دراما انتصار حور على أعدائه (على جدران معبد إدفو)١
لدينا تمثيلية أخرى حفظت لنا منقوشة على جدران معبد «إدفو» الذي أقيم للإله «حور»، وتُعدُّ أحسن دراما حفظت لنا بحالة سليمة، وقد وضح متنها برسوم لمناظرها؛ مما يساعد على فهم هذه الدراما. ومع ذلك فإن التمثيلية التي لدينا ليست إلا رواية مختصرة عن دراما كبيرة. وعنوان هذه الدراما «انتصار حور على أعدائه». وهي — كما يدل الاسم — تقص علينا حرب الانتقام التي شنها «حور» على قاتل والده «أوزير»، ثم انتصاره والحكم له أمام القضاة المقدسين، ثم اعتلاءه عرش والده «أوزير» بوصفه الوارث القانوني له، وبذلك نرى أن الهدف الذي ترمي إليه القصة هو نفس الهدف الذي نجده في «الدراما المنفيَّة» أو «تمثيلية خلق الدنيا» و«دراما التتويج»، التي يرجع عهدها إلى أوائل الأسرة الثانية عشرة. على أننا فيما يختص ببطل الدراما التي نحن بصددها الآن نجد بعض الارتباك؛ إذ المعلوم أن إله «إدفو» الأكبر هو «حوربحدت» أو «حور إدفو»، الذي نعرف أن حروبه الخرافية مع أعدائه ومع أعداء إله الشمس ترجع إلى أصل تاريخي، وهو الإله الذي نراه في الرسوم التي توضح الدراما. غير أننا نجد في متن الدراما، وأحيانًا في التعابير المختصرة التي نجدها مكتوبة أمام بعض الآلهة الأخرى في الرسوم أن «حور الصغير» بن «أوزير» و«إزيس» هو الذي يشار إليه دائمًا. وتحتوي «تمثيلية إدفو» على خمسة أقسام مميزة، وهي مقدمة وثلاثة فصول مقسمة إلى مناظر وخاتمة، والآن سنُوازن بين هذه الدراما والدرامتين الأخريين اللتين تكلَّمنا عنهما فيما سبق. فكما ذكرنا من قبل نشاهد أن هاتين التمثيليتين تحتوي كل منهما على متن في صورة حديث، ثم محاورة وجيزة تسبقها مقدمة قصيرة تُخبرنا عن المتكلمين وتعليمات مسرحية.
أما في «تمثيلية إدفو» فلا نجد إلَّا متونًا قصيرة قليلة العدد يحتمل أنها اقتباسات من حديث، يضاف إلى ذلك أنه ليس فيها إلا عدد قليل جدًّا من العناوين المفسرة للمناظر.
أما التعليمات المسرحية فلا نجدها إلا في الفصل الأول في المنظر الرابع والفصل الثالث في المنظر الثالث، والتعليل المحتمل لهذه النقائص هو أن الرواية التي وصلت إلينا عن الدراما التي نتناولها الآن هي رواية مختصرة؛ بسبب أن الرقعة التي كانت تحت تصرف النحَّات على جدار المعبد كانت محدودة، وأنه كان لا بد له من أن يترك مسافة للأحد عشر رسمًا التي كانت لازمة لإيضاحها. ولما كان من الضروري عمل هذا الاختصار؛ فقد حرمنا الكاتب معظم المتن الذي كان يحل محل العناوين في الدرامتين الأوليين. وعلى ذلك فإننا في معظم الأحيان نعتمد في معرفة الذين يتحدثون على المتن نفسه، وكذلك على الرسوم التي تفسره، ونجد أن الكاتب قد حذف كل التعليمات المسرحية في هذه القصة إلا في الحالتين السابق ذكرهما. ولحسن الحظ نرى أن وجود الرسوم قد حل بدرجة عظيمة محل التعليمات المسرحية؛ فهي لا تقتصر على أن تريَنا بوضوح مواضع الممثلين وحركاتهم، بل كذلك تصور لنا أمتعة المسرح من سفن وأسلحة وتيجان وزينات … إلخ، وكذلك نماذج لأفراس البحر التي شاهدنا واحدًا منها يحتمل أنه كان مصنوعًا من الخبز أو مادة أخرى تشابهه. كل ذلك ليسهل تقطيعه في المنظر الثالث من الفصل الثالث، وكذلك نشاهد نموذجًا لعدو بشري.
