المستشرقون واللغة العربية
من العوامل الرئيسية في إحياء آداب اللغة العربية في هذه النهضة اشتراك الإفرنج في درسها، ونشر كتبها، والتنقيب عن تلك الكتب في مظانها، وليس اهتمام الإفرنج بالآداب العربية حديثًا، فإنه يرجع إلى الأجيال الوسطى قبل نهضتهم الأخيرة لإنشاء تمدنهم الحديث. ويُقسَّم عملهم في هذا السبيل إلى دورين: الأول اشتغالهم بنقل العلوم الطبيعية والرياضية في أول نهضتهم، والثاني اشتغالهم باللغات الشرقية وآدابها.
(١) نقل الإفرنج للعلوم الطبيعية
وفي القرن الثاني عشر للميلاد أصبحت طليطلة وغيرها من مدائن العرب بالأندلس آهلة بالنازحين إليها من الإفرنج للاستفادة أو الترجمة أو التأليف كما كانت بغداد في عصر الرشيد والمأمون، ومن جملة المشتغلين بالنقل ريمون أسقف طيطلة في أواسط ذلك القرن، نقل كتبًا عديدة، يليه أفلاطون الطيبوري، وأدلار الباجي، ويوحنا الإشبيلي، وكنديسالفي، وهرمان الدلماتي، ومرقس الطليطلي وغيرهم، وأكثرهم اشتغالًا في ذلك جيرار الكرماني، فإنه نقل نحو ثمانين كتابًا حوت علوم القدماء في المنطق والفلسفة والرياضيات والنجوم والطبيعيات والكيمياء وغيرها، لمؤلفي اليونان والعرب، كالفارابي وابن قرة وأولاد موسى والخوارزمي والكندي والفرغاني وغيرهم، نقلها كلها عن اللغة العربية.
(٢) اشتغالهم باللغات الشرقية
فاهتمام الإفرنج في الدور الأول إنما كان الغرض منه نقل العلوم الطبيعية وغيرها، للاستفادة منها في أول نهضتهم كما فعلنا نحن في أوائل القرن الماضي، أما اشتغالهم بدرس آداب اللغة العربية نفسها فله أسباب دينية أو تجارية، وهو تابع لاهتمامهم بسائر اللغات الشرقية، وفي مقدمتها اللغة العبرانية؛ لأجل تحقيق بعض المسائل الدينية بالرجوع إلى نصوصها الأصلية في التوراة، ثم اهتموا باللغة التركية والعربية لأسباب تجارية؛ ولذلك كان اليهود من أقدم المستشرقين، ونبغ منهم في أثناء الأجيال الوسطى جماعة كبيرة من العلماء في فنون مختلفة، أخذوا في نشرها بعد نزوحهم من الأندلس، وأصبحت اللغة العبرانية في القرن الخامس عشر وسيلة بين مدنية العرب ولغات أوربا، ثم صارت تُعلَّم في الكليات الكبرى مع اللغة اليونانية؛ لأن العلماء عكفوا على درس هذه اللغة، لتفهم الكتب اليونانية التي حُمِلت إليهم من القسطنطينية بعد دخول العثمانيين إليها سنة ١٥٤٣م.
أما العبرانية فاستعانوا بها في تفهم علوم الدين، وهي مفتاح سائر اللغات السامية، فلم يكن ينبغ عالم إلا وله إلمام باللغة المذكورة، وكانت إيطاليا مرجع طلاب هذه اللغة في القرن الخامس عشر، يبعثون منها المعلمين إلى سائر الممالك الأوربية، وكانت رومية مشتغلة في ذلك الحين بإخراج المبشرين إلى المشرق، فاضطروا إلى اللغة العربية، فانصرفت الهمم إلى درس هاتين اللغتين، ومن هنا يبدأ الاستشراق، والفضل فيه لرومية أو الفاتيكان، وقد أيدت رومية فضلها في هذا السبيل بإنشاء المطابع العربية، وجمع كتب الشرق وحفظها في مكتبة الفاتيكان وغيرها.
واقتدى الفرنساويون بالإيطاليين، فاستقدم فرانسوا الأول الأسقف جوستنياني من جنوا لتعليم اللغتين العبرانية والعربية في ريمس سنة ١٥١٩، وعملوا مثل عملهم في إنشاء المطابع العربية، وتحداهما سائر أمم أوربا، وبعد أن كان الاستشراق خاصًّا برجال الدين يراد به التبشير، أصبح علمًا قائمًا بنفسه يراد به درس اللغات الشرقية وآدابها.
(٣) أقدم المستشرقين وأهم آثارهم إلى آخر القرن ١٨، وفجر القرن ١٩
بدءوا بذلك من القرن السابع عشر، فظهر أول كتاب في قواعد اللغة العربية لإربانيوس في ليدن سنة ١٦١٣، وطُبِع كتاب المجموع المبارك في التاريخ لابن العميد المعروف بالمكين سنة ١٦٢٥ مع ترجمة لاتينية، ونُقِل القرآن إلى اللغة اللاتينية وطُبِع، وفعلوا نحو ذلك في آداب اللغات الشرقية، وخصوصًا الأرمنية والفارسية والحبشية واليابانية والتيبتية والهندية، وإنما يهمنا في هذا الباب اللغة العربية، فلا نتعرض لسواها.
ولم ينقضِ القرن الثامن عشر حتى اهتم الفرنساويون بالآداب الشرقية، بجمع الكتب الشرقية في المكتبة الأهلية في باريس، وأنشئوا مدرسة اللغات الشرقية الحية سنة ١٧٩٥، وأصبحت فرنسا في أوائل القرن التاسع عشر كعبةَ طلاب العلوم الشرقية، فتقاطروا إليها من ألمانيا وإيطاليا وأسوج وغيرها ليتلقوا العلم على سلفستر دساسي الآتي ذكره، وأكثر المستشرقين الذين نبغوا في النصف الأول من القرن المذكور من تلاميذ تلك المدرسة، واستقدم قيصر الروس معلمين منها ينشئون في بطرسبورج مدرسة على مثالها.
