العلوم الإسلامية
- (١) ابن حزم الظاهري (توفي سنة ٤٥٦ﻫ): هو أبو محمد علي بن أحمد يتصل نسبه بيزيد الفارسي من موالي بني أمية ويعرف بابن حزم، نشأ في قرطبة بالأندلس وكان من علمائها في الحديث والفقه يستنبط الأحكام من الكتاب والسنة، وكان في أول أمره شافعيًّا ثم مال إلى مذهب أهل الظاهر، وكان مشاركًا في علوم كثيرة وبلغ من تفكيره أنه رغب عن زخارف الدنيا، وبعد أن أدرك الوزارة تخلى عنها واشتغل بالتأليف في الفقه والمنطق والتاريخ واللغة والأدب، وكان له علم في كل فن حتى قيل: إن مؤلفاته تشتمل على ٤٠٠ مجلد في نحو ٨٠٠٠٠ ورقة لا يزال كثير منها باقيًا، وهاك أهمها:
- (أ)
كتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل: هو عبارة عن تاريخ انتقادي للمذاهب البشرية، وفيه أبحاث فلسفية في أصل العالم على رأي الطبيعيين ومذاهب النصارى المعروفة في أيامه واليهود والصابئة والسامريين، ونظر في التوراة والإنجيل وتحريفهما وأفاض في ذلك وفي الحواريين، وذكر فِرَق الإسلام ومذاهبها وآراءها وبحث في القرآن وإعجازه وفي القدر والتعديل، وفصول في الأنبياء من آدم، وفي القيامة، واختص شيعة الخوارج والمعتزلة والمرجئة بفصول ضافية، وبحث في أشياء أخرى من قبيل فلسفة الوجود والطبيعيات في ذلك العهد، وقد طبع الكتاب بمصر سنة ١٣١٧ في خمسة مجلدات.
- (ب)
جمهرة النسب في معرفة قبائل العرب أو جمهرة الأنساب، منه نسخة في المكتبة الخديوية بين كتب الشنقيطي.
- (جـ)
أبطال القياس والراي واستحسان التقليد والتعليل، منه نسخة في غوطا.
- (د)
الناسخ والمنسوخ، طبع بمصر على هامش تفسير الجلالين.
- (هـ)
الأحكام لأصول الأحكام في أصول الدين، منه نسخة في المكتبة الخديوية في ٤٤٦ صفحة.
- (و)
طوق الحمامة في الأدب، في ليدن.
(ترجمته في معجم الأدباء ٨٦ ج٥ وأخبار الحكماء ١٥٦).
- (أ)
- (٢) أبو حامد الغزالي (توفي سنة ٥٠٥ﻫ): هو محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي، فقيه شافعي ولد في طوس ونشأ فيها وتكاثر الفلاسفة في عصره، وناهضوا رجال الدين فتصدى أبو حامد لردهم، وكان بصيرًا عاقلًا مع ميل إلى التدين، فاطلع على أقوال الفلاسفة وأمعن فيما يخالف ظاهره منها قواعد الدين، فوقع في حيرة وتردد وعمد إلى التحقيق بنفسه، قضى في ذلك أعوامًا وهو يطالع ويفكر ويلقي دروسه في المدرسة النظامية، ثم انقطع عن التدريس سنة ٤٨٨ وسلك طريق الزهد، وقضى عشرة أعوام في الأسفار بين الحجاز والشام وبيت المقدس على طريقة الصوفية، وهو يطالع ويبحث ويناظر، فتبين له أن الفلاسفة على ضلال وثبت عنده الدفاع عن الدين، فحمل عليهم حملة صادفة بالمناظرة والتأليف، وكان يجادلهم ببراهينهم؛ فسمي لذلك حجة الإسلام. وخلف ما يزيد على سبعين مؤلفًا أكثرها في الجدل والمناظرة، ذكرنا أهمها مع ترجمة وافية لأبي حامد هذا في الهلال سنة ١٥ صفحة ٣٢٣ يهمنا منها هنا ما يأتي:
- (أ)
كتاب البسيط: في الفروع على نهاية المطلب لإمام الحرمين، منه نسخة خطية في الأسكوريال وفي المكتبة الخديوية.
- (ب)
الوسيط المحيط بأقطار البسيط: في الفقه الشافعي، ومنه نسخ خطية في منشن وأكسفورد والمكتبة الخديوية، وقد عني العلماء بشرح الوسيط واختصاره، ومن هذه الشروح والمختصرات نسخ متفرقة في مكاتب أوربا ومصر.
- (جـ)
الوجيز: في الفروع، منه نسخة خطية في مكتبة باريس وأخرى في المكتبة الخديوية وله شروح عديدة لم تطبع.