أما في «دراما التتويج» فكانت هذه التعليمات المسرحية أو قائمة المتاع موضحة برسوم خشنة في أسفل الصحيفة، وفيما يختص بالممثلين يظهر لنا أنه كان يوجد في «تمثيلية إدفو» شخصيات ثانوية لا تشترك في التمثيلية بالكلام؛ بل كانوا يقومون بأدوارهم في مناظر صامتة؛ فمثلًا حينما نرى في الرسوم الإيضاحية أن روحًا خبيثة قد كتب فوقها: «إني أنطح بقرني من يتآمر على قصرك.» فلا يجب علينا أن نفهم أن هذا العفريت يقول هذه الكلمات فعلًا، بل إنه في هذه الحالة يقوم بحركة يظهر فيها أنه مستعد للنطاح، وذلك يوحي إلينا أن هذه الشخصيات قد ظهرت في «الدراما» ولكن ليس لها دور تلقيه؛ ولذلك لم تذكر التعاليم المسرحية في المتن الذي اختصر عن قصد، ومن جهة أخرى قد وجدنا أحاديث ذكرت في المتن، وفي الوقت نفسه لم نجدها في الرسوم الإيضاحية، وهذا الحذف يمكن أن يعزى إلى الاقتصاد في الرقعة التي تحت تصرف الكاتب، وأن مجرد وجود الممثلين والكلام الذي تفوَّهوا به في المتن كان يعتبر كافيًا.
وقد يتساءل الإنسان عن السبب الذي من أجله نقشت هذه الدراما على جدران المعبد! والجواب على ذلك أن المصري كان يعتقد أن لوجود الكتابة والرسم معًا أثرًا سحريًّا واقيًا كالأثر السحري المفيد الذي يحصل عليه الإنسان من تمثيل الرواية المقدسة نفسها. هذا فضلًا على أن فائدته هناك ستكون باقية إذا حدث أن «الدراما» قد أهمل تمثيلها السنوي. والآن نتساءل عن الأشخاص الذين كانوا يشتركون في تمثيل هذه الدراما المقدسة وعن المسرح الذي تمثل عليه. ولا جدال في أن الممثلين والممثلات، سواء أكانوا يمثلون دورهم بالحديث أم يمثلون دورهم صامتًا، كانوا ينتخبون من كهنة المعبد وأسرهم. وقد دلتنا إحدى التعليمات المسرحية التي بقيت على أن الكاهن رئيس مرتلي المعبد كان هو الذي يقوم بإلقاء الأحاديث، وكان مفروضًا أن الملك كذلك يلعب دورًا في المسرحية، ولكن بطبيعة الحال كان يقوم بإلقائه نائب عنه.
وتدل الرسوم بوضوح على أن الدراما كان يمثل بعضها على الماء وبعضها بجانب مجرى ماء. ومن المحتمل أنها بركة حور، وهي بحيرة مقدسة تقع في الجهة الشرقية من المعبد، ولكنها في داخل السور المحيط به، والظاهر أن الممثلين الذين كانوا يمثلون حور والآلهة والعفاريت الذين كانوا يتبعونه، كانوا يلعبون دورهم على وجه عام في قوارب تسبح في البركة. والظاهر أن ذلك هو نفس ما حدث في «تمثيلية التتويج». أما نساء «أبو صير» وبلدتي «ب»، «دب» (إبطو الحالية) فكنَّ ينتظرن على حافة الماء، في حين أن المرتل كان من المحتمل أن يقف على الأرض في الأمام بين المتفرجين والممثِّلين.
