مريم الحبيبة
مريم موسى، التي أطلق عليها القائد شارون لقب مريم المجدلية، وفيما بعد أسماها عيسى ود مريم: بمريم الحبيبة، حضرت الحرب الشعواء التي دارت بين قوات شارون وقوات الحكومة، حيث إن الحكومة نفَّذت هجومًا على ما يسميه شارون وجنده المدينة، استخدمت فيه الطيران والمشاة، واعتصم شارون بحصنه المتين محميًّا بالسلسلة الجبلية وبعض الخنادق في المنطقة المفتوحة ولواء الألغام البشرية والثقيلة المشركة جيدًا، كما أن الجميع قاموا بلبس الواقي الكيميائي؛ اتقاء مفاعيل الغاز المسبب للإسهالات والإغماء طويل الأجل، وهو سلاح شديد الأثر في المواقع المغلقة ذات التهوية الردئية، مثل الموقع الذي يتحصَّنون فيه المحاط بالجبال، ويبدو كوعاء صخري ضخم. بل استطاع صائدو الطيران أن يسقطوا مروحية أبابيل ومقاتلة ميج صغيرة، وهذا كان كافيًا أن توقف الحكومة الهجوم الجوي، واكتفت بحرب برية لم يتحقق لها فيها الانتصار، وقد قام شارون بأسر عشرة من الجنود من مقدمة الهجوم الحكومي، قبل أن تنسحب القوات الحكومية متجهة نحو زالنجي، وشارون كعادته لا يطارد المنسحبين بجيشه، ولكنه يمطرهم بقذائف الدوشكا إلى أن يختفوا من الأنظار، وقد يصيبهم بخسائر كثيرة بذلك.
عرفت مريم الحبيبة من الأسرى أن رجلًا يدعي أنه المسيح ابن مريم قد ظهر في نواحي جبل أم كردوس شرقي نيالا، وأن بعض الرجال قد تبعوه، من يومها أخذت مريم تعد العدة للالتحاق به، وقد أخبرت شارون بذلك، ولو أنه كان يظن أن مسألة هذا المسيح لا تعدو أن تكون تكرارًا للنبي عيسى بنيالا في ١٩٢١، أو الدعوات العيسوية الكثيرة في وسط السودان وغرب أفريقيا، وقال لها: قد لا يكون أكثر من درويش مهدوي جاء متأخرًا، أحد المحبطين الذين تفرقت بهم السبل، فأخذوا يطرقون أبواب الحلول الطوباوية والخرافات. أما عن نفسه فهو لا يؤمن بنبي بعد الرسول محمد ﷺ، ولا يظن أن الناس في حاجة لنبي: إنهم يحتاجون لسلاح يقاومون به الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، ويحفظون به ما تبقَّى من نسلهم من الانقراض، وضحك ضحكته الرهيبة.
قالت له بصدق: أنا منتظراه من زمن، وأحس بأنه هو، هو ذاته.
قال لها: الله يكون في عونك.
