الترجمة الكاملة لكتاب ليتزو: فيلسوف الطاوية
«أربع مراحلَ يمر بها الإنسان من لحظةِ ميلاده إلى ساعة وفاته: الطفولة، والشباب، والشيخوخة، والممات؛ ففي الطفولة تتبدَّى طاقة الإنسان بكل تركيز وكثافة، ويصير الجسد روحًا وعقلًا كيانًا متآلفًا متناغمًا كالطبيعة مطوَّقًا بالسلامة ضد كل خطر، ويبلغ النقاء مبلغًا لا تضارعه كل مستويات الخلق الرفيع؛ وفي سِني الشباب يفيض القلب حماسةً وفتوة، ويصير الباطن مفعمًا بكل غريزة واشتهاء، وتجتاح الإنسانَ — عبر حواسه — كلُّ النوازع والرغبات؛ فمِن ثَم تتراجع الفضيلة والأخلاق.»
مثَّلت الفلسفة الصينية المرجعيةَ الرئيسية لجميع القِيم والتعاليم السلوكية للصينيين على مر العصور، وصار روَّادها رموزًا وأيقوناتٍ راسخة في الفكر الصيني؛ فعلى سبيل المثال، يُعَد «كونفوشيوس» و«لاو تسي» مؤسِّسَي الحكمة الصينية، وانبثق عن فلسفتَيهما — الكونفوشية والطاوية — الكثيرُ من الفلسفات والنظريات التي تدور في فلكهما. ويُعَد «ليتزو» أحدَ أهم شيوخ الطاوية في زمن بدئها الأول، وقد عاش في القرن الرابع قبل الميلاد، وإليه يُنسَب الكتاب الذي بين أيدينا، وهو من كتب التراث الصيني التي تناولت الطاوية وتَتضمَّن الكثيرَ من مبادئها وتعاليمها ومفكِّريها ومراحلها. وُضِعت أقدمُ نسخة محقَّقة من هذا الكتاب في عام ٧٧ق.م. لكنها فُقِدت ولم يَتبقَّ من المتن سوى ثمانية أبواب، وصارت هي الأصل الذي اعتمدَته مدارسُ الفكر الطاوي في الصين.