أما «خاتمة التمثيلية» فيظهر أنها كانت تمثل على اليابسة.
ولدينا معلومات خاصة تدل على أن هذه الدراما كانت تمثل سنويًّا، وقد عرفنا تاريخ اليوم الذي كانت تمثل فيه، وذلك بوساطة تعليم مسرحي في الفصل الثالث (المنظر الثالث)، حيث يقول: إن تقطيع أوصال «ست»، وهو حادث جاء في آخر الدراما، كان ينفذ في اليوم الواحد والعشرين من الشهر الثاني من فصل الربيع؛ أي في الواحد والعشرين من شهر أمشير.
على أنه وإن كانت هذه «الدراما» تمثل تذكارًا لانتصار «حور» على أعدائه، وأن تمثيلها السنوي كان يُظَنُّ أنه يخلد سحريًّا هذه الحوادث الجسام وما ينشأ عنها من فائدة، فإنه كان يُعتقد في الوقت نفسه أنها تمنح الملك الذي يمثل دورًا فيها نفس هذه الفوائد السحرية.
أما فيما يختص بتاريخ «مسرحية إدفو»؛ فإن لدينا أدلة تُبرهن على أنها أقدم بكثير من عصر البطالسة الذي كتب فيه متنها على جدران المعبد. والواقع أن المتن نفسه يزخر بتعابير من اللغة المصرية الحديثة، ويوحي بأنه قد نسخ من بردية كتبت في أواخر الدولة الحديثة، ولكن قد ذكر في الرسوم أن رئيس مرتلي المعبد هو «إمحوتب» (وهو المعروف بالحكيم والمعماري للملك «زوسر» أحد ملوك الأسرة الثالثة. وكان «إمحوتب» هذا موضع تقديس عظيم في عهد البطالسة)، وذلك مما يُشعر بأن القصة يرجع عهد تأليفها إلى زمن أبعد بكثير من نهاية الدولة الحديثة، يضاف إلى ذلك أن الجدار الذي كتب عليه متن الدراما ونقشت عليه رسومها، يقال إنه أقيم حسب التصميم الذي وجد في كتاب «في تصميم معبد»، وتأليف هذا الكتاب يعزى إلى «إمحوتب» هذا.
ولدينا رواية أخرى تقول إن هذا الجدار قد بني على غرار التصميم العظيم الذي في الكتاب الذي نزل من السماء شمالي «منف»، فيكون لدينا إذن رواية تربط المبنى الأصلي ببلدة «منف»، وبعبارة أخرى بعهد الدولة القديمة، وعلى ذلك فإنه ليس من المستحيل أن يرجع تاريخ «تمثيلية إدفو» إلى عهد الأسرة الثالثة، وأن يكون نفس كاتبها هو «إمحوتب» أو على الأقل كتبت تحت إشرافه. وعلى ذلك فلدينا موازنة أخرى بين «الدراما المنفية» و«دراما إدفو»؛ فإن الأولى وصلتنا منقولة عن أصل قديم جدًّا؛ أي عهد الأسرة الأولى.
ومما يجدر ملاحظته أن المحاورات التي كانت تدور بين الممثلين في «الدراما المنفية» وفي «تمثيلية التتويج» كانت قصيرة جدًّا. أما في «دراما إدفو» فكانت تحتوي على محاورات طويلة لوحظ أن بعضها قد وصل إلى مرتبة لا بأس بها في التحرير الأدبي. فمن هذه الناحية نجد أنها أقل سذاجة وأقل بداءة عن أي تأليف دراماتيكي نشر حتى الآن، اللهم إلَّا إذا استثنينا القسم اللاهوتي الذي وجدناه في الدراما المنفية، فإنه يدل على تعمق عظيم في الفلسفة الدينية وأصل نشأة العالم، وقد كتب بلغة راقية وتعبيرات جزلة وخيال خصب.
