تِلِمَاك
«بُهرت كَلِبسو بقصة تِلماك، فشغَفها تِلماك حبًّا، وبذلت كلَّ ما تستطيع لتثير فيه عينَ الإحساس. وجدَت عونًا كبيرًا في فِينوس التي أتَت بكوبيدون إلى الجزيرة آمِرةً إياه أن يصيب قلبَ تِلماك بسِهامه. يُصاب تِلماك من غير أن يعرف، فيرغب متذرِّعًا بشتَّى الذرائع أن يقيم بالجزيرة على الرغم من نصائح مَنْتور الحكيمة.»
تحمِل الأعمال الإبداعية الكبرى مضمونًا داخليًّا مهمًّا، فلا يمكِن النظر إلى الملاحم اليونانية القديمة على أنها مجرَّد حكاياتٍ شعبية خيالية، بل إنها تعبِّر عن القِيم والعادات الأصيلة، وكثيرًا ما تحمِل إسقاطاتٍ سياسية واجتماعية على الأوضاع التي يرغب صاحب النص في انتقادها دون تصريح؛ ربما بسبب الرقابة السُّلطوية أو الدينية أو نحو ذلك. وفي هذا الكتاب نستمتع بملحمة البطل الإغريقي «تِلماك»، التي تحكي رحلةَ بحثه عن والده «أُوَلِيس»، برفقة صديقه الحكيم «مَنْتور»؛ فتتقاذفهما المخاطر والأهوال، حتى يصلا إلى الدار الآخرة، فيطَّلِع «تِلماك» على مقعد الملوك المسالمين العادلين في الجنة، ومستقَر الملوك الأشرار في جهنم؛ ومن ثَمَّ يقدِّم هذا العمل رسالةً ناصحة للحُكَّام عن أهمية العدل والسَّهر على مَصلحة شعوبهم.