مرض النوم!
ذكرتْ جريدةُ الجورنال الفرنسوية أن فتاة أُصيبت بهذا المرض في إحدى القرى الإنجليزية، وأنها لبثت نائمةً ستة أسابيع ثم استيقظت فجأة وظلت في يقظتها ١٣ ساعة، ثم استأنفت النوم، وأنها لا تزال منذ سنة على هذه الحال!
والذي نُلاحظه أن المسمى واحدٌ، والأسماء كثيرةٌ، وكان خيرًا لو وُصف بمرض النوم كل من يقضي «ستة أسابيع» لا يقول فيها كلمة طيبة، ولا يؤيد فكرة صالحة، ولا يُحارب بدعة سيئة، فليس لليقظة قيمةٌ إلا بقدر ما فيها من صالح الأعمال.
وليس الذين يفتحون أعينهم وآذانهم ليروا ما لا تحل لهم رؤيته ويسمعوا ما لا يجوز لهم سماعه، بأهل يقظة، ولكنهم غارقون في بحار الغفلة، وهائمون في بيداء الضلالة، تحسبهم أيقاظًا وهم رقود.
ومن يُدرينا لعل تلك الفتاة تنتفع بساعاتها المعدودة أكثر مما ينتفع بعض الناس بعمره الطويل، وإن يومًا عند ربك كألف سنة مما تعدون.