الفزع إلى الحكمة
أيتها الحكمة، أنت وحدك القادرة على هدايتنا في مجاهل الحياة، أنت التي تحيين الفضيلة، وتميتين الرذيلة، وما عسى أن نكون إذا ضللنا إليك السبيل؟
أنت التي أنشأت المدائن حين ألهمتِ الناس في افتراقهم حب الاجتماع، أنت التي قربت بين منازلهم فعودتهم الاتحادات المقدسة، وأبدعت لهم اللغات والخطوط، أنت التي أمليت القوانين، وكونت الأخلاق وهذبت الشعوب.
إني لَأبحث عن مأوًى بالقرب منك أيتها الحكمة، وإني لَأستمد منك المعونة. إلى هنا أنا مسرور باتباع وصاياك في بعض أعمالي، والآن ألقي بنفسي بين أحضانك، وإن يومًا واحدًا أُمضيه في الخير — وفقًا لما تأمرين — لَخيرٌ وأبقى من الخلود الجاني.
إلى أية قوة نلجأ غير قوتك العاصمة؟ أنت التي تهبيننا طمأنينة الحياة، وترفعين عنَّا فزع الموت (معربة).