الموسوعات
بدأت الموسوعات بالظهور في العصر الماضي كما قلنا صفحة ٢٣٢ من الجزء الثاني لهذا الكتاب، وفاتنا أن نذكر هناك كتاب «المقابسات» لأبي حيان التوحيدي (المتوفى سنة ٤٠٠م)، وهو من الموسوعات في مائة مقابسة وثلاثة في مباحث العلوم، منه نسخة في مكتبة ليدن، لكن الموسوعات لم تنضج إلا في هذا العصر وما يليه، ويدخل في هذا الباب العلماء الذين لم يتخصصوا لفن من الفنون بل كتبوا في أكثر المواضيع، وهم كثيرون في العصرين الآتيين، ومنهم في هذا العصر طائفة حسنة أشهرهم اثنان ابن الجوزي وفخر الدين الرازي.
-
(١)
أبو الفرج بن الجوزي (توفي سنة ٥٩٧ﻫ): هو أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد البكري الحنبلي الملقب جمال الدين جد سبط ابن الجوزي لأمه، ويتصل نسبه بأبي بكر الصديق، كان إمام وقته في الحديث والوعظ لكنه ألف في فنون شتى، ولد في واسط وتلقى العلم عن ٨٧ شيخًا، وكان إمام عصره قضى نحو خمسين سنة في الوعظ ومجلسه يغص بالسامعين المستفيدين وهم يعدون بالألوف، وبينهم الملوك والأمراء والوزراء، وخلف مؤلفات يزيد عددها على مائة كتاب في القرآن والفقه والحديث والطب والتاريخ والسير والتراجم والجغرافية والوعظ والتصوف واللغة هاك أهمها:
- (أ)
المنتظم في تاريخ الأمم، هو تاريخ عام يبدأ بالخليقة إلى ظهور الإسلام، ومنه إلى أيام المستضيء بالله العباسي، المتوفى سنة ٥٧٥ﻫ مرتب على السنين، يذكر دخول السنة وخلاصة حوادثها، ثم يذكر من مات فيها ويرتب أسماءهم على أحرف الهجاء مع خلاصة أخبارهم منه أجزاء متفرقة في برلين وغوطا وأكسفورد وليدن والمتحف البريطاني يختلف عددها، ولكن منه نسخة في أيا صوفيا في سبعة أجزاء، ومنه الأجزاء ١ و٢ و٣ و٥ في كوبرلي و١ و٢ و٣ و٤ في مكتبة عاشر أفندي في الأستانة، وجزء في المكتبة الخديوية في ٥١٠ صفحات كبيرة يبدأ سنة ٢٢٨، وينتهي سنة ٢٨٧ أي: تاريخ أقل من ستين سنة فاعتبر كم يكون حجم الكتاب كاملًا فهو من كتب التاريخ الهامة، وله مختصرات أحدها «مختصر المنتظم وملتقط المنتظم» اختصره المؤلف لتسهيل تناوله، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٣٠٤ صفحات واختصره آخرون.
- (ب)
الذهب المسبوك في سير الملوك، منه نسخة في برلين، وله مختصر اسمه «خلاصة الذهب المسبوك» للإربلي عبد الرحمن سنبظ قنيتو، طبع في بيروت سنة ١٨٨٥ مرتب على السنين يبدأ بترجمة الوليد بن عبد الملك الأموي، وينتهي بالمستعصم العباسي آخر الخلفاء العباسيين سنة ٦٥٦، وهو من أحسن التواريخ عن الدولة العباسية حسن التبويب.
- (جـ)
شذور العقود في تاريخ العهود، منه جزء في ليدن وفي كوبرلي.
- (د)
عجائب البدائع: فيه حكايات وحوادث تاريخية في باريس.
- (هـ)
تلقيح فهوم أهل الآثار في مختصر السير والأخبار، طبع في ليدن سنة ١٨٩٣.