ولما كانت تمثيلية انتصار «حور» تقرب من تمثيلياتنا العصرية، فإنا سنورد هنا منها المقدمة والفصل الأول على سبيل المثال؛ ليمكن للقارئ أن يحكم بنفسه على قيمتها ومنزلتها، من حيث التمثيل ومن حيث قيمتها الأدبية والخلقية. وكذلك ليوازن بينها وبين التمثيليتين الأخريين اللتين تكلَّمنا عنهما.
(١) المقدمة والفصل الأول من تمثيلية انتصار حور على أعدائه
(١-١) المقدمة
قبل أن نبتدئ في سرد ما جاء في المقدمة سنضع أمام القارئ وصف الرسوم وأشخاص الرواية والمتون التي نُقشت فوقهم تفسيرًا لشخصياتهم، وذلك مأخوذ عن الرسوم التي تتبع التمثيلية.
وصف الرسوم
يقف خلف الإله «تحوت» الذي يقرأ من إضمامة في يده الإله «حوربحدت»؛ أي «حور إدفو»، قابضًا على مقمعة وحبل في يده اليمنى، وبصحبته «إزيس»، وعلى الجهة اليسرى لهؤلاء الآلهة الثلاثة يظهر «حوربحدت» مرة ثانية، ولكنه في هذه المرة في قاربه، وفي يده اليسرى حبل وفي اليمنى مقمعة يطعن بها رأس فرس البحر، ويشاهَد خلفه ثانية «إزيس» يتبعها الإله «حورخنت ختاي» صغير الحجم، ولكن الصورة مهشمة، ويشاهد على حافة الماء الملك مواجهًا «القارب، ويلبس تاج الإله أنوريس»، وهو يطعن كذلك بمقمعة نفس فرس البحر.
الممثلون
في الصور
-
حوربحدت.
-
إزيس.
-
تحوت.
-
حورخنت ختاي.
-
الملك.
-
المرتل.
-
فرقة المغنين (كورس).
في المتن التمثيلي
-
حوربحدت بن إزيس.
-
إزيس.
-
تحوت.
-
الملك.
(١-٢) متون تفسر شخصيات الممثلين في الرسوم
- نجد فوق أول صورة «لحوربحدت»: خطابًا فيه أنه حوربحدت الإله العظيم، رب السماء، وسيد «مسن» (إدفو)، ذو الريش المرقش، ومن قد أشرق من الأفق؛ وهو بطل عظيم القوة عندما يبرز في ساحة الوغى وبصحبته أمه إزيس حامية له.
- أمام «حور»: إني أجعل جلالتك تتغلب على الثائر في وجهك في يوم النزال. وإني أمد ذراعيك بالشجاعة والقوة، وأضع بطش يدي في يديك.
- العبارة التالية منقوشة في خط عمودي خلف «إزيس»، ولكنها تشير إلى «حور»: ملك الوجهين البحري والقبلي الحامي الذي يظاهر والده، والمدبر العظيم الذي يدفع العدو. وإنه هو الذي ثبت السماء على عمدها. وكل ما أتاه من الأعمال كان نصيبه النجاح «حور» صاحب الوجه العبوس الذي ذبح الوغد، وهو «حوربحدت» الإله العظيم رب السماء.
- فوق صورة «إزيس»: خطاب تلقيه «إزيس» العظيمة أم الإله عقربة بحدت مربية الصقر الذهبي (حور).
- أمام «إزيس»: إني أمنحك القوة على من يعادونك بالعداء لك، يا بني حور، يا أيها المحبوب.
- فوق «تحوت»: خطاب يلقيه «تحوت» صاحب العظمة المزدوجة، سيد «الأشمونين»، ومن لسانه يقطر شهدًا، الحاذق في الكلام، والذي أعلن ذهاب «حور» لينزل سفينته الحربية ومن يهزم أعداءه بأقواله.
