علوم اللغة
نريد بعلوم اللغة كل ما ينطوي تحتها من النحو والصرف واللغة بمعني المعاجم ونحوها، والمشتغلون في هذه العلوم كثيرون من غير علماء اللغة، وإنما نختص بالذكر هنا الذين غلب عليهم الاشتغال بها، كما أننا ندخل اللغوي في باب آخر إذا كان ما أخرجه من ذلك الباب أكثر فائدة، كما فعلنا برياض الدين الغزي العامري، فإنه لغوي لكنه ألف آثارًا في الفلاحة فوضعناه في ذلك الباب، وهاك أشهر علماء اللغة:
(١) علماء اللغة
-
(١)
شهاب الدين الخفاجي (توفي سنه ١٠٦٩ﻫ): هو أحمد بن محمد بن عمر شهاب الدين الخفاجي المصري، ولد في سرياقوس قرب القاهرة، وتعلم أولًا على يدي الشنواني المتوفى سنة ١٠١٩، ثم رحل مع أبيه إلى الحرمين ثم إلى الأستانة، وتعين قاضيًا على الروملي ثم في سلانيك، وعينه السلطان مراد قاضيًا للعسكر بمصر، ثم استقال وسافر إلى دمشق فحلب فالأستانة، وعاد قاضيًا على القاهرة، وتوفي سنة ١٠٦٩، وكان أديبًا لغويًّا، ومن آثاره الباقية:
- (أ)
شفاء العليل بما في كلام العرب من الدخيل، جمع فيه ما ذكره العلماء قبله وزاد عليه، وصدر الكتاب بمقدمة في التعريب وشروطه، ثم أتى بالألفاظ المعربة، رتبها على الأبجدية وربما زاد عددها على ١٢٠٠ كلمة، طبع بمصر سنة ١٢٨٢ في ٢٤٥ صفحة، وطبع في غيرها.
- (ب)
شرح درة الغواص في أوهام الخواص للحريري، طبع بمصر سنة ١٢٧٣ وغيرها، وهو كتاب لغوي انتقادي.
- (جـ)
طراز المجالس، هو من كتب الأدب واللغة، قسمه إلى خمسين مجلسًا وضمنه أبحاثًا ومقالات نقلها عن قهارمة الأدب كالجاحظ والصاحب وغيرهما، وفيها مقالات في الحجابة عند السلطان وأسبابها وشروطها توسع فيها، ويتخلل ذلك منتخبات من الشعر والحكم والقواعد الثابتة في الشعر واللغة والبيان، طبع بمصر سنة ١٢٨٤ وغيرها.
- (د)
حاشية على البيضاوي: طبعت بمصر سنة ١٢٨٣ في ثمانية مجلدات.
- (هـ)
شرح كتاب الشفاء في تاريخ حقوق المصطفى: طبع في الأستانة سنة ١٢٦٧ في ٤ مجلدات.
- (و)
ديوان شعر: منه نسخة في الخزانة التيمورية في نحو ٢٠٠ صفحة، بخط المؤلف على الأرجح.
- (ز)
قصائد مختلفة في برلين والمكتبة الخديوية وغوطا.
- (ح)
ريحانة النار: أو ذوات الأمثال يتضمن كل بيت مثلًا، في باريس.
- (ط)
خبايا الزوايا بما في الرجال من البقايا: هو من كتب الأدب لكنه يتضمن ترجمة نخبة من علماء عصره وفيهم شيوخه وشيوخ ابنه، يزيد عددهم على بضعة وسبعين بينهم طائفة يعز الوقوف على تراجمهم في سواه، وقد قسم الكلام فيه إلى خمسة أبواب حسب البلاد، فبدأ بمحاسن أهل الشام فالحجاز ومصر والمغرب وبلاد الروم، منه نسخ في المكتبة الخديوية في ٢٣٦ صفحة وفي برلين وغوطا وفينا وكوبرلي.
- (ي)
ريحانة الألبا ونزهة الحياة الدنيا: وهو كالسابق في أصل موضوعه لكنه توسع في الشعراء وأكثر من الأمثلة مع انتقادها وإيضاحها، قسمه إلى ثلاثة أقسام: الأول: في محاسن أهل الشام ونواحيها. والثاني: في محاسن العصرين من أهل المغرب وما والاها ومكة ومن بحماها والدولة الحسينية ومن بها من بقية العلماء والشعراء والأعيان، ونفحة من نفحات اليمن في ذلك الزمن. والقسم الثالث: في مصر وأحوالها ووصفها. طبع مرارًا بمصر وهو من خيرة كتب الأدب والتاريخ، وله ذيل اسمه «نفحة الريحانة» للمحبي المؤرخ الآتي ذكره (خلاصة الأثر ٢٣١ ج١).
