تعلة الكريم
وهذا المرقص ملتقى المحب والمحبوب، وليس العاشق في حاجة إلى أن يكون كابن المعتز حين يقول:
بل يكفي أن يتخذ له سحنة صناعية، وأن تضع المعشوقة خرقة سوداء على وجهها المشرق الجميل كما يُحجب البدر بالسحاب، أو كما تُحجب الشمس بالضباب، ثم يتلاقيان، فلا يعرفهما رقيب، ولا يشعر بهما حسيب.
وربما نظر امرؤ إلى فتاةٍ فاطلع منها على كل مغيب مكنون «إلا الوجه الكريم» فتبعتها نفسه، وعلق بها فؤاده، وقد تكون أخته وما يدري؛ لأن «أقطاب» هذا المرقص يبدلون خلق الله، فيلبس الأمرد لحية بيضاء، أو زرقاء، وتتخذ الفتاة لوجهها من سود البراقع ما تشاء، وما ضر الفتى والفتاة أن تحجب من وجهيهما آثار الجمال، ما دام الخصر على الخصر والساق على الساق.
ولو كنت معنا هناك لفزت فوزًا عظيمًا، فقد حشرت في تلك البقعة فنونُ الملاحة وألوان الفتون، كما تُحشر ضروب السحر في الطرف الغضيض.