- أمام «تحوت»: يوم سعيد لحورسيد هذه الأرض، وابن «إزيس»، الواحد المحبب الذي أحرز النصر، ووارث «أوزير» وسلالة «وننفر» المظفر، صاحب القوة العظيمة في كل أماكنه!
-
فوق «حوربحدت» في القارب: حوربحدت الإله العظيم، رب السماء، الذي عاقب الشرير من أجل والده
على ما أتاه، وهو الذي يتحرك بمهارة بوصفه صيادًا قويًّا، ويطأ
ظهور أعدائه.
أمام «حور»: إن المقمعة ذات الشوكة في يدي اليسرى، وذات الشوكات الثلاث في قبضتي؛ فلنذبح ذلك الوغد بأسلحتنا.
- فوق «إزيس» في القارب: خطاب تلقيه «إزيس» العظيمة أم الإله في «وتست حور» (إدفو) التي تحمي ابنها في سفينته الحربية.
- أمام «إزيس»: إني أُقَوي قلبك يا بني «حور». أطعن فرس البحر عدو والدك.
- فوق الملك: ملك الوجهين القبلي والبحري […] ابن رع [بطليموس، ليته يعيش أبد الآبدين محبوب بتاح]، الشجاع في المعمعة، البطل بالمقمعة، وذو الثلاثين شوكة، والذي يطعن بسلاحه عدوه بشدة.
- فوق الملك والآلهة التي معه في القارب: ملك الوجهين القبلي والبحري، البطل ذو القوة العظيمة، وأعظم قوة محاربة أرسلت بين الآلهة، ومن يحافظ على طرق «حور» (؟) الشجاع ذو الطلعة الشامخة حينما يستعمل بمهارة المقمعة ذات الثلاث شوكات، والذي يمخر عباب البحر بسرعة في سفينته الحربية، سيد «مسن»، وآسر فرس البحر، والذي يقوم بالحماية؛ «حوربحدت» الإله العظيم رب السماء.
(١-٣) المتن التمثيلي (الدراماتيكي) للمقدمة
(يلقيه جلالة الملك.)
ويقول «تحوت»:
يوم سعيد في هذا اليوم الذي قُسم دقائق! يوم سعيد في هذه الليلة التي قسمت ساعات!
يوم سعيد في هذا الشهر الذي قسم بعيد الخامس عشر منه!
يوم سعيد في هذه السنة التي قسمت أشهرًا!
يوم سعيد في هذه الأبدية التي قسمت سنين!
يوم سعيد في هذا الخلود!
ما ألذ إتيانَهم إليك كل عام!
يوم سعيد! إن يدي قد استولت على رأسه!
لقد طعنت إناث أفراس البحر في ماء غوره ثماني أذرع. ولقد طعنت ثور الوجه البحري في ماء غوره عشرون ذراعًا. وبنصل مقمعة طولها أربع أذرع وحبل ذرعه ستون ذراعًا، وقبضة طولها ست عشرة ذراعًا في يدي. وإني شاب ذرعه ثماني أذرع.
ولقد طعنت وأنا واقف في السفينة الحربية على ماء عمقه عشرون ذراعًا.
ولقد طعنت بيدي اليمنى ولوحت بيدي اليسرى كما يفعل رجل البطاح الجسور.
(١-٤) الفصل الأول (شعيرة المقمعة: في استعطاف الإله وأسلحته)
المنظر الأول
وصف الرسوم
يشاهَد قاربان في أولهما «حور» سيد «مسن»، مسلح بمقمعة وحبل، ويرمي بنصله في خرطوم فرس بحر، وفي الثاني «حوربحدت» مسلح كسابقه وهو يطعن رأس فرس بحر أو جبهته، ويشاهَد في كل من القاربين عفريت برأس حيوان (الرأس في كل مهشم) يحمل مقمعته، ونصله إلى أعلى في يده اليمنى، وسكينًا في يده اليسرى، ويشاهد الملك واقفًا على الأرض متجهًا نحو القارب في هيئة احترام؛ (أي يداه مبسوطتان على كلا جانبيه).