- (و)
صفوة الصفوة: مختصر حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني المتوفى سنة ٤٣٠ في طبقات الشافعية، صحح رواياتها لأسباب ذكرها في المقدمة، واقتصر على ذكر العاملين الزاهدين في الدنيا. بدأ بذكر النبي فالمشتهرين من الصحابة بالعلم المقرون بالزهد حسب طبقاتهم، ثم المصطفيات من الصحابيات فالتابعين ومن بعدهم على طبقاتهم في بلدانهم، قال: «وقد طُفْت الأرض بفكري شرقًا وغربًا واستخرجت كل من يصلح ذكره في هذا الكتاب من جميع البقاع»، ورتب البلاد حسب أهميتها في نظره، فبدأ بالمدينة فمكة فبغداد فواسط فالكوفة فالبصرة، وهكذا إلى آخر المشرق ثم انتقل إلى الشام والعواصم والثغور ومصر فالمغرب فالسواحل والفلوات. وكلما ذكر بلدًا ذكر طبقات رجاله من العلماء والزهاد وربما زاد عدد الذين ترجمهم على ٨٠٠ من الرجال و٢٠٠ من النساء، والكتاب يدخل في ستة أجزاء كبيرة، صفحات كل جزء نحو ٤٠٠ صفحة منه أربعة أجزاء متتابعة في المكتبة الخديوية والجزء السادس من نسخة أخرى، ومنه خمسة أجزاء في كوبرلي.
- (ز)
أخبار الأذكياء، طبع بمصر وغيرها مرارًا.
- (ح)
كتاب الحمقى والمغفلين، في باريس وبرلين.
- (ط)
قصص المذكورين، في ليدن.
- (ي)
الوفا في فضائل المصطفى، في ليدن وفي الخزانة التيمورية.
- (ك)
مناقب عمر بن الخطاب: توخى فيه البسط والإسناد فذكر أخبار عمر ذكرًا وافيًا وأفاض في مناقبه وإدارة المملكة، وكيف دون الدواوين وما كان يجري من المكاتبات والمعاملات مع أمرائه وقضاته ورعيته وسائر أعماله في ٨٠ بابًا منها نسخة في المكتبة الخديوية ناقصة من أولها صفحاتها ٢٥٠ صفحة.
- (ل)
مناقب عمر بن عبد العزيز، طبع في برلين سنة ١٩٠٠ فيه فوائد هامة نحو ما في ترجمة عمر بن الخطاب. وخلافة ابن عبد العزيز انتقال فجائي في تاريخ بني أمية ففي ترجمته فوائد هامة.
- (م)
مناقب أحمد بن حنبل: هو مطول في ترجمة هذا الإمام في مائة باب اشتملت على تاريخه ومناقبه وأعماله، وما كان من محنته وأخبار مريديه وأصحابه ومن صلى معه أو حمل بجنازته، التزم بذلك طريقة الإسناد ويتخلله فوائد اجتماعية وتاريخية، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٣٧٨ صفحة كبيرة.
- (ن)
المختار من أخبار المختار، في الخزانة التيمورية.
- (س)
تاريخ الخميس: المسمى مثير عظم الساكن إلى أشرف الأماكن في الجغرافية، في برلين وأكسفورد.
- (ع)
فضائل القدس، برلين.
- (ف)
تبصرة الأخيار في نيل مصر وأخواته من الأنهار، في مكتبة الجزائر.
- (ص)
تقويم اللسان: فيما تلحن به العامة مرتب على الأبجدية، في أكسفورد وفي مكتبة لاله لي بالأستانة.
- (ق)
المدهش: هو موسوعة في القراءة والحديث واللغة والتاريخ والمواعظ في سبيل المحاضرات، في أكسفورد والمكتبة الخديوية.
- (ر)
جامع المسانيد والألقاب: مطول في الحديث، وهو مثل سائر مؤلفاته يدل على طول نفس المؤلف في التأليف جمع فيه أشهر المسانيد ورتبها على حروف المعجم لأسماء أصحابها. فمسند أبي كعب يأتي قبل مسند أحمد، وبعد مسانيد الرجال ذكر مسانيد النساء على هذا الترتيب، ويأخذ من كل مسند الأحاديث التي ثبتت صحتها عنده، منه نسخة خطية في المكتبة الخديوية في خمسة مجلدات ضخمة.
- (ش)
شرح مشكل الغريبين، في المكتبة الخديوية.
- (ت)
المنطق المفهوم: في الحديث له مختصر، طبع مصر.
