جبار الذهن المضحك١
لا بد أن يكون قراء «العصور» قد تنبهوا إلى غلطات مطبعية تقع أحيانًا في هذه السفافيد لا تُخل بالمعنى، ولكن العجيب أن الأقدار أوقعتنا في غلطة بعثت عليها العجلة — في طبع «العصور» — فسقط سطر كامل من السفود الأول عن جبارنا المضحك، ولما تأملنا موضعه ظهر لنا أن القدر يلفتنا بهذه الغلطة المطبعية إلى جهلة من أقبح جهلات العقاد، ويبين لنا عن مقتل من مقاتل هذا المغرور لم نكن تنبهنا إليه من قبل، وهو كما يقولون في لغة الملاكمة من مواضع الضربة القاضية.
ولا ريب عندنا أن العقاد بعد هذه السفافيد كالمرأة بعد سقوط أسنانها!! لو وجدت من يطعم خديها من شجرة تفاح، وثديها من شجرة رمان، وشفتيها من فرع ورد، وقامتها من غصن بان، (وكمان) يجعل نظراتها من أشعة رنتجن، وابتساماتها من أشعة إكس، «ولهلوبتها» الغرامية!! من الأشعة التي وراء البنفسجية — لما وجدت مع انفضاض فمها وسقوط أسنانها وانخساف شدقيها من بعيرها نظرة أو لفتة إن كان في عينيه نظر.
قلنا في السفود الأول عند قول هذا المتشاعر:
فسَّر (مدجان) في الشرح بقوله: غائم!!! ومدجان مفعال صيغة مبالغة، فكيف تأتي صيغة المبالغة من الرباعي أي فعل أدجن؟
وهنا موضع ما سقط من المطبعة وهو «مع وضعهم وزنًا خاصًّا للمبالغة في هذه المادة وهو فعل «ادْجَوْجَن»».
ولكن سقوط هذه العبارة جاء كما قلنا إعلانًا من القدر أنه لا يرضى هذه الضربة، لأن ههنا موضع ضربة قاضية يجب أن يخرَّ بها (الجبار) لليدين وللفم. وبيان ذلك أننا أحسنَّا الظن بالعقاد، وكانت في اعتبارنا بقية أنه على شيء من العربية، لأننا إذا وصفناه بالعامي فلا نعني أنه من عامة السوقة، بل من عامة محرري الجرائد، فلما رأيناه يقول: «إن القلب مدجان» لم يكن لنا سبيل إلا أن نَعُدَّ «مدجان» صيغة مبالغة، إذ أُخبر بها عن مذكر وهو القلب، وصيغ المبالغة لا تأتي من الرباعي إلا ألفاظًا مسموعة، منها حساس من أحس، ومعطاء من أعطى، ومعوان من أعان، ومتلاف من أتلف عند من يراها من أوزان الكثرة، وهي في الحقيقة زيادة في وزن مِتْلَف، لأنهم يقولون: فلان مِخلف مِتلَفٌ، فلما أرادوا الزيادة في المعنى قالوا: مخلاف متلاف.
ولكن كل هذا إنما هو سماعيٌّ في أفعال لم تأتِ منها أوزان أخرى لتحقيق معنى المبالغة، (وأدجن) وضعوا منه فعلًا خاصًّا للمبالغة وهو قولهم: (ادجوجن)، فلا ضرورة لارتكاب الضرورة، وبذلك لا يجوز قطعًا لعربي ولا لأعجمي ولا لمولَّد ولا لعامي كالعقاد أن يجعل (مدجان) صيغة مبالغة، هذه غلطة فليَعُدَّ القراء.