الممثلون
في الصور
-
حورسيد «مسن».
-
حوربحدت.
-
عفريتان.
-
الملك.
في المتن
-
حور.
-
حور.
-
الملك.
-
فرقة المغنين (كورس).
المتون المفسرة للصور
المتن التمثيلي
وإنك تضرب وتجرح كأن حور هو الذي يرمي بالخطاف والثور المنتصر رب البطولة (؟)، وإن ابن رع قد عمل لحور كما عمل حور نفسه (حقًّا) أن ابن رع قد عمل بالمثل، دع مخالبك تقبض المقمعة الثانية.
المنظر الثاني
وصف الرسوم
يشاهد قاربان؛ في الأول منهما حورسيد «مسن» مسلح بمقمعة وحبل، ويطعن فرس بحر في رقبته، وفي الثاني «حوربحدت» مسلح بنفس الأسلحة ويجرح رأس فرس بحر «مهشم»، وفي كل من القاربين عفريت مسلح كما في الرسوم السابقة، والعفريت الأول له رأس ثور، ويجوز أن الثاني كان مثله. ويشاهد الملك واقفًا على حافة الماء متجهًا نحو القاربين ويداه مرفوعتان تعبدًا.
الممثلون
في الصور
-
حورسيد «مسن».
-
حوربحدت.
-
عفريتان.
-
الملك.
في المتن
-
حور.
-
حور.
-
إزيس.
-
المرتل.
-
فرقة المغنين (كورس).
المتون المفسرة للصور الإيضاحية
وهناك سطر من النقوش يمتد فوق الصور، ولكنه مهشم جدًّا لا تمكن ترجمته.
المتون التمثيلية (الدراماتيكية)
إن صوت العويل في السماء الجنوبية والبكاء في السماء الشمالية، صوت عويل أخي «ست»، إن ابني «حور» قد قبض عليه بشدة.
كن ثابت القدمين أمام فرس البحر ذاك، اقبض عليه بشدة بيدك.
الماء ﺑ … من على الشاطئ (؟)، وإني أصل (؟) الماء، وأقترب من النهر (؟).
ادفع نصلك فيه يا بني «حور»، حتى إن سهمك يمكنه أن يعض في جلده، ودع يدك تجر ذلك الوغد …
المنظر الثالث
وصف الرسوم
يشاهد قاربان: في الأول منهما «حور» سيد «مسن»، وفي الثاني «حوربحدت» مسلحًا كما سبق، ويشاهد كلا الإلهين يطعن فرس بحر في ظهره (أو في جانبه)، ويشاهد في كل من القاربين عفريت حارس يحمل الأسلحة العادية، والعفريت الذي في القارب الثاني له رأس أسد، والثاني رأسه مهشم، ويشاهد الملك واقفًا على اليابسة متجهًا نحو القاربين بنفس الوضع الذي شاهدناه في المنظر الأول.
الممثلون
في الصور
-
«حورسيد مسن».
-
حوربحدت.
-
عفريتان.
-
الملك.
في المتن
-
حور.
-
حور.
-
إزيس.
-
المرتل.
-
فرقة المغنين (الكورس).
المتون الموضحة للصور
- فوق حورسيد «مسن»: كلام حورسيد «مسن»، الإله العظيم، رب السماء، المحارب الطيب في بلدة الجزاء (إدفو)، الحارس الطيب في الأرضين وشواطئ النهر، والذي يحمي المدن، ويحافظ على المقاطعات، الصقر ذي القوة العظيمة، المتفوق في «بوتو» و«مسن»، والأسد المتفوق في (تل).١١
- أمام حورسيد «مسن»: لقد التصقت المقمعة الخامسة بشدة في جنبه وشقت أضلعه.
- فوق العفريت الذي في القارب الأول كلام الثور المنير: إني أقطع قلوب من يحارب بحدت ملكك، وإني أمزق قلوب أعدائك، وإني أبتلع دماء من يشاحنون مدينتك، وإني أستسيغ أكباد أعدائك.
- خطاب الملك للمقمعة الخامسة: السهم الأول الذي ليس له مناظر، خامس الأسلحة الذي شق أضلع ثور الوجه البحري.
- فوق حوربحدت: كلام «حوربحدت»، الإله العظيم، رب السماء، الحامي الذي يحمي المدن والمقاطعات، والذي ينشر ذراعيه حول الوجه القبلي والوجه البحري ومدينته «مسن» تحتل المكان الأمامي هناك.
- أمام حوربحدت: إن المقمعة السادسة قد التصقت بشدة في أضلاعه، وشقت عموده الفقري.
- فوق العفريت الذي في القارب الثاني كلام «من يحب الوحدة»: إني أشحذ أسناني لأعض على أعدائك، وأدبب مخالبي لأستولي بها على جلودهم.
-
فوق الملك: ملك الوجه القبلي والبحري، رب الأرضين.
ابن «رع» رب التيجان بطليموس، ليته يعيش مخلدًا، محبوب بتاح الفائز بالنصر أسدًا، ومن يقدم الشكر للمقمعة المقدسة.
- خطاب الملك للمقمعة السادسة: المقمعة السادسة التي تلتهم كل إنسان يقف في طريقها، والتي شطرت الأعمدة الفقرية لظهور أعدائك.
يشاهد خط أفقي على كل هذه الصور ولكنه مهشم بعض الشيء … التعبد لصورتك والخضوع لشكلك … أجدادك … وجلالتك تتغلب على أعدائك، وجلالتك تضعهم حماية حول «مسن» (إدفو) إلى أبد الآبدين.
المتن التمثيلي (الدراماتيكي)
إن حور قد رمى «مزاريقه» بيده، وهو الذي كان قوي الساعد منذ البداية عندما أقام السموات على عمدها الأربعة، وإن الأعمال التي أتاها ناجحة.
تأمل فإن «بوصير»، و«منديس»، و«هليوبوليس»، و«ليتوموليس»، و«ب»، و«دب»، و«منف»، و«الأشمونين»، و«حبنو»، و«مقاطعة الغزال»، و«مقاطعة دون-عينوي»، و«حنسو»، و«هيراكليوبوليس»، و«أبدوس»، و«بانوبوليس»، و«قفط»، و«أسيوط»، و«بحدت»، و«مسن»، و«دندرة»، في سرور يهلل أهلها حينما يرون ذلك التذكار الجميل الخالد الذي قام بعمله حور بن إزيس، فإنه قد أقام العرش (بوتو) مزينًا بالذهب ومطعَّمًا ومصقولًا بالنضار، ومحرابه جميل وفخم مثل عرش رب العالمين، وجلالته يسكن في «خانفر» (منف)، وشواطئ حور تتعبد إليه على ضياع والده أوزير. وقد استولى على وظيفة والده وجنى له الفوز وانتقم له.
وقد فكر «ست» في أن يضطهده، ولكنه (حور) هاجمه. ما أجمل وظيفة الوالد للابن الذي دافع عنه؛ إنه يقدم الشكر من أجل ذلك (؟).
المنظر الرابع
وصف الرسوم
يشاهد قاربان: الأول منهما فيه حورسيد «مِسن»، والثاني «حوربحدت»، ويظهر «حور مسن» طاعنًا بمقمعته خصيتي فرس البحر الراقد على ظهره، في حين أن «حوربحدت» يطعن مؤخر فريسته، ويشاهد في كل من القاربين عفريت مسلح كالعادة؛ والظاهر أن كلًّا منهما له رأس أسد، ويشاهد الملك متجهًا نحو القاربين وذراعاه مرفوعتان تعبدًا. والظاهر أن حادث هذا المنظر قد تخلله فاصل لم يمثل في الصور، وهذا الفاصل يمثل ذبح «الحيات سابت» في «ليتوبوليس».
