مسجد جديد
نقلت جريدة «توحيد أفكار» عن جريدة «الخليل» الهندية، أنه بُدئ بإنشاء جامع إسلامي في حي «هايلاند بارك» بمدينة مشيشفان بأمريكا، وأن النفقات قُدرت بمبلغ ثمانين ألفًا من الجنيهات الإنجليزية، وتقول «توحيد أفكار»: إن هذا المسجد الجامع هو أول مسجد إسلامي في تلك الربوع التي يوجَد فيها نحو مليون من المسلمين.
فهل من ذلك عبرةٌ لعلماء الدين الذين يرون أن الساعة آتيةٌ بعد قليل، وأن الإسلام يضعف ضعفًا طبيعيًّا كما يهرم الجسم ويهيج النبات؟
وهل لمشيخة الأزهر الجليلة أن تبحث في صحة هذا النبأ لتؤدي واجبها في مساعدة هؤلاء المسلمين، ولو ببعثة علمية توضِّح لهم أصولَ الإسلام، وتفصل لهم تاريخه الجليل؟
هذا أمل بعيد! وهل درس التاريخ الإسلامي مفصلًا في الأزهر نفسه حتى يتطوع علماؤنا لنشره في أمريكا الجنوبية والشمالية؟ ولنفرض أن كل شيء في الأزهر جرى وفقًا للمصريين ومن يفقه العربية من الشرقيين، أفتظن المشيخة الموقرة أعدت العدة لبث الإسلام أو الدفاع عنه في غير الممالك العربية؟ وهل في العلماء من يجيد لغة حية كالفرنسية أو الإنجليزية أو الألمانية؟ وهل فيهم من يعرف اللغة الفارسية؛ وهي لغة شرقية تسود في كثير من الشعوب الآسيوية ويعرفها كثير من سكان القارة الأوروبية والأمريكية، وهي فضلًا عن ذلك مصدر من مصادر الأدب العربي في عهد الدولة العباسية؟ وهل فيهم من اطلع على ما كتبه علماء الأتراك بلغتهم عن أصول الدين الحنيف؟
لنترك الغرب وعلومه والشرق وفنونه، ثم لنسأل عن المعهد الذي لا يعرفون غيره وهو الأزهر الشريف، ألا يزال محرومًا من النظافة والنور؟ ألا تزال مصابيحه قذًى في العيون؟ وكتبه عمًى في القلوب؟