- (أ)
-
(٢)
البديعي (توفي سنة ١٠٧٣ﻫ): هو يوسف البديعي الدمشقي، تولى قضاء الموصل، وتوفي سنة ١٠٧٣ وله:
- (أ)
كتاب الحدائق البديعية في الأنواع الأدبية: مطول في البيان والشعر، منه الجزء الأول في غوطا.
- (ب) هبة الأيام فيما يتعلق بأبي تمام: هو درس هذا الشاعر ولمع من أخباره نحو ما يسميه الإفرنج Etude، منه نسخة في المكتبة الخديوية بخط المؤلف في ١٦٠ صفحة.
- (جـ)
الصبح المنبي، عن حيثية المتنبي: هو ترجمة مطولة انتقادية على المتنبي كما فعل بأبي تمام، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٢٦٤ صفحة ونسخ في غوطا وبرلين وباريس (خلاصة الأثر ٥١٠ ج٤).
- (أ)
-
(٣)
عبد القادر البغدادي (توفي سنة ١٠٩٣ﻫ): هو عبد القادر بن عمر البغدادي، أصله من بغداد، ودرس في دمشق وتردد على القاهرة، ثم رحل إلى أدرنة، وتعرف إلى الصدر الأعظم أحمد باشا، والتقى بالمحبي هناك ثم مرض وعاد إلى القاهرة. وأخيرًا مات فيها، وله:
- (أ)
خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب: هي شرح شواهد شرح الكافية ويتخلل الشرح تراجم معظم الشعراء والأدباء في الجاهلية وصدر الإسلام ممن يستشهد بأقوالهم مع سني الوفاة وهو كثير الفائدة، طبع بمصر سنة ١٢٩٩ في ٤ مجلدات كبيرة.
- (ب)
تعريب تحفة الشاهدي: في المكتبة الخديوية «خلاصة الأثر ٤٥١ ج٢».
- (أ)
-
(٤)
السيد مرتضى الزبيدي (توفي سنة ١٢٠٥ﻫ): هو أبو الفيض محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الشهير بمرتضى الحسيني الزبيدي، ولد سنة ١١٤٥، ونشأ باليمن وارتحل في طلب العلم ثم جاء مصر سنة ١١٦٧، وحضر دروس أشياخ الوقت وتقرب من إسماعيل كتخذا عزبان وأولاده، فراج أمره واشتهر ذكره ولبس الملابس الفاخرة وركب الخيول المسومة، واجتمع بالأكابر والأعيان في أنحاء القطر المصري، ووضع في أسفاره إليها رحلات كثيرة، ثم عكف على شرح القاموس وأتمه في عدة سنين في ١٤ مجلدًا، وسماه «تاج العروس» ولما أكمله أولم وليمة جمع فيها طلاب العلم وأشياخه سنة ١١٨١ وأطلعهم عليه فشهدوا بفضله وقرظوه، ولما أنشأ محمد بك أبو الذهب مكتبته في جامعة قرب الأزهر أوعزوا إليه أن يقتني تاج العروس، فاشتراه منه بمائة ألف درهم، وكانت له مشاركات بعلوم كثيرة، وألف كتبًا جمة، وكان على غير زي العلماء المصريين وشكلهم بلباسه وزيه، وقد اجتذب القلوب بمعارفه فالتف حوله الناس كما التفوا حول جمال الدين الأفغاني بعده، وكان السيد مرتضى يعرف التركية والفارسية والكرجية وسعى بعض مشائخ الأزهر للأخذ عنه، وخالف علماءه في طرق الإلقاء فزاد الناس إقبالًا عليه وتسابقوا في دعوته إلي بيوتهم وأهدوه الهدايا وما زال كذلك حتى مات، وأشهر آثاره:
- (أ)
تاج العروس في شرح جواهر القاموس: تقدم ذكره وهو شرح قاموس الفيروزآبادي، عول في شرحه على لسان العرب وغيره من كتب اللغة، وأبقى ترتيب الكلام كما كان في القاموس أي: على أواخر الألفاظ. وصدره بمقدمة في عشرة مقاصد، وقد عني إدوارد لين المستشرق الإنكليزي بوضع معجم عربي إنجليزي في أواسط القرن الماضي هو أطول معجم في هذا الموضوع، فكان تعويله على تاج العروس ولسان العرب لكنه لم يستطع إتمامه في حياته، فأتمته لجنة بعد مماته، فبلغت صفحاته أكثر من ٣٠٠٠ صفحة كبيرة مزدوجة، واستغرق طبعه بضع عشرة سنة في إيدنبرج، صدر الجزء الأول منه سنة ١٨٦٣، ثم صدرت سائر الأجزاء، وفي أوله مقدمة ضافية في اللغة واللغويين وأبحاث مفيدة ثم شرح القاموس على ترتيبه.
