تقومُ على الدماء وبالدماء هوًى تغنِّي
وتدورُ طاحنةً عقول النابهين وأيَّ طحن
ويسوسها البلهاء من غبن تعانيه لغبن
ومن الخراب يهزُّها هزًّا إلى ضغن وضغن
(الأرض) كم شقيت بهم كشقاء موتور بأين١
وهبت لهم أسنى الكنوز فكافئوها بالتدني
صلبوا (المسيح) وشردوا الأحرار بين الخافقين
وحياتهم نقض الحياة تسامُ في شك ومين
كم أولعوا بالهدم والهدام لا يسمو ليبني
وَلَوَ انَّهم عقلوا جنوا من نارهم جنَّات عدن
فإلى (السماء) أعودُ لم يُغن التأني والتمنِّي
فحروبها أجدى وأوفى (للحياة) وكل فنِّ
وسلامها أبقى وأنقى للوجود المطمئنِّ
إن تعتبر منفاي فالمنفى أبرُّ إذن بذهني
ولعلَّ أمِّي (الأرض) في الحالين في ذهني وعيني!
١٩٤٩
١
الموتور: من قُتل له قتيل فلم يدركه بدمه. والأين: الإعياء.