- (د)
تهافت الفلاسفة، طبع في مصر غير مرة وفي بمباي الهند سنة ١٣٠٤، رد فيه على الفلاسفة الطبيعيين وقد ترجم إلى العبرانية.
- (هـ)
مقاصد الفلاسفة: عرَّف فيه مذاهبهم ومقاصدهم، طبع في ليدن سنة ١٨٨٨ مع شروح، وله ترجمة لاتينية طبعت في البندقية سنة ١٥٠٦.
- (و)
كتاب المنقذ من الضلال: ألفه في نيسابور، وهو مختصر في غاية العلوم وأسرارها والمذاهب وأغوارها، منه نسخ خطية في مكاتب برلين وليدن وباريس والأسكوريال والمكتبة الخديوية، وتكلم عنه مطولًا شمولدرس في كتابه عن فلسفة العرب المطبوع في باريس سنة ١٨٤٢ بالفرنساوية.
- (ز)
المضنون به على غير أهله، طبع في مصر سنة ١٣٠٩ في مجموعة، ومنه نسخ خطية في المكتبة الخديوية ومكاتب برلين وباريس وليدن وبطرسبورج، وبعضهم ينكر كونه له لمخالفته المعروف من صحة عقيدته.
- (ح)
إحياء علوم الدين: في المواعظ، طبع في مصر سنة ١٢٨٩ و١٣٠٦، ومنه نسخ خطية في مكاتب فينا وبرلين وليدن والمتحف البريطاني وأكسفورد، وعليه شروح عديدة، منها إتحاف السادة المتقين، طبع في فاس سنة ١٣٠٢ﻫ في ١٣ مجلدًا، وفي القاهرة سنة ١٣١١ في عشرة مجلدات، ومنها منهاج القاصدين لابن الجوزي تقدم ذكره، وروح الإحياء لابن يونس، منه نسخة في مكتبة أكسفورد وغير ذلك مما يطول شرحه.
- (ط)
كتاب بداية الهداية: في المواعظ، طبع في القاهرة عدة مرات ومنه نسخ خطية في برلين وغوطا ومنشن وباريس وأكسفورد والجزائر وبطرسبورج.
- (ي)
سر العالمين وكشف ما في الدارين: يبحث في نظام الحكومات، منه نسخة خطية في المكتبة الخديوية ونسخة في مكتبة برلين.
- (ك)
جواهر القرآن: يشتمل على زبدة القرآن، منه نسخ خطية في ليدن والمتحف البريطاني وبطرسبورج وفي المكتبة الخديوية.
- (ل)
فضائح الباطنية: يشتمل على تعاليم القرامطة والإسماعيلية وغيرهم من الطوائف الباطنية والبدع في الإسلام، وقع للمتحف البريطاني نسخة منه فاحتفظ بها ولعلها الوحيدة في العالم، والكتاب جزيل الفائدة في موضوعه.
- (م)
غرائب الأول في عجائب الدول: يخاطب بها السلطان محمد بن ملك شاه بنصائح، منها نسخة في الخزانة التيمورية.
- (ن)
تنزيه القرآن عن المطاعن، طبع بمصر سنة ١٣٢٩.
وله مؤلفات أخرى ذكرناها في ترجمته بالهلال سنة ١٥ وترجمه ابن خلكان ٤٦٣ ج١ واشتغل في هذه العلوم أخوه أحمد الغزالي، المتوفى سنة ٥٢٠ (ابن خلكان ٢٨ ج١).
- (أ)
- (٣) ابن تومرت (توفي سنة ٥٢٤ﻫ): هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن تومرت المنعوت بالمهدي الهرعي صاحب دعوة عبد المؤمن بن علي بالمغرب، أصله من جبل السوس في أقصى بلاد المغرب، ونشأ هناك ثم رحل إلى المشرق في شبابه طالبًا للعلم، فانتهى إلى العراق فاجتمع هناك بأبي حامد الغزالي — المتقدم ذكره — وغيره وتوسع في علوم الدين، وكان ورعًا مخشوشنًا مخلولقًا متقشفًا كثير الإطراق شديد التمسك بقواعد الدين، وله تاريخ طويل، وليس هنا محل الإفاضة فيه، أما مؤلفاته فيهمنا منها:
- (أ)
كنز العلوم: في الطبيعة والشريعة، منها نسخة في الخزانة التيمورية.
- (ب)
كتاب أعز ما يطلب: يشتمل على تعاليق لابن تومرت أملاها أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي، وهي تعاليم ابن تومرت، طبع في الجزائر سنة ١٩٠٣ مع مقدمات في ترجمة ابن تومرت وملاحظات باللغة الفرنساوية للمستشرق غولتزير. (ابن خلكان ٣٧ ج٢).