ولم يتحدَّث كلاهما عن رؤيتها الغريبة التي تعتبرها سرَّها الأعظم الذي أباحت به له وحده في يوم ما. تبرعت لها عبد الرحمن بفرسها، وأعدَّ لها النساء بالمعسكر بعض الأطعمة الجافة التي يحملها المسافرون معهم، وخوفًا من أن يلتقي بها الجنجويد في الطريق أو القوات الحكومية، وقد رسم لها شارون خارطة طريق جيدة، ودعمها باثنين من خيرة جنوده وأكثرهم كفاءة، وكان من بينهم شيكيري توتو كوه، وطلبت عبد الرحمن أن تذهب في صحبتها إلى تخوم نيالا، فهي لمن تنسَ الطريق التي سلكتها للمعسكر قبل شهور طوال بمساعدة العم جمعة ساكن، وقبل أيضًا شارون اقتراح عبد الرحمن بأن القوة كلها تكون من النساء، وأن يبقى شيكيري بالمعسكر، بذا تحركت مريم في رفقتها عبد الرحمن وآسيا وناديا، وهنَّ مقاتلات شجاعات خَبَرْنَ حروبًا كثيرة ونجون كثيرًا، وقعت آسيا في الأسر مرتين وهربت في المرتين، وعادت إلى ميدان المعركة، وكان هروبها داويًا جدًّا في المرة الأخيرة؛ لأنها استطاعت أن تأخذ معها أسيرًا وهو الحرس المكلف بحراستها، كان بإمكانها أن تقتله، ولكنها أبقت على حياته لسبب واحد فقط هو أنه: الجندي الوحيد الذي لم يغتصبها ولم يتحرَّش بها، وهو من قبيلة عربية استخدمتها الحكومة في الحرب كثيرًا، ولكنه ظل نقيًّا ونظيفًا، وهي دائمًا ما تحب أن تتحدث عنه بهذه اللغة، آسيا غير متزوجة، ولها طفلة واحدة، بالمدرسة الابتدائية بالخرطوم بحري تقيم مع جدتها.
ناديا، لم تؤسر، ولم تأسر أحدًا، ولكنها شاركت فيما لا يُحصى عدده من معارك، وهي أقدم في ميدان المعركة من آسيا وعبد الرحمن، لا تفوقها في ذلك سوى مريم المجدلية، ولناديا زوج مقاتل وطفلان أعادتهما لأسرتها بنيالا، وهما ولد وبنت في الثامنة والعاشرة من عمريهما؛ البنت أكبر سنًّا، وتقول ناديا: إنها تحارب من أجل طفليها لا أكثر: أن يعيشا في بلد خالية من الجنجويد والعنصرية.
مريم كانت أكثر سعادة من أي وقت مضى، وتبتسم كلما تذكرت سرها الذي تقاسمته مع شارون؛ فهي عندما انضمت لشارون كانت تظن أنه النبي عيسى الذي حلمت به كثيرًا جدًّا، النبي الذي يخلص دارفور من قبضة الحكومة ومرتزقتها الجنجويد، ويعيدها لمجدها وسلامها القديم ولحياة الأمن والمحبة التي كانت بين العرب وبقية الدارفوريين منذ قديم الزمان. لقد حلمت بمسيح دارفوري يفعل ذلك، بل إنها رأته في رؤيا صادقة آمنت بها. مريم من أسرة تنتمي لإحدى القبائل العربية القديمة، التي وفدت دارفور منذ سُقوط دويلات الأندلس، وتحالفت وتصاهرت مع الفور والتنجور؛ مما وفَّر لها سُبل الإقامة في أودية جبل مرة وتحوَّلت للنشاط الزراعي بدلًا عن الرعي، واستبدلت إبلها بأبقار وماعز وضأن.
سمعت كثيرًا بشارون، عن انتصاراته على الجنجويد وقوات الحكومة، ويَحكي الناسُ عنه بطريقة تظهره كأحد أساطير العالم الحديثة، ولكنها عندما أقامت معه واقتربت منه أكثر تبيَّن لها أن شارون لا ينفع أن يكون غير قائد عسكري، أو رجل دين عادي، كان الدين يختلط في رأسه بالسياسة بالبندقية بالتحرر، ولو أنه لم يشترك في حروبات الدولة السودانية ضد سكان الجنوب في القرن الماضي، تلك الحروبات التي تصفها بالقذرة، وقد أزهقت أرواح مليونين من الرجال والنساء والأطفال، كما فعل كثير من قادة جيوش التحرر في دارفور، إلا أنه لم يكن بعيدًا عن فكرة الجهاد الإسلامي ولو بصورة باهتة؛ فشارون على جانب حبه للضحك ونصب الكمائن للأعداء، كان يرى أن الإسلام هو الحل الوحيد لمشكلات دارفور، روح الإسلام بعيدة عن نماذج الدولة السودانية أو أي نموذج آخر، فهو يحلم بإسلام قد لا يتعارض مع الميثاق العالمي لحقوق الإنسان.
