علماء الأزهر الشريف
تألفت جمعيةٌ من العلماء العاطلين للبحث عن موئل يفزع إليه خريجو الأزهر الشريف؟
والظاهرُ أن فريقًا من هؤلاء لا يزال يحسب أن من الفرض على الأمة أن تمون أهل العلم وتجري عليهم الأرزاق، وهي خرافةٌ قديمةٌ وضع أصولَها الملوكُ الجبابرةُ الذين رأوا من حسن السياسة أن يشتروا ضمائر العلماء بالهدايا والمال؟ وقد نجحت هذه السياسة وعاش العلماء زمنًا غير قليل يدعون إلى الزهد والخمول، وما ظنك بقوم لم تضطرهم مطالب الحياة إلى وُلُوج أبواب الكسب والارتزاق، بل وجدوا كل ما يَشتهون حاضرًا عتيدًا كطعام الجنة التي وُعد بها المتقون.
واليوم يفكر بعضُ المخذولين في توزيع العلماء على القرى والبلدان ليُعلِّموا العامة أصولَ الدين، ثم يتقاضون راتبًا يُجمع «رسميًّا» من المسلمين!
نحن لا نمانع من يعمل لراحة خريجي الأزهر، ولكننا نأبى ويأبى الدين أن يكون العلماء عالة يتكففون، وهم لم يُخلقوا إلا لهداية الجماهير وإرشادهم إلى مناهج الحياة.
لقد أساء الضعفاء كثيرًا إلى المعاهد الدينية، وقد آن لذوي العزائم الصادقة أن يضربوا على أيدي هؤلاء بأيدٍ من حديد، حتى لا يذهبوا بالبقية الباقية من كرامة الأزهر الشريف، وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ.