جذور في الهواء
«كَمْ هم سخفاءُ أولئكَ الذين يَذمُّونَ الزَّواج! إنَّ الإنسانَ لا يَشعرُ أنَّ جُذورَهُ قدِ انغرستْ في أرضِ الحياة، وتشعَّبتْ حتى أصبحَ له ولوجودِهِ معنًى، إلَّا إذا تَزوَّج.»
حين يُصبحُ الفسادُ كالهواء، ويَجري في المُجْتمعِ مَجْرى الدم، فهل نتوقَّعُ من «أيمن ربيع» أنْ يَنْأى بنفسِهِ عن هذا؟ هلْ يستطيعُ أن يظلَّ نقيًّا، أمْ أنَّ النقاءَ الذي لم يُختبَرْ لا يمكنُ الحُكمُ عليه؟ ما إنِ انتقلَ من منزلِهِ إلى فيلَّا زوجتِه، حتى بدأَ بالتعرُّفِ على عالَمٍ مختلِف، عالَمٍ فيه الكلُّ يَعزِفُ على وَترِ المالِ والسُّلْطة؛ فالأغنياءُ يَبْحثونَ عَنِ السُّلطةِ ليَحْتموا فيها، وأهلُ السُّلْطةِ يُريدونَ المالَ ليَأْمنوا شرَّ تقلُّباتِ السياسة. هكذا يَتزاوَجُ المالُ والسُّلْطةُ في ظلِّ مُجْتمعٍ يَدَّعي قادتُهُ أنَّهم يَسْعَونَ لرسمِ حياةٍ اشتراكيةٍ للجميعِ بينَما يستفيدونَ هُمْ من مَناصبِهمْ في ظلِّ الاتحادِ الاشتراكي، فيَجمعونَ الأموالَ، ويتشاركون السَّمَرَ في أَرْقى الأنديةِ، بينَما الشعبُ يُؤمِنُ بشعاراتِهمُ الزائِفة.