عندما وصلن تخوم مدينة نيالا، ودَّعنها. كان عليها أن تعبر مدينة نيالا إلى جبل أم كردوس، وألا تمر بالمدينة أو يراها أحد الجواسيس أو المتربصين بالثوَّار والمقاتلين، فبإمكان أي إنسان أن يتعرف على هويتها بمجرد أن يراها أو يشم رائحتها، نسبة لقلة الحمام والعمل الشاق في ميادين القتال، وإعطاء الأولوية كلها للدفاع أو الهجوم؛ فإن المقاتلين والمقاتلات لا يلتفتون إلى مسألة النظافة والغذاء، إلا بالقدر الذي يجعلهم يبقون على قيد الحياة؛ مما يجعل رائحة أجسادهم كشميم النسور.
على مريم أن تعبر ما يزيد على المائتي ميل غربًا إلى جبل أم كردوس، وتحتاج هي ويحتاج فرسها للراحة والطعام والماء معًا، وعليها أيضًا ألا تعبر المدينة أو تقترب منها، وأن تتجنَّب المرور بالقرى الكبيرة أو أشباه المدن، وهي ربيبة هذه الأمكنة. كان الأمر ليس بالعسير عليها، والمياه التي تحملها في القربة الجلدية الكبيرة تكفيها وفرسها معًا ليومين آخرين، ولكن عليها أن تقضي النهار قرب أقرب مكان تطمئنُّ له، وقررت أن يكون ذلك المكان هو وادي الدومات؛ منخفض شاسع جنوب جبل أم كردوس، ولكنه يبعد عنه قرابة المائة وخمسين ميلًا، تعرفه جيدًا، وهو شبه غابة من الدوم، ويُقال إنه كان المسكن الأساسي لملك الداجو الأسطوري كسفورو، الذي لولا مكيدة امرأة عجوز لقتل كل رجال قبيلته في سبيل إشباع رغباته الغريبة، وجدَّت بالسير نحو الموقع.
من المتوقع ألا تجد أحدًا هنالك؛ لأن الناس في زمن الحرب أصبحوا لا يبتعدون كثيرًا عن مساكنهم التي هي المدن أو شبه المدن، حفاظًا على حياتهم، وتجنبًا لملاقاة الجنجويد الذين لا يترددون إطلاقًا في قتل من يلتقون به، مدنيًّا كان أم عسكريًّا. أما النساء فإنهم يغتصبونهن ربما إلى الموت أو الإغماء، هي تتوقع أن تلتقي بهم، ولكنها لن تكون لقمة سائغة، ستقاتل بكل شجاعة وبكل ما لديها من خبرات قتالية، وتعرف أنها ستنتصر عليهم، حتى إذا كانوا بالمئات؛ فهي تؤمن بذلك إيمانًا قاطعًا، لا أحد يستطيع أن يحول بينها وأن تلتقي بالسيد المسيح ابن الإنسان، إنها على موعد لا يُؤجل ولا يُفسد معه. كانت الدومات مخضرة كعادتها، ويعمُّ المكان الصمت ما عدا أصوات الطيور وبعض السناجب، ونوس الغصون التي تداعبها الريح الخفيفة، واتخذت لها مكانًا يحمي ظهرها جيدًا، وتصبح فيه هي مواجهة للمخافات المحتملة، وعليها ألا تنام، أن ترتاح فقط لا أكثر، قامت بتكسير قشرة بعض ثمار الدوم للفرس الذي يلتهمها بشهية، وأكلت هي أيضًا منها، ثم نامت، نامت نومًا عميقًا، لا تدري كم من الزمن ظلت نائمة، إلا أنها عندما استيقظت وجدت بالقرب منها نارًا مشتعلة، والمكان مظلم إظلامًا تامًّا لولا تلك النار لما استطاعت أن تتبيَّن الفرس الذي ما زال يأكل بالقرب منها، ولكن هذه المرة في كومة من العُشب الطري، تتسرَّب رائحته إلى أنفها، جاست وهي تفرك عينها، كما لو أنها كانت في حلم، عندما سمعت صوتًا يقول لها، بلكنة حلوة: هل استيقظت يا مريم؟
كان هذا الصوت ليس غريبًا بالنسبة لأذنيها، وعندما اقترب منها، عبر ضوء النار الشحيح استطاعت أن تتبيَّن رجلًا شابًّا له لحية كبيرة ووجه مبتسم مستدير، شهقت وهي تهتف: المسيح ابن مريم.
