كُتَّاب الجرائد الأدبية
كنا نحسب السادة «المتأدبين» كُتَّاب الجرائد الأدبية قومًا يحبون الصدق ويبغضون الاختلاق؛ لأن العهود التي قطعوها على أنفسهم يوم افتتحوا جرائدهم «بالبسملة والحمدلة» كانت تُؤذِن بأنهم أنصار الحق وأعداء الضلال!
ولكن فريقًا من هؤلاء الكاتبين يَستبيحون لأنفسهم الكذب والافتراء، فإذا سألتَهم من شرع لكم هذه الشريعة الباطلة: شريعة الكيد للناس باسم الدين والأخلاق، ابتسموا ابتسامةً صفراء، وقالوا: إنما نفعل ذلك لينتبه الناس إلى ما نكتب فتنبه جرائدنا وتذيع!
أَلِأَجْل أن يعيش عشرة من الكسالى الذين ضاقت عليهم الدنيا بما رحبت؛ لأنهم لم يسلكوا سبيل الحياة؛ يُؤذَى الأبرياء في أنفسهم وأموالهم، وتعق الفضيلة، وتروج الأراجيف؟ كلا، لن ينال هؤلاء شيئًا مما يشتهون، فقد سلمت الأذواق، وأصبح الناسُ أحرار العقول لا يقرءون جريدة إلا إنْ غلبتْ عليها النزاهة والإخلاص.