أما تاج العروس فطبع بعضه بمصر من سنة ١٢٨٦–١٢٨٧ في خمسة مجلدات، وطبع كله فيها من ١٣٠٦–١٣٠٧ في عشرة مجلدات، ومنه نسخة خطية في المكتبة الخديوية.
- (ب)
إتحاف السادة المتقين: شرح إحياء العلوم للغزالي، طبع بفاس سنة ١٣٠٤ في ١٣ جزءًا، وفي مصر سنة ١٣١١ في عشرة أجزاء.
- (جـ)
الأمالي الشيخونة: في الحديث أملاها في جامع شيخون، في برلين.
- (د)
نشوة الارتياح في بيان حقيقة الميسر والقداح، في برلين.
- (هـ)
القول المبتوت في تحقيق لفظ تابوت، في بضع ورقات، بالمكتبة الخديوية.
- (و)
تحفة القماعيل في مدح شيخ العرب إسماعيل، في المكتبة الخديوية ١٤٥ صفحة.
- (ز)
رسالة في أحاديث يوم عاشوراء، فيها وله مؤلفات أخرى لم نقف على خبرها (ترجمته في الخطط التوفيقية ٩٤ ج٣).
- (أ)
-
(٥)
الصبان (توفي سنة ١٢٠٦ﻫ): هو أبو العرفان محمد بن علي الصبان، تلقى طريق السادة الوفائية عن أبي الأنوار السادات، وهو الذي كناه بأبي العرفان، واشتغل باللغة واشتهر بالتحقيق، وخلف مؤلفات حسنة منها:
- (أ)
حاشية على شرح الأشموني على الألفية، طبعت بمصر مرارًا وهي مشهورة.
- (ب)
إتحاف أهل الإسلام بما يتعلق بالمصطفى وأهل بيته الكرام، في المكتبة الخديوية في ٣٥٢ صفحة.
- (جـ)
إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته الطاهرين، ألفه بعد إتحاف أهل الإسلام المتقدم ذكره، طبع بمصر سنة ١٢٩٠.
- (د)
الرسالة الكبرى في البسملة: طبعت بمصر سنة ١٣٠٨.
- (هـ)
حاشية على شرح السلم.
- (و)
حاشية على شرح السمرقندية.
- (ز)
حاشية على آداب البحث، كلها مشهورة.
- (ح)
رسالة في علم البيان في المكتبة الخديوية.
- (ط)
منظومة في علم العروض: طبع بمصر سنة ١٣٠٧.
- (ي)
رسالة في الاستعارات: في الجزائر بخط المؤلف (الخطط التوفيقية ٨٤ ج٣).
- (أ)
كتب أخرى في علوم اللغة
-
(١)
دفع الالتباس عن منكر القياس: لابن أبي اللطف (نحو ٩٩٢) بالمكتبة الخديوية.
-
(٢)
الطراز الأسمى عن كنز المعمى: للبكاء (نحو ٩٩٣) في الأسكوريال.
-
(٣)
الجواهر المفتخرة من الكنايات المعتبرة، لابن العراق (نحو ٩٩٥) في ليدن، وله أيضًا الزناد الواري في ذكر أبناء السراري، في ليدن، بخط المؤلف.
-
(٤)
تنبيه الأنام في توجيه الكلام بما يخطئ به العوام، لخسرو زاده البروسوي (٩٩٨)، في برلين.
-
(٥)
حلية أهل الكمال بأجوبة أسئلة الجلال، للشنواني (١٠١٩) أجاب فيه على أسئلة جلال الدين السيوطي عن حروف المعجم واشتقاق أسمائها، منها نسخة في المكتبة الخديوية.
-
(٦)
زبدة الأمثال: لمصطفى الغاليبولي (١٠٢٤) في منشن.
-
(٧)
موارد البصائر لفرائد الضرائر: في الجوازات الشعرية من حيث الأوزان لمحمد سليم أفندي (١١٣٨) في فينا.
-
(٨)
الحلة الضافية في علمي العروض والقافية! للمداري (١١٩٠) في المكتبة الخديوية.