غير ما أنشئ من الجمعيات الأسيوية (أو الشرقية) في أوائل القرن التاسع عشر، فأنشأ الفرنساويون الجمعية الأسيوية في باريس سنة ١٨٢٢، فقلدهم الإنكليز سنة ١٨٢٣، ثم الألمان سنة ١٨٤٤، ولكل جمعية مجلة تنشر أعمالها، ومن كل مجلة الآن مجموعة فيها زبدة أعمال المستشرقين في سبيل اللغات الشرقية وآدابها منذ إنشائها إلى اليوم، ولا تزال تصدر.
وكان لبونابرت يد في تنشيط الآداب العربية في فرنسا، ولا سيما بعد أن جاء مصر، وخلف فيها آثاره، ومن رجاله شامبليون الذي حل رموز القلم المصري القديم (الهيروغليف)، وتنبهت الأذهان إلى الشرق، وتألفت الجمعيات للتنقيب عن آثاره ودوله وأممه في مصر وبابل وآشور وفينيقية وبلاد العرب، فاكتشفوا من آثار العرب أشياء مفيدة، جاءت خلاصتها في الجزء الأول من كتابنا «العرب قبل الإسلام».
- (١)
نشر الكتب العربية.
- (٢)
ترجمتها إلى لغاتهم.
- (٣)
التأليف عن الآداب العربية في ألسنتهم.
(٤) المستشرقون في النصف الأول من القرن التاسع عشر
قد رأيت أن أكثر الأوربيين اشتغالًا في ذلك الفرنساويون، ثم اقتدى بهم سواهم، وعمدة هذه النهضة فيهم أستاذان كبيران لكل منهما تلاميذ ومريدون: أولهما دساسي، والثاني كاترمير، ويعدان كالمؤسسين في هذا الباب، فنفرد لكل منهما فصلًا خاصًّا، ثم نعود إلى تاريخ المستشرقين حسب الأمم، وسنتكلم عن ذلك بغاية الإيجاز لضيق المقام.
(٤-١) سلفستر دساسي Sylvestre de Sacy (وُلِد سنة ١٧٥٠، وتوفي سنة ١٨٣٨)
تلاميذ دساسي ومعاصروه
- (١) عمانويل سديليو Sédillot المتوفى سنة ١٨٣٢، وابنه لويس المتوفى سنة ١٨٧٥، وقد خدما اللغة العربية خدمة جزيلة، ولويس هذا ألَّف كتاب تاريخ العرب وآدابهم في مجلدين، طُبِع في باريس سنة ١٨٧٧، وقد نقله علي باشا مبارك إلى اللغة العربية، وطُبِع بمصر سنة ١٣٠٩ﻫ، وكتاب في المقابلة بين جغرافي اليونان والعرب، طُبِع في باريس سنة ١٨٤٢، وقد نشر كتاب جامع المبادئ والغايات لأبي الحسن المراكشي في الآلات الفلكية في مجلدين بباريس سنة ١٨٣٥ مع الرسوم، وله عدة مقالات في الفلك والأزياج العربية، بعضها منشور في المجلة الأسيوية الفرنساوية، وبعضها في كتب على حدة.
- (٢) كوسين دي برسفال Perceval الأب توفي سنة ١٨٣٤، وابنه توفي سنة ١٨٧١، وكان الوالد أمين المخطوطات الشرقية في مكتبة باريس الأهلية، وعلَّم اللغة العربية في مدرستها، وله كتب عديدة في آداب العرب وتاريخهم، ونشر بعض كتبهم وترجم بعضها، واشتهر الابن خصوصًا بكتابه العرب قبل الإسلام في الفرنساوية في ثلاثة مجلدات، طُبِع في باريس سنة ١٨٤١.
- (٣) جوبير Jaubert الفرنساوي نقل جغرافية الإدريسي إلى اللغة الفرنساوية في مجلدين، طُبِع في باريس سنة ١٨٤٠، وترجم تاريخ غانة، وله عدة مقالات منشورة في المجلة الأسيوية.
- (٤)
فريسنل المتوفى سنة ١٨٥٢، وقد وجه اهتمامه إلى العرب الجاهلية، وله فيها مقالات هامة في المجلة الأسيوية، وبعضها طُبِع غير مرة.
- (٥) دي فيرجه Des Vergers المتوفى سنة ١٨٦٧، نشر مؤلفات عربية، وألَّف كتابًا في تاريخ العرب قبل الإسلام وبعده، طُبِع في باريس سنة ١٨٤٧.
- (٦) رينو Reinaud المتوفى سنة ١٨٦٧ اقتفى آثار أستاذه دساسي في الشرقيات، ولا سيما العربية، وكان أمينًا على المخطوطات الشرقية في مكتبة باريس، فساعده ذلك على التوسع في الدرس، وتولى تدريس اللغة العربية في مدرسة اللغات الشرقية الحية بعد دساسي، ثم صار رئيسًا لها، ونقل كتبًا عربية إلى اللغة الفرنساوية، ونشر كتبًا أخرى، منها تقويم البلدان لأبي الفداء مع ترجمة فرنساوية، وألَّف في المخطوطات العربية، وفي العلائق التجارية بين الروم والشرق، وعن فن الفسيفساء عند العرب، وعن اللغة العربية في سوريا سنة ١٨٥٧، وعن النار اليونانية، وفن الحرب عند العرب، وغير ذلك من المقالات نشرت في المجلات الشرقية، وله كتاب في فتوح العرب بفرانسا طُبِع في باريس سنة ١٨٣٦، ونشر كتبًا عربية هامة، منها كتاب في الرحلات العربية والتجارية إلى الشرق الأقصى في القرن التاسع للميلاد، طُبِع في باريس سنة ١٨٤٥ بعناية لانجليس مع ترجمة فرنساوية لرينو، ويعرف بسلسلة تواريخ، ونشر منتخبات عربية عن تاريخ الصليبين، وغير ذلك.
ومن معاصري دساسي أو تلاميذه من غير الفرنساويين جماعة من خيرة المستعربين، فمن الألمانيين: روديغر ويوالد وكورسغارتن وكلنيتز، أصدروا المجلة الشرقية الألمانية، غير ما كتبوه من المقالات والكتب.
إتيان كاترمير Etienne Quatremere وُلِد سنة ١٧٨٢ وتوفي سنة ١٨٥٧
ولما توفي دساسي أصبح كاترمير إمامًا في تلك العلوم، وقد أدهش الناس بأبحاثه وأعماله، وكثرة ترجماته ومؤلفاته، وما تولى نشره من الكتب الهامة، فقد ترجم تاريخ المماليك للمقريزي في أربعة مجلدات، علَّق عليها الحواشي، طُبِع في باريس سنة ١٨٤٥، ومن أهم مؤلفاته كتاب في ملاحظات تاريخية وجغرافية هامة طُبِع في باريس سنة ١٨٦١، ومقالات كثيرة في آداب العرب والإسلام نُشِرت في المجلة الأسيوية، أو في كتب على حدة، ونشر مقدمة ابن خلدون، ومنتخبات أمثال الميداني، وكتاب الروضتين، وألَّف في آثار القبط والبابليين والسامرة، وله ترجمات عن التركية، وغير ذلك، وله تلاميذ ومريدون كثيرون.
(٥) المستشرقون في النصف الثاني من القرن ١٩ إلى الآن
كان الاستشراق أو الاستعراب في النصف الأول من القرن التاسع عشر خاصًّا بالفرنساويين تقريبًا، ثم اشترك فيه غيرهم من أمم أوربا، وإليك خلاصة تاريخ ذلك عند كل أمة.
الفرنساويون
-
(١)
بيرون Perron: بحث في آداب الجاهلية وأخلاقهم، وله كتاب في نساء العرب قبل الإسلام وبعده، طُبِع في باريس سنة ١٨٥٨، وترجم بعض أشعار الجاهلية، وكتب مقالات في آداب العرب في المجلة الأسيوية، وترجم كتاب الصناعتين للناصري في الفروسية إلى الفرنساوية، طُبِع في باريس سنة ١٨٦٠، ونقل كتاب خليل بن إسحق في الفقه المالكي، وغيره.
-
(٢)
دي سلان de Slane: المتوفى سنة ١٨٧٩، كان همه متجهًا على الخصوص إلى تاريخ البربر في شمالي إفريقيا، وألَّف فيهم كتابًا في ستة مجلدات كثير الفائدة، ثم درس ابن خلدون، وترجم مقدمته إلى الفرنساوية، وكان كاترمير قد باشر ترجمتها قبله، فأتمها وطبعها مع الترجمة في ستة مجلدات، وترجم تاريخ البربر لابن خلدون في أربعة مجلدات طُبِع في باريس، ومن مؤلفاته فهرس مشروح لمخطوطات باريس الشرقية، أتمه ونشره ديرنبورج سنة ١٨٨٣، وترجم كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان إلى الفرنساوية، صدر الجزء الأول منه سنة ١٨٤٢ في باريس، وديوان امرئ القيس وترجمته نقلًا عن الأغاني مع ترجمتها الفرنساوية، طُبِع في باريس سنة ١٨٣٧، وله مقالات كثيرة في البربر وآدابهم، وغير ذلك في المجلة الأسيوية.
-
(٣)
شربونو Cherbonneau: المتوفى سنة ١٨٨٢، اشتغل بتنظيم مدارس الجزائر، وعلَّم في بعضها، وحسَّن التعليم العربي، وعمل على إحياء الآداب العربية، وصنَّف كثيرًا من الكتب المدرسية، ومعجمًا في الفرنساوية والعربية على لغة أهل الجزائر، ونقل كتبًا عربية إلى الفرنساوية منها رحلة العبدري، وتاريخ ابن حماد، وله مؤلفات كثيرة في تواريخ العرب منشورة في المجلة الأسيوية الفرنساوية.
-
(٤)
باربيه دي مينار: المتوفى سنة ١٩٠٨، ترجم مروج الذهب إلى الفرنساوية، وله معجم تركي فرنساوي صدر الجزء الأول منه سنة ١٨٨٥ بباريس، ومعجم تاريخي جغرافي أدبي بالفرنساوية عن بلاد فارس وما يليها، نقلًا عن معجم البلدان وغيره، طُبِع في باريس سنة ١٨٦١، وكتاب في الشعر الفارسي، ومقالات في المجلة الأسيوية.
-
(٥)
ديرنبورج Derenbourg: يوجد اثنان بهذا الاسم: يوسف ديرنبورج المتوفى سنة ١٨٩٥، وابنه هرتويك ديرنبورج المتوفى سنة ١٩٠٨، وتعاصرا زمنًا يعملان معًا في خدمة آداب الشرق، ولا سيما اللغات السامية، وخصوصًا العربية.