ابتسم وهو يقول لها بأدب كبير، بأنه من خُلق لأجل المسيح، وقال لها كما قال يوحنا المعمدان ذات مرة: أنا لست سوى خادمه.
ثم أضاف وهو يقترب منها كثيرًا إلى أن شمت عبق الزهور البرية: أنا يحيى يا مريم، هل نسيتِني، يحيى ابن مريم كُويا، جاركم في حي الوادي؟
أطعمها وجبة الجراد المفضلة لديه، وسقاها من العسل المخلوط بالماء وهما شرابه وطعامه منذ سنوات كثيرة؛ أي منذ أن هام بوجهه في فلوات الله الواسعة، يبحث عن معنًى لوجوده بعد أن أجلس ابن الإنسان في كرسي العرش الذي مهَّده له هو بنفسه. كان يرى أن مهمته قد انتهت، وأن مهمة أخرى لا تقل صعوبة قد بدأت، وهي مهمة البحث عن معنًى، معنًى يجعله يعيش ألف سنة أخرى، وألفًا بعدها، ليبشر بسيده أيضًا، في حيوات دُنيا وسماوية كثيرة تنتظر في إبط الأزمنة الحنون.
حدثها بأن الرجل في انتظارها، وأنه يتوقعها في كل لحظة وحين، وقال لها: كلنا من أجل أن نمهد سُبله، وهو جاء لكي يصنع الموكب الذي يعد له الآن.
سألته: ما هو الموكب؟
يبدو أنَّ الفرس كان مستمتعًا بالعشب، قام فسقاه بعض الماء، لاحظت للمرة الثانية أن رائحة جسده لم تكن كرائحة جسدها، رائحته أشبه بشميم الزهور البرية، أما رائحة جسدها فكانت مثل رائحة نسر كاسر قضى العمر يعمل منقاره ومخالبه في الجيف المنتنة، كان خفيفًا وهو يمضي ما بينها والفرس، ما بينها ومائدة الجراد ساري الليل، ما بينها وثمار الدوم التي يقدمها أيضًا للفرس ولها، ما بينها والنار المستعرة، التي يوقدها بنواة الدوم الصلبة. حدثها بأنه يعرف الليل معرفة حميمة، ويعرف النهار، وأنه يعرف الصحراء والغابات والفلوات الشاسعة الممتدَّة من هذه النقطة إلى ما لا نهاية، وأنه يعرف الإنسان والحيوان والجماد والمكان والزمان، وقال لها كل ذلك لم يسعفه في أن يجد معنًى.
قالت له: هل لأن المعنى من الله؟
لم يجبها. قَضَيَا الليل يحكيان عن طفولتيهما في هذه الأنحاء، وعن الناس والحرب اللئيمة، وربما اتفقا أن السيد جاء من أجل أن يمحو سيرة الحرب. في الصباح الباكر وصف لها أقرب الطرق إلى جبل أم كردوس، ومضى.
