أغنية الأسماك الطائرة : سر الأب براون (٣٦)
كان السيد «بيريجرين سمارت» كثير التباهي بأسماكه الثمينة المصنوعة من الذهب الخالص، ولكنه لم يكن يهتم أبدًا بإغلاق أبواب منزله، بالرغم من تحذيرات خُدَّامه المتكررة. وفي إحدى الليالي، سافر مع أحد جيرانه إلى لندن، طالبًا من اثنين من خُدَّامه النومَ في غرفته لحراسة مقتنياته النفيسة، التي كانت تقع في غرفةٍ داخلية بجوار غرفة نومه. ولكن في فجر اليوم التالي، شاهد أحد الخادمَين من الشُّرفة رجلًا يقف أمام المنزل، ثم ركض إلى الطابق السفلي ليوصد الأبواب؛ فهبَّ الآخر إلى الشُّرفة ليرى رجلًا حافي القدمين مُتشحًا بعباءة رثَّة، وممسكًا بكمانٍ شرقي وشاديًا بأغنية يستدعي بها الأسماك الذهبية. وفي اللحظة نفسها، سُمِع صوت تحطُّم زجاج في غرفة التحف؛ فهُرع الخادم إليها ليُفاجأ باختفاء الأسماك الذهبية. كاد الجميع يُصدِّقون التفسير القائل بأن رجلًا توقف أمام المنزل، ثم غنَّى أغنية فطارت الأسماك في الهواء، لكن «الأب براون» استطاع بنفاذ بصيرته المعتاد أن يصل إلى استنتاجٍ آخر. فما هو يا تُرى؟ ومَن يكون الفاعل الحقيقي؟ وكيف تَمكَّن «الأب براون» من كشف هُويته؟ هذا ما سنعرفه من خلال قراءة هذه القصة المثيرة.