الألمانيون
- (١) فرايتاغ Freytag: المتوفى سنة ١٨٦١، كان عالي الهمة، تلقى اللغات الشرقية على دساسي في باريس، وتولي تدريسها في كلية بون، وأخذ في التأليف عن العرب ولغتهم وآدابهم، فألَّف في الألمانية كتابًا عن اللغة العربية في الجاهلية والإسلام، طُبِع في بون سنة ١٨٦١، ومعجمًا في العربية واللاتينية في ٤ مجلدات، جمع فيه ما اختار من الصحاح والقاموس وغيرهما، ونشر حماسة أبي تمام مع ترجمة لاتينية، عليها شرح التبريزي في جزئين، طُبِع في بون سنة ١٨٥١، ونشر حِكَم لقمان مع ملاحظات لاتينية، وكتاب ابن عربشاه فاكهة الخلفاء، وكتاب المنتخب من تاريخ حلب، وأمثال الميداني مع ترجمتها اللاتينية في ٣ مجلدات، ورحلة عبد اللطيف البغدادي في مصر، وله كتب أخرى ومقالات في مواضيع مختلفة.
- (٢) كوسغارتن Kosegarten: البروسياني، أتقن العربية على دساسي، وكان بارعًا فيها وفي الفارسية والتركية، ونشر كثيرًا من مخطوطات باريس الشرقية، منها مجلد من الأغاني مع ترجمة لاتينية، ومجلدان من الطبري مع ترجمة لاتينية، ونشر بعض أشعار الهذليين، ومنتخبات عربية، غير اشتغاله باللغات الفارسية والهندية.
- (٣) وبكي Woepcke: من أهل ليبسك، توفي شابًّا سنة ١٨٦٤، كانت له عناية خاصة في الرياضيات العربية، ورحل إلى برلين لهذه الغاية، ونشر رسالة الخيامي في الجبر مع ترجمتها الفرنساوية، وكتب مقالات في الهندسة العربية وغيرها نُشِرت في المجلة الأسيوية الفرنساوية، ولخَّص كتاب الجبر والمقابلة المعروف بالفخري لأبي بكر الكرخي مع مقدمة في الجبر عند العرب، طُبِع في باريس سنة ١٨٥٣، وكتاب في الحساب الهندي بالغرب، طُبِع في باريس سنة ١٨٥٩، ونشر كثيرًا من الكتب الرياضية مع ترجمتها.
- (٤) سليمان منك Munk: البروسياني المتوفى سنة ١٨٦٧، هو عالم في اللغات الهندية والعربية، وزار سوريا ومصر، وكفَّ بصره في أواخر أيامه، وألَّف كتابًا في جغرافية فلسطين وآثارها وتاريخها، طُبِع في باريس سنة ١٨٤٥، وله مؤلفات عديدة في الفاريسية والعربية والعبرانية، ومقالات عديدة في المجلات الأسيوية.
- (٥) غوستاف فلوغل Flüegel: من سكسونيا توفي سنة ١٨٧٠، تلقى العلم في ليبسك، وأتقن اللغة العربية في باريس، ورحل إلى فينا، ودرس مخطوطاتها ومخطوطات باريس وغيرهما، وعاد إلى بلده في ساكس وتولى التدريس فيه، وله عناية كبيرة في نشر الكتب الهامة بالعربية بإشارة بعض أمراء بلده، أهمها كشف الظنون في سبعة مجلدات مع ترجمتها اللاتينية، وقد تقدم ذكرها، وكتاب الفهرست لابن النديم أتمه بعده روديغر وأوغست مولر، ووصف مخطوطات فينا العربية والفارسية والتركية في ثلاثة مجلدات، ونشر مؤنس الوحيد للثعالبي، وطبقات الحنفية لقطلوبغا، وتعريفات الجرجاني في ليبسك سنة ١٨٤٥، والقرآن ونجوم الفرقان وهو فهرس للقرآن طُبِع في ليبسك، غير ما ألَّفه في لغته عن العرب وآدابهم، وله مقالات كثيرة في المجلات الشرقية، وكتاب في نحويِّي البصرة والكوفة، طُبِع في ليبسك سنة ١٨٦٢، وكتاب في الكندي فيلسوف العرب طُبِع هناك سنة ١٨٥٧.
- (٦) فلايشر Fleischer: المتوفى سنة ١٨٨٨، كان أستاذًا كبيرًا في ليبسك، وكان إمام عصره في العلوم الشرقية، كما كان دساسي وكاترمير في فرنسا، وكان يكاتب أدباء سوريا وينشر كتاباتهم في المجلة الشرقية الألمانية، وألَّف في الآداب الشرقية كتبًا كثيرة، حتى قالوا إنها تزيد على مائة كتاب، منها فهرست المخطوطات الشرقية في درسدن، ومقالات عديدة في اللغة العربية ولهجاتها في المجلات الألمانية، وقد نشر تفسير البيضاوي في ٣ مجلدات مع الفهارس الأبجدية، والمفصل للزمخشري، وبعض كتاب ألف ليلة وليلة، وبعض تاريخ أبي الفداء، وغير ذلك.
- (٧) ديتريتشي Dietrici: المتوفى سنة ١٨٨٨، نشر رسائل إخوان الصفا، ونخبًا من يتيمة الدهر للثعالبي عن المتنبي وسيف الدولة، ونشر ديوان المتنبي سنة ١٨٦١، وإلهيات أرسطو، وفلسفة الفارابي، وغيرها.
- (٨) غستاف وايل Weill: المتوفى سنة ١٨٨٩، اشتهر بتاريخ الخلفاء بالألمانية في خمسة مجلدات، وقد ترجم سيرة ابن هشام إلى الألمانية في مجلدين، طُبِع في ستتغارت سنة ١٨٦٤.
