قصر ريجيا
(تحية إلى الصديق الشاعر الموهوب مفيد الشوباشي حين أصدر كتابه عن أيام كلوباطرا الأخيرة.)
يا (قصر ريجيا) أين أنت؟ وهل سلمت؟ وهل أمنت؟
فتشت عنك فلم أجدك، وجئت أستوحي فبنت
هذا (مفيد) شعره المنثور ينثر ما كنزت
ويعيد ما استطيبته وإلى مفاخره حننت
وكأنه من ساكنيك وقد تحرك إذ سكنت
شهد الولائم والمجالس والمراقص مذ أذنت
وقياصر الرومان والمجد الذي كان وكنت
وعراك (بطليموس) والثأر القديم وما غنمت
وهوى (كلوبطرا) وما فقد الهوى لما هويت
واليوم يوفي دينه أدبًا غنمنا بل غنمت
قصصًا من الفن الأصيل به فتنَّا إذ فتنت
يُتلى وكل حاضرٌ عصر الفخامة فيك أنت
لا قارئٌ وصفًا له يطوي كأخبار وموتى
فلأنت حي بيننا جمُّ الشموخ كما عهدت
والشعب دفَّاق حيالك هاتفًا حتى جننت
ويقهقه المرح الطليق وبعده الأحداث شتَّى
لو أنني حاولت في شعري تتبُّعها غبنت
وأديبنا الخلاف يرسمها فنلمسها وتؤتي
وكأنها ملك له، وكأن ما أوحى تأتَّى
جمع الحقيقة والخيال فما اكتفينا واكتفيت!
١٩٤٢