إذن فمن أين جاء العقاد بالكلمة؟ إنه لم يَصُغها، وإنما نقلها، وهنا موضع جهله العجيب، فإنهم يقولون: ليلة مدجان، أي مظلمة، ولا يوصف بها إلا المؤنث، لأنها من الكلمات التي جاءت في نعت المؤنث بغير «هاء»، وشبِّهت بالمصادر لزيادة الميم في أولها. ومنها امرأة مفتان ومبهاج ومعطار ومئناث تلد إناثًا، ومذكار تلد ذكورًا … إلخ إلخ، فظن العقاد أن الكلمة لمطلق الوصف، فنعت بها المذكر، وهم لا يقولونها إلا في المؤنث خاصة. وهذه غلطة ثانية.
ثم إن كلمة مدجان ثقيلة، أثقل من ذوق هذا العقاد، ولا تكاد تصيبها بهذه الصيغة في نظم شاعر يذوق البلاغة ويعرف مواقع الحروف وسحر تأليفها! ولما اضطر ابن الرومي إلى استعمال هذه المادة جاء بالمصدر منها فقال يصف الجميلة الناعمة تحت بخور النَّدِّ:
وكذلك فعل الشريف الرضي فقال:
فانظر كيف جاءت الكلمة ظريفة خفيفة كأنها من النور لا من الظلمة، ولكن أين من هذا العلم وهذه الصناعة وهذا الذوق صاحب:
وهذه غلطة رابعة في كلمة واحدة!!!
ثم إذا كانت هذه المرأة التي ابتلاها الله بشقل العقاد — أعني غزله — إذا كانت (ضوء قلبه)، وكان يعبر عنها بقوله: (يا ضوء قلبي)، فكيف إذن يجوز له أن يقول: (إن القلب مدجان)، وأين ذهب الضوء يا عقاد، مع أن العبارتين في شطر واحد؟ هذه غلطة خامسة في الكلمة نفسها.
وهذا المعنى الذي جاء به (الجبار) في بيته المتهدم الخرب كثير في الشعر، لأن الجمال في نفسه ضوء، ولكن الشعراء يتفاوتون في رسمه وتصويره والحيلة على إبرازه، ويتفاضلون في ذلك بمقدار ما يختلفون في القوة والملكة والبيان، كحالهم في كل المعاني المشتركة، انظر مثلًا قول ابن نباتة السعدي:
وتأمل قوله: (وبالشمس بعده)، ودقِّق النظر في هذا التقييد لتعرف كيف يكون المعنى شعريًّا، وكيف ينتقل مما يستطيعه كل إنسان إلى ما لا يستطيعه إلا أفراد قلائل، وانظر قول بعضهم:
واقرأ قول العقاد:
ألا تشعر أنك بعد الأبيات الأولى سقطت من علو ألف متر إلى بيت العقاد، فلا تتمه حتى تقول: آه آه الإسعاف الإسعاف! فهذه هي الغلطة السادسة في البيت تظهر من مقابلته بالشعر الصحيح.
وقد بينا في السفود الأول خطأ قوله: (الرعي) بمعنى النظر، مع أنها بمعنى الحفظ لا غير. تقول: رعاك الله، أي حفظك، فهذه هي الغلطة السابعة.
ثم هناك معنى آخر توهمه الكلمة فإذا فرضنا أن قائل هذا البيت حيوان، فيكون معناه أن هذا الحيوان مفتقر إلى (الرعي) من عيني الحبيب!! لأنه وجد فيها مرعى!! وهكذا تكون الألفاظ الشعرية، فهذه هي الغلطة الثامنة.
نشدتكم الله أيها القراء أيستطيع أحد أن يرد على غلطة واحدة من هذه الثمان أو يكابر فيها، وهل من يغلط ثماني غلطات في بيت واحد مع سخافته التي هي الغلطة التاسعة!! يمكن أن يسمى شاعرًا أو أديبًا إلا في رأي الحمقى وفي رأي نفسه إذا كان من الحمقى.
