أين صفو الشباب؟
خليليَّ كُفَّا من ملامكما عني
فإني أرى الأخطار قد بلغت مني
تريدان مني صبوة عامرية
ونشوة وضاح الأسارير مستغن
لقد كان هذا والشباب مشفع
لدى البيض والأيام غافلة عني
ألا رب ليل بت فيه منعما
بلينة الأطراف ساجية الجفن
تدار على الراح من لحظاتها
فسكر بلا خمر وخمر بلا دن
لعمري لقد أقصرت عن عبث الصبا
وودعت أيامي بمنعطف الحزن
وما كان بُعدي — يعلم الله — عن قلًى
ولكنها الأيام تُقصي ولا تُدني
بكيت على صفو الشباب لأنني
قضيت شبابي في مكافحة الحزن
ومالأت أهل العصر حتى بلوتهم
فلم ألق من حر ولم أرض عن خدن
داوِ همك بالبر
شكا ما به والهم يرسل دمعه
أفانين شتى من عقيق ومن در
فقلت له أَسعفْ فقيرًا وداوِهِ
عسى يكشف الرحمن ما بك من ضر