اكتشاف مؤامرة
بعد جهد جهيد اكتشفت الآنسة منيرة المؤامرة التي دُبرت في ظلام القلوب لاغتيال حياتها الأدبية، وقد عرفت بعد البحث والتنقيب أني زعيم هذه المؤامرة!
عفوًا يا مولاتي؛ فإنني بريء! كل شيء يهون إلا حياتك الغالية، ولعل سبب هذه التهمة هو ما جاء في تضاعيف تلك الكلمة التي لوحت بها إليك، كما يلوح بالأصابع للقمر الطالع، فقد ظهرت بمظهر الأستاذ الضليع الذي يسمو إلى تعليم أمثال الآنسة منيرة، في حين أني لا أصلح — كما تقولين — إلا لطلبة البكالوريا وطلبة الحقوق.
على أني بالرغم من براءتي من التآمر على النيل من مقامك الجليل، وسلامتي من الحقد الذي رميتني به زورًا وبهتانًا، وإيماني بأن لك نصيبًا من الذكاء؛ فإني لا أزال أعتقد بأنك في حاجة إلى دروس في ماهية البلاغة وروح البيان!
ألم تصرِّحي بأنك لم تدرسي البلاغة دراسة كافية؟ وما الذي يمنع إذا كنت جاهلة بالبلاغة أن أتفضل فأعطيك درسين أو ثلاثة عن متانة التركيب، ورشاقة الأسلوب؟ وإنني لَأصرح بأنني غفرت لك ما نَدَّ من قلمك الناشئ الجميل، وسأغفر كذلك ما يجترح بعد اليوم من نفور وجموح!