- (٩) البارون فون كريمر von Kremer: المتوفى سنة ١٨٨٩، ويعرفه قراؤنا بما ذكرناه عنه في تاريخ التمدن الإسلامي، نزل سوريا ومصر، وعلَّم العربية في بلاده، ونشر نحو ٢٠ كتابًا عربيًّا، منها: كتاب الاستبصار، وكتاب المغازي، والأحكام السلطانية، وغزوات الواقدي وغيرها، وله مؤلفات في الألمانية عن العرب والمسلمين جزيلة الفائدة، أهمها تاريخ التمدن الشرقي في مجلدين طُبِع في فينا سنة ١٨٧٥، وتاريخ الفِرَق الإسلامية في مجلد طُبِع في ليبسك سنة ١٨٦٨، وكتاب في آثار اليمن ونحوها طُبِع في ليبسك سنة ١٨٦٥، وجباية الدولة العباسية لسنة ٣٠٦ﻫ طُبِع في فينا سنة ١٨٨٧، وكتاب في الأرض الإسلامية، وغير ذلك من المقالات في المجلات.
- (١٠) توربكي Thorbecke: المتوفى سنة ١٨٩٠، نشر كتاب الملاحن لابن دريد، ودرة الغواص للحريري، وكتاب النحو للصباغ، والمفضليات، وترجمة عنترة، وغير ذلك.
- (١١) فردينان وستنفيلد Wüestenfeld: المتوفى سنة ١٨٩٩، هو من أكثر المستشرقين عملًا في نشر الكتب العربية، كان من أساتذة غوطا، ويزيد عدد منشوراته ومؤلفاته على مئتي كتاب. وأهم ما نشره من الكتب العربية: طبقات الحفاظ للذهبي، سيرة ابن هشام، وفيات الأعيان لابن خلكان، كتاب الاشتقاق لابن دريد، معجم البلدان لياقوت، معجم ما استعجم للبكري، تهذيب الأسماء للنووي، تهذيب الأنساب للسمعاني، المشترك لياقوت، عجائب المخلوقات للقزويني، أخبار قبط مصر للمقريزي، كتاب المعارف لابن قتيبة، تواريخ مكة في ٤ أجزاء، سيرة فخر الدين المعني، مختلف القبائل لابن حبيب، تعبئة الجيوش لإليانوس وغيرها، غير ما ألَّفه بالألمانية عن العرب وآدابهم وتاريخهم، منها: كتاب في الصوفية، آخَر في حروب اليمن والأتراك في القرن السابع عشر، تاريخ المدينة ومكة، النزاع بين هاشم وعبد المطلب، جداول أنساب العرب بشكل المشجر، تراجم أطباء العرب، الإمام الشافعي، ما نقله الإفرنج عن العرب من العلوم، مؤرخو العرب ومؤلفاتهم، وغير ذلك.
- (١٢) إدوارد غلازر Glaser: وُلِد في بوهيميا سنة ١٨٥٥، وتوفي سنة ١٩٠٨، واشتهر على الخصوص بارتياد بلاد العرب، والتنقيب عن آثار اليمن، وألَّف في ذلك عدة كتب استفدنا منها في تأليف كتابنا تاريخ العرب قبل الإسلام، بعضها في آثار العرب، والبعض الآخر في لغاتهم وتاريخهم وجغرافيتهم بالإسناد إلى الآثار المنقوشة، وغير ذلك.
النمساويون
الهولنديون
-
(١)
جونبول Juynboll: المتوفى سنة ١٨٦١، كان من رجال الدين، وتمكن من اللغة العربية، وبرع فيها حتى تولى تدريسها في كلية ليدن، ونشر قصائد المتنبي ومعاصريه في مدح سيف الدولة مع ترجمة لاتينية، وكتاب الجبال والأمكنة للزمخشري، ومراصد الاطلاع مختصر معجم البلدان سنة ١٨٥٩ في ليدن، وكتاب النجوم الزاهرة لأبي المحاسن تغري بردي، وكتاب الخراج لابن آدم. وكان له ولد عمل عمله في خدمة اللغة العربية، فنشر كتاب التنبيه في الفقه للشيرازي مع ترجمة لاتينية، وكتاب البلدان لليعقوبي، وغير ذلك.
-
(٢)
دوزي DOZY: المتوفى سنة ١٨٨٣، كان اشتغاله بالأكثر عن الأندلس، فألَّف في تاريخها وأدبها كتبًا هامة، منها: كتاب الدول الإسلامية في الفرنساوية، وآخَر في آداب الأندلسيين، وألَّف معجمًا عربيًّا جعله ملحقًا للمعجمات العربية، ذكر فيه الألفاظ العربية التي لم ترد فيها، وهو كبير في مجلدين، ونشر تاريخ ابن زيان، وتاريخ المعجب للمراكشي، والبيان المغرب لابن عذاري، وجغرافية الإدريسي، وغير ذلك.
-
(٣)
دي يونغ de Jong: المتوفى سنة ١٨٩٠، من أساتذة كلية أوترخت، وكان يشتغل مع دي غوية الآتي ذكره في وصف مخطوطات ليدن، وقد نشر كتاب المشتبه ولطائف المعارف، وغيرهما.
