ذكرى الشيخ محمد عبده
بين يدي الآن جريدة «الماتان» وفيها صورة باستيرو قد كتب بجانبها بالخط العريض ما تعريبه: «الماتان يدعو قُرَّاءَه إلى مساعدته على تنظيم حفلة في باريس للذكرى المئوية التي ستقيمها الحكومة في ستراسبورج»، ويلي ذلك كلمةٌ قيمة عن تاريخ باستيرو العالم الفرنسوي المعروف.
ففي فرنسا تحتفل الحكومةُ بذكرى العلماء، ثم تدعو الجرائد قراءها إلى العمل لشمول تلك الحفلات، أما في مصر فلا تُعنَى الحكومة بشيء من ذلك، ولا تفكر الجرائد في كثير منه أو قليل؛ وأمامنا الاحتفال بذكرى الشيخ محمد عبده، فقد دعا إليه فريقٌ من تلامذته الأوفياء، وتفضلت الجرائدُ فنشرت الخبر بلا تعليق! وهكذا، تموت فينا عاطفةُ إجلال العظمة، وتبجيل العظماء، على أن كبار الرجال لم يعيشوا لأنفسهم، بل عاشوا لأممهم عيشة طافحةً بالشقاء! فبأيِّ قلب نواجه هذا العقوقَ الدميم؟ ومتى نرحم أنفسَنا من هذا التخاذل المرذول.
فباسم العلم والمروءة نقدم إلى من احتفلوا بذكرى الشيخ محمد عبده خالص الشكر ووافر الإجلال «والله لا يضيع أجر المحسنين».