هذا البحث يجرنا إلى النظر في ألفاظ العقاد وصناعته البيانية، فإن الشاعر يجب أن يكون شاعرًا في ألفاظه ومعانيه وخياله، فإن كان كهذا العقاد أعني الجبار والجبار أعني العقاد!!! جاهلًا بطريقة سحر الألفاظ في اختيارها ومزجها وتركيبها والملاءمة بينها وإخراج الألوان المعنوية من ذلك النظم والتركيب، فقل: إنه رجل عامي، بل العامة خير منه، لأن الملكة الشعرية فيهم تنصرف دائمًا إلى إيداع التركيب في أوضاعهم، فترى لهم الاستعارات والمجازات كما ترى لفحول أهل البيان، وهذا هو شعرهم، ولكن جبارنا المضحك ساقط في الجهتين، لا إلى العامة ولا إلى الفصحاء.
ومما يدل على بلاهته العجيبة، وعلى كذبه ولؤمه، وأنه ابن الحقد ميراثًا، وأن ليس في طبعه أن يقر لأحد، أو يطبق إحسان كاتب في كتابته أو شاعر في شعره أنه كتب مقالات في البلاغ الأسبوعي بعد موت رجل الشرق المغفور له «سعد باشا زغلول» اطمأن فيها إلى موت الرجل العظيم اطمئنانًا لئيمًا، وذهب يرفع نفسه بأوضاع يزورها على سعد، فكان مما كتبه قوله: إنه جرى يومًا في حضرة سعد ذكر كتاب من الكتب الحديثة. فقال سعد: إن عيب صاحب هذا الكتاب كثرة استعاراته.
قال العقاد: ألا ترى يا باشا أن الاستعارة في الكلام كالاستعارة في المال دليل على الفقر؟
قال سعد للعقاد: ولذلك أنت لا تستعير.
هذا ما كتبه الجبار المضحك. ومعناه أن العقاد في رأي سعد باشا أغنى الكتاب في بلاغته، بل هو بليغ لا نظير له في تاريخ البلاغة، إذ لا يحتاج إلى الاستعارات، لأنه غنى عنها وعن كل الوسائل البيانية.
ومعناه أيضًا أن سعد باشا رحمه الله وكان أبلغ خطيب ومتحدث في الشرق كله هو — فيما يعلن عنه العقاد — أجهل الناس بالبلاغة في الشرق والغرب، بل في تواريخ الأمم كافة، إذ يرى أن البيان والبلاغة في تجريد اللغات من استعاراتها، والرجوع بها إلى أطوارها الأولى الساذجة من الأصوات والإشارات، التي يكفي فيها أن تدل دلالة على معنى ما بوجه ما، فالاستعارات فقر، وعلى ذلك فكل أدباء الدنيا حمير، والإنسان الأدبي وحده هو العقاد الذي لا يستعير، وإذا أنت رأيت استعارة في كلام أمة من الأمم فقل: إن سعد باشا يراها أجهل الأمم وأفقرها في البلاغة، وإذا قرأت في القرآن مثلًا قوله تعالى وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ [الإسراء ٢٤]، فقل: إن سعد باشا يرى هذا فقرًا في القرآن فيما نقل عنه الأحمق الكذاب المغرور عباس العقاد.
وانظر أين معنى «الاستعارة» في المال في معنى الاستعارة في الكلام؟ ولكن هذه هي طريقة العقاد في جهله بالمعاني ومجازفته بالألفاظ وكذبه على الناس، وهل ينزل سعد باشا إلى هذه المنزلة التي لا يُفرق فيها بين اقتراضك شيئًا من مال غيرك، لأنه ليس معك منه، وبين إبداعك بقريحتك في إخراج صورة جديدة من اللغة ليست في اللغة تزيد بها الثروة البيانية؟ وهل سعد باشا وهو أعظم حملة القانون كان من الجهل بالفقه والاصطلاحات القانونية بحيث يسمى الاقتراض من المال «استعارة»، فيقول: استعار منه قرشًا في مكان «اقترض»، ويقول عليه استعارة، أي قرض ودين؟
هذه شهادة سعد باشا وقَّع عليها بيده الكريمة، فيكون في رواية العقاد معنى ثالث وهو أن سعدًا — استغفر الله — يخشى مؤلفًا من المؤلفين — مع أنه لم يخش انجلترا — فيتملقه بهذا الوصف البالغ أعلى طبقات البيان الإنساني على الإطلاق حتى كأنه من لسان النبوة.