-
(٤)
دي غوية de Goeje: المتوفى سنة ١٩٠٩، كان أستاذًا في جامعة ليدن، وُلِد في قرية من قرى هولندا سنة ١٨٣٦، وكان أبوه عالمًا في اللغات، فأعده للاشتغال في العلوم اللغوية، فأتقن أهم اللغات الأوربية القديمة والحديثة، واللغات الشرقية ولا سيما السامية، أتم دروسه في جامعة ليدن، واشتغل بوضع الفهرس لمكتبتها، ثم تعين أستاذًا فيها، وتفرغ على الخصوص لنشر المؤلفات العربية الهامة، وهو يتولى تصحيحها وضبطها، فنشر منها جانبًا عظيمًا، أهمها: فتوح البلدان للبلاذري، وصف إفريقيا والأندلس للإدريسي بالاشتراك مع دوزي، ديوان مسلم بن الوليد، المكتبة الجغرافية العربية في ثمانية مجلدات، وتشتمل على مؤلفات أهم جغرافيِّي العرب حوالي القرن الرابع للهجرة، تاريخ الطبري الكبير في خمسة عشر مجلدًا، ألحقها بمجلد للفهارس، وألَّف مذكرات في التاريخ والجغرافية الشرقيَّيْن في عدة مجلدات في اللغة الهولندية، ونال شهرة واسعة في عالم المستشرقين، وشهد أهم مؤتمراتهم، وكان عضوًا في أهم المجامع العلمية الشرقية في ليدن وغيرها.
-
(٥)
فان فلوتن: المتوفى سنة ١٩٠٩ نشر كتاب مفاتيح العلوم للخوارزمي، ومعظم رسائل الجاحظ.
الإنكليز
-
(١)
كورتن Cureton: المتوفى سنة ١٨٦٤، كان مبشرًا إنكليزيًّا، تخرَّج في كلية أكسفورد، وأكثر اشتغاله في السريانية، لكنه خدم اللغة العربية، ونشر كتاب الملل والنحل للشهرستاني في لندن سنة ١٨٤٢، وعقيدة أهل السنة للنسفي في لندن سنة ١٨٤٣، ومنتخبات من طبقات الأطباء وغيرها، نشرت في المجلة الأسيوية الإنكليزية.
-
(٢)
إدوارد لين Ed. lane: المتوفى سنة ١٨٧٦، هو من أعظم مستشرقي الإنكليز وشغله خاص باللغة العربية، نبغ أولًا في الرياضيات، وكان في العزم إدخاله جامعة كمبريدج، لكنه أحس بضعف في بنيته فتحول إلى الأسفار، فنزل مصر أقام فيها ثلاث سنين، ألَّف في أثنائها كتابًا في وصف مصر لم يُنشَر، وإنما نشر بعد ذلك كتاب ألَّفه عن آداب المصريين وعاداتهم، بعد أن قضى أعوامًا عديدة في القاهرة، واختلط بأهلها وعاشرهم ودرس أحوالهم، وهو أحسن كتاب في موضوعه، مع دقة الوصف عن كل ما يتعلق بمصر وأحوالها وأهلها وعاداتهم وأخلاقهم في عصره، وأشهر مؤلفاته قاموسه العربي الإنكليزي، وقد تقدم ذكره في كلامنا عن تاج العروس من هذا الكتاب، وله ترجمة نفيسة لألف ليلة وليلة في ٣ مجلدات كبيرة، ومنتخبات من القرآن، ومقالات، وكتب بالإنجليزية عن الآداب الإسلامية.
-
(٣)
بالمر Palmer: المتوفى سنة ١٨٨٣ كان من أساتذة كمبريدج، وله مؤلفات عديدة، ونشر ديوان البهاء زهير مع ترجمته إلى الإنكليزية، وقد ترجم القرآن إليها أيضًا.
-
(٤)
رايط Wright: المتوفى سنة ١٨٨٨، وُلِد في الهند، ودرس في إسكتلاندا، وتعلَّم العربية في ليدن على دوزي وبرع فيها، وقد نشر الكامل للمبرد، ورحلة ابن جبير، ومنتخبات شعراء الجاهلية، واستخرج القسم التاريخي من نفح الطيب، وله كتاب تعليم اللغة العربية.
الروسيون وغيرهم
كان الروسيون في أثناء ذلك أقل الأوربيين عناية بآداب الشرق، لكن بعض الكتب الهامة نُشِرت في بطرسبوزج، وفي قازان.
ومن الروسيين أو البولونيين كازيمرسكي البولوني المتوفى سنة ١٨٧٠ صاحب القاموس العربي والفرنساوي، وقد نقل القرآن إلى الفرنساوية، ونشر كتبًا عربية.
ومن أشهر المستشرقين الأسبان غانيكوس، نشر ملخص نفح الطيب في الإنكليزية، وطبعه في مجلدين، ونشر كليلة ودمنة وغيرها.
ومن المستشرقين الأسوجيين تورنبرج، طبع ابن الأثير طبعة كاملة بفهارس، وكتاب الأنيس المطرب في تاريخ فاس، وغيرهم كثيرون.
(٦) المستشرقون المعاصرون
وهناك طبقة من المستشرقين المعاصرين ترد أسماؤهم في الهلال وغيره من مؤلفاتنا، ولهم أفضال على الآداب العربية، فرأينا أن نعرفهم إلى القراء إيفاءً للبحث، وإليك أشهرهم:
الأستاذ مرجليوث الإنجليزي D.S. Margoliouth
الأستاذ براون الإنجليزي Ed. G. Browne
الأستاذ براون من أساتذة جامعة كمبريدج، وقد جاء ذكره في الهلال مرارًا، وله اطِّلاع واسع في اللغات الشرقية، ولا سيما اللغات العربية والفارسية والتركية، لكنه منصرف على الخصوص إلى الفرس وآدابهم وتاريخهم وسائر أحوالهم، يتعصب لهم على قومه، وله في ذلك كتب عديدة بين نشر وترجمة وتأليف وتصحيح، نكتفي بالإشارة إلى أهمها:
ومما صححه ونشره: تذكرة الشعراء لدولتشاه السمرقندي، لباب الألباب للعوفي بالفارسية، تاريخ طبرستان، نقطة الكاف في تاريخ الباب وأصحابه، غير ما نشره من المقالات والرسائل في المجلة الأسيوية الإنكليزية، وهي نحو عشرين رسالة، وهناك رسائل عديدة في المطالب السياسية أكثرها في الدفاع عن الفرس، وطلب حقوقهم المغصوبة في جرائد مختلفة.