عندما شاهدت الرجل، استطاعت أن تتعرَّف عليه منذ الوهلة الأولى. لقد بحثت عنه بعيدًا جدًّا، وكان هو أقرب ما يكون، سوف لا يخذلها كما خذلها شارون، إنه هو عيناه تقولان ذلك، بساطته السلام الذي يشعُّ من وجهه كله، الهدوء والبساطة في كل ما يقوم به، إنه لا يضحك مثل شارون بل يبتسم، وهو لا يقيم كمائن وينصب الألغام للأعداء، ولكنه ينصبها من المحبة للمؤمنين به، وعرفت فيما بعد أن ذلك للكافرين به أيضًا، فهو صائد قلوب وأرواح، ليس صائدًا للأجساد والمليشيات، الشيء الوحيد الذي يجمع الرجلين هو كراهيتهما للجنجويد، تلك الكراهية التي لها رائحة تُشم، ولون يُرى، وصرخات تُسمع، وأنين وجحيم. ولقد قال عنهم شارون مرة إنه لا يدري إذا كان الجنجويد قد خلقهم الله الذي خلق الوردة والماء، أم أنهم قد تمَّ تحضيرهم في المعمل مثلهم مثل الجراثيم والقنابل النووية، كأحد أسلحة الحرب.
لأن الجنجويد يفتقدون لأبسط القيم الإنسانية، دعنا من قيم التسامح والحب والجمال. وقد ربطت ذلك فيما بعد بمقولة الرجل الشهير: «أهون لجمل أن يمرَّ من ثقب إبرة من أن يدخل جنجويد ملكوت الله.» وتيقَّنت أن الجنجويد من الأشياء المستحدثة؛ أي روبوتات وليسوا بشرًا؛ لأن مقولة الرجل هذه لا تستقيم مع مسيحيته؛ فالتسامح وعدم الإدانة هما مما يدعو بهما الرجل؛ إذ إن الجنجويد هؤلاء أشياء من تحضير البشر، إنهم من صُنع مخلوق أدنى، في يوم ما سيتأكَّد الناس من ذلك؛ فلا يمكن لروبوت أن يدخل الملكوت، إلا بقدر أن تدخله بندقية أو دبابة.
وعندما شاهدها عرفها، بل إنه يعلم بها منذ أن كان وأن كانت، فناداها بالحبيبة مريم، ونادته بسيدي ابن الإنسان، تعانقا عميقًا وطويلًا وجميلًا، نعم أحبها كما يحب رجل امرأة، فكلاهما بشر، هو رجل وهي امرأة، كلاهما ابن وبنت الإنسان، ويعرف المريدون والمؤمنون به والكافرون به على السواء. إنهما قد عشقا بعضهما البعض منذ زمن ليس بالقريب، سوف لا يدرونه، ولا يَسْألون عنه أو يُسْألون.
قال عنها: هي المُنْتَظرةُ.
وقال عنها: هي المُنَتِظرةُ.
وقال عنها: هي الحبيبة.
وقال عنها: ابحثوا عن مرايمكم هنَّ في انتظاركم كما أنتم في انتظارهن.
وقال لنا: لا تستقيم ولا تعوجُّ الدنيا بغيرها.
قامت مريم بمهامها تجاه الرجل منذ الدقيقة الأولى للقائهما، وترك لها كلَّ ما يخصُّها من شأنه، وتولى هو كل ما يخصها من شأنها. في ذلك الحين كان الذين من حوله رجلين فقط وهي ثالثتهما، على الرغم من ذلك كان الرجل قلقًا جدًّا على المؤمنين به الذين سوف يتكاثرون مثل الجراد حوله، يعلم أن المكان مثل قلبه سيتسع لهم جيمعًا، ولكنه كان يقول لهم: ويلي من محبتكم لي، ويا ويلكم من محبتي لكم.
وعرفوا فيما بعد، أن الحب والكراهية يجريان بذات الشُّريان، ويسقيان ذات الحقل، وعرفوا أن من يحب كمن يكره: يختلط عليه الأمران، ولا يعرف أيهما خيره وأيهما شره، وقد يقبِّل إصبع الشيطان ظانًّا أنها شفة محبوبه.