أوردنا هذا كله ليعلم القراء أن جبارنا العقاد ليس في طبعه البلاغة ولا أسبابها، بإقراره هو نفسه، فكيف يكون في طبعه الشعر إلا على الأسلوب الذي يجعل اللص دائمًا قادرًا على الغنى متى أراد …؟
انظر ألفاظ الشاعر الجبار وذوقه العجيب، واذكر قوله: (فاكه)، إن جمال الأسلوب هو الذي يخلد. قال في صفحة ١٢٧ من ديوانه: (بين محمد وعزوز)، وفي الشرح أن محمد ابن صديقه المازني، وعزوز ابن أخت صاحب الديوان:
إياك أن ترتاب أيها القارئ، فهي مرحاضه، مرحاضه، وأفخر أثواب العقاد مرحاض!!!
والذين يرون أولاد العامة في الأزقة حين تجلس بهم أمهاتهم على الطريق وتريد إحداهن أن ﺗُﺨْ … ابنها، يرونها ترفع حجره «المرقوع» فتجعله في خصره، ثم تُجلسه على ساقيها، وقد جعلت بينهما فرجة هي (مرحاض) الطفل في الطريق العام، كما يصف العقاد في البيت الثاني تمامًا.
هذه مسألة بسيكولوجية يؤخذ منها بعض تاريخ العقاد وتربيته وأصله وذوقه الشعري أيضًا، ومن أين تربى له هذا الذوق … إلخ إلخ إلخ، وهي نص صريح في إثبات الرجل من حثالة العامة، ويقول الفيلسوف (فولتير): «ذوقك أستاذك».
ونحن نظن أن رجلًا مسلمًا متزوجًا لو حلف بالطلاق أن لفظة (مرحاض) لا تخرج من فم شاعر في نظمه إلا إذا كان غيبًا متشاعرًا، فاسد الذوق، لئيم الطبع دنيء الحس — لبَرَّتْ يمينه ولم يقع عليه يمين الطلاق، وتكون هذه فتوى من الشرع في وصف العقاد وشعره، فحبذا لو رفع أحد الأدباء سؤالًا في ذلك إلى العلماء والمفتين.
ومن غفلة العقاد في هذه القصيدة قوله في ابن أخته أيضًا:
وفي هذه القصيدة يقول العقاد:
اللثى جمع لثة في لغة العقاد وحده، يعني في جهله وعاميته، وإنما تجمع على لثاث لا غير، وهي مغرز الأسنان، سميت كذلك لأن لحم الأسنان لِيث بها، أي دار بها، ولو جمعت على (لثى) بالقصر لكان المفرد لثاة أو لثوة أو لثية، وهذا كله يصلح في لغة العقاد وحدها، لأن جبار الذهن جاهل يتخبط بحجة أنه جبار مثل «دون كويكشوت».
فسر هذا السخيف في الشرح فقال: الغِسلين شراب أهل النار. والله يقول في وصف عذاب الجحيم: وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ [الحاقة ٣٦]، فما هو بشراب كما ترى، وجَعْلُ الغسلين طعامًا في وصف القرآن آية من آيات إعجازه لا يفهمها مثل هذا العامي المتشاعر، لأن هذا الغسلين هو ما يسيل من جلود أهل النار قيحًا وصديدًا، فإذا كان هذا طعامًا، فليس من شراب هناك إلا شَوْبًا (أي خلطًا) من حميم، فالنار تهضمهم وهم يهضمونها، لا هي تفنى أبدًا ولا هم يهلكون أبدًا.