الأستاذ نولدكي الألماني Theodor Nöeldeke
الأستاذ هارتمن الألماني
هو أستاذ اللغة السريانية والدروس الإسلامية في مدرسة اللغات الشرقية في برلين، له رحلات هامة في أواسط آسيا، وأبحاث في أحوال تلك البلاد ولغاتها، وفي الإسلام، وله كتاب في العرب، وآخَر في تركستان الصينية وأحوالها وتاريخها ونظامها، وفي نحو اللغة الشاغطائية، والنثر العبراني، وفي الإسلام وتاريخه، والشرق الإسلامي، وكلها في الألمانية، وله كتاب في الصحافة العربية في اللغة الإنكليزية، وغير ذلك.
الأستاذ غولتزير المجرى I. Goldziher
الأستاذ هيوار الفرنساوي Cl. Huart
ونشر كتبًا هامة من مؤلفات العرب مع ترجماتها أو بدونها، منها: كتاب الخليقة لأبي زيد البلخي مع ترجمته الفرنساوية في ٤ مجلدات، نقوش عربية وفارسية على مسجد كايفونغفو مع ترجمتها، خطوط الشرق الإسلامي، أنيس العشاق لشريف الدين الرومي، وغيرها.
وله مقالات كثيرة في المجلة الأسيوية الفرنساوية، وغيرها في آداب العرب والفرس والترك والإسلام، وانتقادات وأبحاث ومقالات عديدة يضيق المقام عنها، وهو الآن أستاذ اللغة العربية في مدرسة اللغات الحية في باريس.
الأستاذ هورغرونجي الهولندي Snouck-Hurgronje
هورغرونجي أستاذ اللغة العربية في جامعة ليدن، وقد رحل إلى بلاد العرب سنة ١٨٨٤–١٨٨٥، ووصل إلى مكة متنكرًا، قضى فيها مدة، وهو يميل في كتباته إلى انتقاد الإسلام، وأشهر مؤلفاته: الحاج إلى مكة مصوَّر بالهولندية طُبِع في ليدن، المهدي بالألمانية، أمثال المكيين بالألمانية، مكة وجغرافيتها مع الخرائط في الألمانية في مجلدين، السياسة الفرنساوية في هولندا.
الأستاذ جويدي الإيطالي Ig. Guidi
هذه أمثلة من أعمال المستشرقين في سبيل اللغة العربية وآدابها، ولو أردنا الإتيان على كل أعمالهم لضاق المقام عن ذلك، غير طائفة منهم لم نذكر أسماءهم، بينهم من نشر أو ترجم كتابًا أو بضعة كتب من الكتب العربية الهامة؛ اكتفاء بما تقدم على سبيل المثال.
وهناك طبقة من المستشرقين النقابين الذين تفقدوا الآثار، ونقبوا عنها في اليمن والحجاز ونجد وبصرى وغيرها، ودرسوها أو حلوا رموزها، وهم كثيرون، غير الذين رحلوا إلى بلاد العرب، ودرسوا أحوالها وعادات أهلها وأخلاقهم، وهم كثيرون، أشرنا فيما تقدم إلى نيبوهر وغلازر منهم، على أننا لخصنا أعمالهم في كتابنا تاريخ العرب قبل الإسلام صفحة ١٨–٢٨، وذكرنا أهم مؤلفاتهم في هذه المواضيع، وفي ذلك كفاية.
(٧) المعاجم العربية التي ألَّفها المستشرقون
- (١) معجم جيجاوس: عربي لاتيني، طُبِع في ميلان سنة ١٦٣٢ في ٤ مجلدات.
- (٢) معجم جوليوس: عربي لاتيني، طُبِع في ليدن سنة ١٦٥٣.
- (٣) معجم مانينسكي: ويسمى كنز اللغات الشرقية، عربي وفارسي وتركي ولاتيني وألماني، طُبِع في فينا سنة ١٧٨٠ في ٤ مجلدات.
- (٤) معجم فرايتاغ: عربي ولاتيني، طُبِع في هليس سنة ١٨٣٠–١٨٣٧ في ٤ مجلدات.
- (٥) معجم كازميرسكي: عربي وفرنساوي، طُبِع في باريس سنة ١٨٦٠ في مجلدين.
- (٦) معجم شربونو: عربي وفرنساوي، طُبِع في باريس سنة ١٨٧٦.
- (٧) معجم بادجر: إنكليزي وعربي، طبُعِ سنة ١٨٨١.
- (٨) معجم لين: عربي وإنكليزي، هو أكبر المعاجم العربية للمستشرقين، طُبِع في لندن سنة ١٨٦٣–١٨٩٣.
- (٩) معجم كوش: عربي وفرنساوي، طُبِع في بيروت سنة ١٨٦٢.
- (١٠) معجم أرموند: عربي وألماني، طُبِع سنة ١٨٧٩ في جيسن في مجلدين.
- (١١) معجم جاسلين: فرنساوي وعربي، طُبِع سنة ١٨٨٠–١٨٨٦ في ٣ مجلدات.
- (١٢) معجم إستاينجاس: إنكليزي وعربي، طُبِع في لندن سنة ١٨٨٤.
- (١٣) معجم دوزي: ملحق للمعاجم العربية، طُبِع في لندن سنة ١٨٨١ في مجلدين.
- (١٤) معجم جرجاس: عربي وروسي، طُبِع في قازان سنة ١٨٨١.
- (١٥) معجم بوسيه: عربي وفرنساوي، طُبِع في الجزائر سنة ١٨٨٧.