- (أ)
- (٤) الشهرستاني (توفي سنة ٥٤٨ﻫ): هو أبو الفتح محمد بن أبي القاسم عبد الكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني المتكلم على مذهب الأشعري، كان إمامًا فقيهًا متكلمًا له مؤلفات عديدة مفيدة وصلنا منها:
- (أ)
كتاب الملل والنحل: يبحث في المذاهب الدينية والفلسفية وتاريخها وخلاصة كل منها، ويدخل في ذلك الشيع الإسلامية وغير الإسلامية، وهو جزيل الفائدة، طبع في لندن سنة ١٨٤٦ في مجلدين، وفي مصر سنة ١٢٦١ وعلى هامش طبعة الفصل لابن حزم المتقدم ذكرها، وقد نقله إلى الألمانية هاربروكر، وطبع في هال سنة ١٨٥١ ونقله إلى التركية نوح بن مصطفى المتوفى سنة ١٠٧٠. ومن هذه الترجمة نسخة في غوطا وبرلين، وترجمه إلى الفارسية أفضل الدين الأصفهاني، وفي المكتب الهندي، وله عدة شروح.
- (ب)
كتاب تاريخ الحكماء، منه نسخة في مكتبة خصوصية للمستشرق بلاند، وله ترجمة فارسية في مكتبة فرازر ابتاعها من أحد أمراء الهند.
- (جـ)
نهاية الإقدام في علم الكلام، في أكسفورد ويني جامع.
- (د)
مصارعات الفلاسفة، في غوطا (ابن خلكان ٤٨٢ ج١).
- (أ)
- (٥) ابن العربي (توفي سنة ٦٣٨ﻫ): هو الشيخ محيي الدين أبو بكر محمد بن علي الطائي الحاتمي الأندلسي صاحب التصانيف المشهورة بالتصوف، ولد بمرسية سنة ٥٦٠ ونزح في طلب العلم إلى بغداد ومكة ودمشق وبلاد الروم، وكتب كثيرًا، وإنما ينتقدون عليه شطحه في الكلام وكثرة ألغازه، حتى قال بعض مترجميه: «كان محيي الدين رجلًا صالحًا عظيمًا والذي نفهمه من كلامه حسن والمشكل علينا نكل أمره إلى الله تعالى ولا كلفنا اتباعه ولا العمل بما قاله» بلغت مؤلفاته نحو ٢٠٠ كتاب ذكر منها بروكلمن ١٥٦، وذكر أماكن وجودها وأكثرها في التصوف وبعضها في الجفر وأسرار الحروف فنكتفي بأشهرها وأهمها للقارئ:
- (أ)
الفتوحات المكية في معرفة الأسرار الملكية، في عدة مجلدات، منه نسخة في غوطا، وطبع بمصر سنة ١٣٢٩ في أربعة مجلدات كبيرة عن نسخة كانت في قونية.
- (ب)
فصوص الحكم في خصوص الكلم، منه نسخ خطية في أشهر مكاتب أوربا.
- (جـ)
مفاتيح الغيب، طبع بمصر.
- (د)
تاج التراجم: ورقات قليلة في التصوف منه نسخة في المكتبة الخديوية.
- (هـ)
الاصطلاحات الصوفية، في ليدن والمكتبة الخديوية.
- (و)
محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار، هو خزانة علم وأدب، طبع بمصر سنة ١٣٠٥.
- (ز)
ديوان طبع بمصر سنة ١٢٧١ (فوات الوفيات ٢٤١ ج٢).
وهو غير محمد بن عبد الله بن العربي المحدث المتوفى سنة ٥٤٣ (ابن خلكان ٤٨٩ ج١).
- (أ)
بعض مشاهير المحدثين
- (١) الفراء البغوي المتوفى سنة ٥١٠: «مصابيح السنة» في الحديث، طبع بمصر سنة ١٢٩٤ له مختصرات وشروح عديدة، وله كتب كثيرة في الحديث وفروعه.
- (٢) أبو العباس التوجيبي الإقليشي الأندلسي المتوفى سنة ٥٥٠، له:
- (أ)
الكوكب الدري المستخرج من كلام النبي.
- (ب)
الدر المنظوم فيما يزيل الهموم والغموم، كلاهما في المكتبة الخديوية.