- (ث)
الموضوعات: في الحديث بالمكتبة الخديوية.
- (خ)
زاد المسير في علم التفسير، منها نسخة في المكتبة الخديوية في خمسة مجلدات.
- (ذ)
منهاج القاصدين: شرح على إحياء علوم الدين للغزالي الآتي ذكره، يوجد في باريس والمكتبة الخديوية.
ولابن الجوزي كتب أخرى في المواضيع الدينية منها نحو ٣٠ كتابًا في الوعظ والخطب منها نسخ خطية في مكاتب أوربا وغيرها، وكتب لا محل لها هنا (ترجمته في ابن خلكان ٢٧٩ ج١).
- (أ)
-
(٢)
فخر الدين الرازي (توفي سنة ٦٠٦ﻫ): هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين ويعرف بابن الخطيب الفقيه الشافعي، كان فريد عصره في علم الكلام والمعقولات وعلم الأوائل وغيرها، وقد ألف في فنون عديدة وفي جملتها التفسير والفقه والكلام والطب واللغة، وكان واعظًا بليغًا يعظ في العربية والفارسية يحضر مجلسه في هرات أرباب المذاهب والمقالات ويسألونه وهو يجيب كل سائل، وله طريقة في تآليفه لم يسبقه إليها أحد، وتوفي في هرات ودفن فيها، وأشهر مؤلفاته:
- (أ)
مناقب الإمام الشافعي، في المكتبة الخديوية.
- (ب)
تاريخ الدول، في مجلدين الأول في سياسة الدولة وتدبير المملكة والثاني في تاريخ الراشدين والبويهيين والسلاجقة والفاطمية، منه نسخة في باريس وقد طبع منه جزء بأوربا.
- (جـ)
المحصول: في أحوال الفقه، في المكتبة الخديوية وله مختصرات.
- (د)
مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير، طبع بمصر سنة ١٢٨٩، وفي الأستانة سنة ١٣٠٧ في ثمانية مجلدات ضخمة.
وله عشرات من المؤلفات في أصول الدين والعقائد وثمانية في الفلسفة والمنطق وبضعة مؤلفات في التنجيم وغيره منها نسخ خطية في مكاتب أوربا والمكتبة الخديوية، ذكرها بروكلمن في كتابه صفحة ٥٠٦ ج١. (ابن خلكان ٤٧٤ ج١ وطبقات الأطباء ٢٣ ج٢).
- (أ)
موسوعات أخرى
- (١)
كتاب مفيد العلوم ومبيد الهموم، طبع بمصر سنة ١٣٢٧ يقسم إلى أبواب في العلوم الدينية على اختلاف مواضيعها، وفي الحقوق والأدب والتاريخ والسياسة وعجائب البلدان والخواص والمناظرات والحروب والجهاد وغير ذلك، ولم يمكنا تحقيق مؤلف هذا الكتاب فقد قيل في صدر طبعته بمصر: إنه لجمال الدين أبي بكر الخوارزمي وفي كشف الظنون إنه لأحد المغاربة المتأخرين، وقال بروكلمن: إنه لجمال الدين أبي عبد الله القزويني وأنه ألفه سنة ٥٢٧ﻫ.
- (٢)
أنموذج العلوم لأبي بكر بن خير البلوي المتوفى سنة ٥٥٩ يشتمل على ٢٤ علمًا، منه نسخة في فينا.
- (٣)
الفهرست لابن خليفة الإشبيلي، فيما رواه عن شيوخه من الدواوين المصنفة في ضروب العلم وأنواع المعارف، وفيه أسماء ١٤٠٠ كتاب في كل علم مع أسانيدها، طبع في كازيروكوستا سنة ١٨٩٤ في مجلة إسبانية على يد فرنسيس كوديرا.
- (٤)
جامع الفنون وقامع الظنون: للوادياش البرار المتوفى سنة ٥٩٦ منه الجزء التاسع في النجوم ببرلين.
- (٥)
ينابيع العلوم أو أقاليم التعاليم في الفنون السبعة: التفسير والحديث والفقه والأدب والطب والهندسة والحساب، منها نسخ في ليدن وباريس وفينا.