والآن تأمل أيها القارئ، وقد عرفت أن الغسلين ما يسيل من جلود أهل النار قيحًا وصديدًا، تأمل ذوق المغفل الذي سمى رضاب الحبيبة غسلينا! إن كانت حبيبة العقاد ممن تصح معهن هذه التسمية، فهي ولا ريب مصابة … على الأقل بتقيح اللثة!!! فليهنئه غسلينها، ولكن لا يجوز أن يقلب نفوس القراء ويحملهم على القيء من قراءة شعره البارد، البارد جدًّا، وإن كان في وصف الجحيم.
ثم نحن نقر ونعترف أننا لم نفهم معنى البيت الأول، لأنه إذا أراد من (بلاغ المنى) بلوغه وانتهاءها، وأنه لا يعذب المحب شيء كبلوغ مناه من حبيبه، فهذا لا يعذب، بل يشفى العذاب، وإن عذب كان عذابه أخف من عدم (بلاغ المنى). والظاهر أن الرجل جاهل بالحب أيضًا، وإنما يقلده «أناتول فرانس» في هذا المعنى وقد بسطه في رواية «الزنبقة الحمراء»، وجعله مقصورًا على بعض النساء مبالغة منه في وصف سُعار الحيوانية وجنونها بالشهوة، وكل ذلك تلفيق بعثت عليه طريقة «فرانس» في الكتابة.
هب العقاد أراد هذا المعنى، فيبقى أنه يكذبه في البيت الثاني بجعله شهد الرضاب «ممنوعًا»، ووصفه اللذات كلها «ممنوعة» في الأبيات الأخرى، فيقول بعد غسلين حبيبته!!! قبَّحه الله وقبحها معًا:
إذن فما معنى (بلاغ المنى) وأنه هو الذي يتولى عذاب المحبين؟
هذه معاني «البلاغ» في اللغة، لعل في القراء جبار ذهن غير مضحك يفسر لنا معنى البيت بلغ بلوغًا وبلاغًا وصل وانتهى، البلاغ ما يتبلغ به ويتوصل، البلاغ ما بلغك، البلاغ الكفاية، البلاغ إبلاغ الرسالة، بالغ بلاغة وبلاغًا إذا اجتهد في الأمر، هَذَا بَلَاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ [إبراهيم ٥٢] أي أنزلناه (القرآن) لينذر به الناس، البلاغ جريدة البلاغ اليومي والأسبوعي!!!
الحبيب الثالث
نظمت هذه الأبيات ردًّا على قصيدة «الحبيبين» لصديقنا شكري. وقد شبه أحدهما بالجنة، والثاني بالجحيم، وهذا الحبيب الثالث جامع الجنة والجحيم!!
المهل دِردي (أي وساخة) الزيت. وفي القرآن الكريم كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ [الدخان ٤٥] والزقوم عبارة عن أطعمة كريهة في النار، ومنه استعاروا قولهم: تزقم فلان إذا ابتلع شيئًا كريهًا.
هل يعرف القراء في البُلْه أو الحمقى أو المغفلين من يجعل خد الحبيب طعامًا، ثم طعامًا كريهًا ومرًّا؟ ولكن العقاد جعله كذلك، ثم يزيد على هذا السياق قوله: «وهو حلو الشميم»، أي والحال أنه حلو في الشم، فمن هنا لا يكون المعنى أبدًا إلا هكذا إن خدك طعام من الأطعمة الكريهة لمن تزويه عنه، على حين أنه طعام حلو الشم طيب الرائحة، فهو على كل حال طعام، لا يمكن أن يؤتي سياق الكلام غير هذا.
لعمري لو كان هذا الغزل في امرأة حقيقية لدبغت قفا هذا الأحمق، ولكنه في امرأة يخلقها وهْم العقاد من طباع العقاد نفسه لتصلح لشعره.
ثم يا لطيف يا لطيف! أي بليغ على وجه الأرض يستطيع أن ينطق (قلاك من دفاع نار الجحيم) انطقوها أيها القراء لتعرفوا أن فم العقاد يصلح أن يستخدم في (طُرَه) لقلع الحجارة وتكسير الزلط!!!