- (أ)
- (٣) أبو السعادات المبارك مجد الدين بن الأثير الجزري، المتوفى سنة ٦٠٦: شقيق عز الدين المؤرخ وضياء الدين اللغوي المتقدم ذكرهما، وله مؤلفات مفيدة أهمها:
- (أ)
جامع الأصول في أحاديث الرسول، رتب فيه الأحاديث على الأبجدية حسب مواضيعها، ورتب المواضيع على أحرف الهجاء لسهولة البحث، فوضع باب الصوم مثلًا قبل الطلاق. منه نسخة في المكتبة الخديوية في عشرة أجزاء.
- (ب)
النهاية في غريب الحديث والأثر، طبع في طهران سنة ١٢٦٩ وبمصر سنة ١٣١١ في أربعة مجلدات مرتب على الأبجدية.
- (جـ)
المرصع في الآباء والأمهات والبنات هو كتاب في الكنى، مرتب على حروف المعجم، ويراد بالكنى ما يضاف إلى الأسماء من أب وابن وذو ونحوها، فأتى بالأسماء التي لها كنى تنوب عنها وفسرها، فقال مثلًا: «أبو الأبرد اسم للنسر وأبو الأبطال الأسد وأبو الأشجع البغل وأبو الأشعث البازي وأبو الأضياف صاحب المنزل»، ومن الأبناء كقولهم: ابن أبيه زياد المعروف. وقس على ذلك الأمهات والبنات والذوين، وفيه فوائد لغوية وتاريخية، طبع في ويمار سنة ١٨٩٦ مع فهرس يسهل البحث فيه.
- (د)
تحفة الرسائل بإنشائه، منها نسخة خطية في المكتبة الخديوية في ٣٥٢ صفحة، فيها فوائد اجتماعية تاريخية (ابن خلكان ٤٤١ ج١).
- (أ)
مشاهير الفقهاء وغيرهم
-
(١)
ضياء الدين الجويني إمام الحرمين (٤٧٨): له «غياث الأمم في التياث الظلم» في الإمامة وما يتعلق بها. يوجد في المكتبة الخديوية في ٢٨٠ صفحة ومنه نسخة خطية قديمة في الخزانة التيمورية.
-
(٢)
السرخسي، المتوفى سنة ٤٨٣: له كتاب «المبسوط» في الفقه الحنفي، طبع بمصر في ١٢ مجلدًا.
-
(٣)
برهان الدين أبو الحسن الفرغاني المرغياني المتوفى سنة ٥٩٣: له كتاب «الهداية شرح البداية» طبع في الهند في مجلدين، وهو من أمهات كتب الفقه الحنفي، له شروح عديدة أكثرها موجود في المكتبة الخديوية، وله كتب أخرى في الفقه الحنفي.
-
(٤)
سراج الدين أبو طاهر بن عبد الرشيد السجوندي: من أهل القرن السادس، له «الفرائض السراجية»، طبعت في لندن سنة ١٧٩٩، وكلكتة سنة ١٢٦٠، وترجمت إلى الفارسية، وطبعت هناك سنة ١٨١١، وإلى التركية عليها شروح لطورسون زاده منها نسخ خطية في مكاتب أوربا ولها طبعات أخرى.
ونبغت طائفة من الفقهاء في هذا العصر لا نرى حاجة إلى ذكر مؤلفاتهم، وإن كانوا من كبار الأئمة كالصدر الشهيد وإمام زاده وأبي إسحق الشيرازي وأبي بكر الشاشي وابن الدهان وسيف الدين الآمدي ومجد الدين بن تيمية جد ابن تيمية تقي الدين.
- (أ)
الرسالة القشيرية في التصوف، للقشيري، طبعت مرارًا.
- (ب)
تراجم الصوفية للهروي، طبعت في كلكتة سنة ١٨٥٩.
- (جـ)
منابر الأبرار للكعبي، منها نسخة في المكتبة الخديوية.
ونبغ في هذا العصر طائفة من علماء الزيدية من الشيعة، أولهم الناطق بالحق المتوفى سنة ٤٢٤، وزيد بن أحمد الأنسي المتوفى سنة ٦٠٠، وابنه عبد الله، وله عدة مؤلفات على مذهب الزيدية. وكذلك أبو الحسن الرصاص والإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة بن سليمان المتوفى سنة ٦١٤ في كوكبان، وكان شاعرًا خلف ديوانًا، منه نسخة في ليدن، فضلًا عن مؤلفاته في المذهب.
ونبغ غير واحد من الإمامية من الشيعة أيضًا منهم أبو جعفر الطوسي المتوفى سنة ٤٥٩ ببغداد، وخلف كتبًا في أصول مذهب الإمامية منها «كتاب الاستبصار»، طبع بفارس في ثلاثة مجلدات. ورضي الدين الطبرسي سنة ٥٤٨ له «مجمع البيان لعلوم القرآن» طبع بفارس سنة ١٣٠٤ في مجلدين.