(٨) عناية المستشرقين بالآداب العربية
(٨-١) عنايتهم في ضبط ما ينشرونه أو ينقلونه
للمستشرقين عناية خاصة فيما ينشرونه من الكتب العربية، وتمتاز منشوراتهم بالضبط ومراجعة الأصول المتعددة من المخطوطات، ويبذلون الجهد في التحقيق، وتعليق الشروح، ويذيلون الكتاب بالفهارس الأبجدية بحيث تتضاعف الفائدة منه، وقد سبقوا المطابع الشرقية عندنا في نشر أكثر الكتب الهامة في التاريخ والأدب وغيرها — كما رأيت — بدءوا بذلك منذ ثلاثة قرون فطبعوا مئات من الكتب العربية، بينها أهم كتب التاريخ والأدب واللغة والشعر والدين وغيرها، وكان معول مطابعنا في نشر تلك الكتب بالأكثر على الطبعات الأوربية بحذف الفهارس والشروح، أو الاختصار فيها.
(٨-٢) فضلهم في تعريف آداب العرب إلى الإفرنج
وللمستشرقين فضل في تعريف الآداب العربية إلى العالم المتمدن بما نقلوه منها، وقد مرت الإشارة إلى ذلك في أثناء هذا الكتاب، ولا سيما في هذا الباب، وإليك إجماله:
ما نقلوه من الشعر
خلاصة ذلك أنهم نقلوا طائفة من نخبة الشعر العربي إلى اللاتينية والإنكليزية والفرنساوية والألمانية، فمما نُقِل إلى اللاتينية: ديوان الحماسة، وأشعار الهذليين، وبعض أشعار الأغاني، ومما نُقِل إلى الفرنساوية دواوين امرئ القيس والنابغة وطرفة بن العبد والخنساء، والبردة للبوصيري، وشعر الفرزدق، وبعض أشعار المتنبي وأبي العلاء. ومما نُقِل إلى الإنكليزية: المعلقات، ولامية العرب، وأشعار الجاهلية، وأشعار عنترة، وديوان البهاء زهير، وبعض أشعار أبي العلاء. ومما نُقِل إلى الألمانية: المعلقات، وديوان لبيد، وتائية ابن الفارض، وشعر ابن قيس الرقيات، وبعض ديوان أبي فراس، غير ما نُقِل إلى اللغات الأخرى.
ما نقلوه من كتب الأدب واللغة
ومما نقلوه من كتب الأدب واللغة إلى الفرنساوية: أطواق الذهب للزمخشري، ملحة الأعراب، ألف ليلة وليلة، مقدمة ابن خلدون، مقامات الحريري، الآجرومية، كليلة ودمنة، كتاب المستطرف. ونقلوا إلى الإنكليزية: مقامات الحريري، أدب الكاتب، ألف ليلة وليلة، رسالة حي بن يقظان، تاج العروس، كليلة ودمنة. ومما نُقِل إلى الألمانية: أطواق الذهب، كتاب سيبويه، ألف ليلة وليلة، كليلة ودمنة، عجائب المخلوقات، وغيرها.
ما نقلوه من كتب التاريخ ونحوها
ونقلوا إلى لغاتهم أهم كتب التاريخ منها: أبو الفداء، مختصر الدول، الإفادة والاعتبار، كشف الظنون، تاريخ الطبري، المكين، نُقِلت إلى اللاتينية. وابن خلكان، تاريخ اليمن لعمارة، تاريخ الخلفاء للسيوطي، رحلة ابن بطوطة، ابن حوقل، نفح الطيب، نُقِلت إلى الإنكليزية. وأبو الفداء، مروج الذهب، طبقات الأطباء، تاريخ المماليك للمقريزي، الفخري، جغرافية الإدريسي، تاريخ البربر، ابن خلكان وغيرها، نُقِلت إلى الفرنساوية. وسيرة ابن هشام، كتاب المغازي، كتاب الإكليل، وغيرها إلى الألمانية.
غير ما نقلوه من كتب الشرع الإسلامي، فالقرآن نُقِل إلى أهم لغات أوربا مرارًا، وتفسير البيضاوي، ومشكاة المصابيح نُقِلا إلى الإنكليزية، وفتح القريب، والدرة الفاخرة، ومختصر خليل نُقِلت إلى الفرنساوية، ومقاصد الفلاسفة نُقِل إلى الألمانية.
غير ما ألَّفه المستشرقون في لغاتهم عن العرب وتاريخهم وآداب لغتهم، منها نخبة حسنة تدل على درس وتحقيق في تاريخ العرب والمسلمين وآداب اللغة، وقد ذكرنا طائفة من تلك الكتب في كتبنا تاريخ التمدن الإسلامي، وتاريخ آداب اللغة العربية، وتاريخ العرب قبل الإسلام، في اللغات الثلاث الفرنساوية والإنكليزية والألمانية، غير ما نشروه من ذلك في مجلاتهم الشرقية المتقدم ذكرها في أثناء عشرات من السنين.
وغير فضلهم في حفظ المخطوطات العربية في المكاتب الكبرى في عواصم بلادهم كما تقدم.
(٨-٣) المؤتمرات الشرقية
ومن مساعيهم في سبيل اللغة العربية عقد المؤتمرات الشرقية، يدعون إليها قهارمة الآداب الشرقية من أطراف العالم، وبلغ عدد هذه المؤتمرات إلى الآن ١٥ مؤتمرًا، أقدمها مؤتمر باريس سنة ١٨٧٢، وتوالى عقد المؤتمرات العربية في لندن وبطرسبنورج وفلورنس وبرلين وليدن، وفينا وستوكهلم وجنيف ورومية وهمبورج وجزائر الغرب وأثينا وغيرها، واشتركت الحكومة المصرية في كثير منها.