الممثلون
في الصور
-
حورسيد مسن.
-
حوربحدت.
-
عفريتان.
-
الملك.
في المتن
-
حور.
-
حور.
-
إزيس.
-
المرتل.
-
فرقة المغنين (الكورس).
المتون الموضحة للصور
بطليموس، ليته يعيش مخلدًا، محبوب بتاح» مشرف بحدت الممتاز «لمنفعة» الكرة المجنحة المقدسة، ومن يقدم الشكر لمن في سفينته الحربية.
المتن التمثيلي (الدراماتيكي)
فاصل (تعليمات مسرحية) ليتوبوليس. ذبح «حيات سابت» لأمه إزيس.
تكملة المنظر الرابع
إن القارب خفيف، ومن فيه ليس إلَّا طفلًا، ومع ذلك فإن ذلك الوغد الذي في حبلك قد سقط.
كم تطعن حينما تستولي مخالبك وحينما يشرع سهمك في يدك؟ وإنك تقطع (؟) اللحم في الصباح، وسهامك هي سهام سيد طير البرك (؟)، وإن رضا (؟) حنجرتك قد منحت إياه، هكذا يقول الصناع الصغار. وإنه «بتاح» الذي منحك إياه مرح يا حور محبوب رجال البطاح! تأمل إنك طائر خبس الغطاس الذي يرشق السمك في الماء.
تأمل! إنك نمس مثبت على مخالبه والذي يقبض على الفريسة بكفه.
تأمل! إنك كلب صياد يقبض على شحم الرقبة ليأكل اللحم.
تأمل! إنك شاب قوي البناء يقتل الأقوى منه.
تأمل! إنك أسد هصور متحفِّز للنزال على شاطئ النهر، ويقف بقدميه على جثة فريسته.
تأمل! إنك لهيب … تبعث الخوف وتثور على تل من الحطب.
المنظر الخامس
وصف الصور
يشاهد قاربان: في الأول منهما حورسيد مِسِن، وفي الثاني حوربحدت، وكلا العفريتين اللذين معهما مسلح كالعادة، ويظهر أن كلًّا منهما كان له رأس أسد، ويشاهد حورسيد مِسِن يطعن بسلاحه في مؤخرة فرس بحر واقفًا، على حين أن حوربحدت يرمي بمقمعته فرس بحر ملقى على ظهره، ويلاحظ أن الملك يقف في الوضع الذي شاهدناه عليه في المنظر الأول والثالث.
الممثلون
في الرسوم
-
حورسيد مسن.
-
حوربحدت.
-
عفريتان.
-
الملك.
في المتن
-
حور.
-
حور.
-
إزيس.
-
المرتل.
-
فرقة المغنين (الكورس).
المتون الموضحة للصور
- فوق حورسيد مسن: كلام حورسيد «مسن» الإله العظيم، رب السماء، الذي يقطع ساقيْ أعدائه، البطل ذي القوة العظيمة عندما يخرج إلى ساحة الوغى، والذي يهرول سريعًا خلف أعدائه.
- أمام حورسيد مسن: إن المقمعة التاسعة قد التصقت بشدة في ساقيه الخلفيتين.
- فوق العفريت الذي في القارب الأول: كلام «الموت في وجهه الصارخ عاليًا»: إني أحيط بجلالتك كجدار وكوتد يحمي روحك في يوم النضال، وإني أحرس معبدك بالليل والنهار، مُبْعِدًا خصمك عن محرابك.
- فوق حوربحدت: كلام «حوربحدت»، الإله العظيم، رب السماء، الذي يخترق بحربته عرقوبي خصمه.
- أمام حوربحدت: إن المقمعة العاشرة قد التصقت بشدة في عرقوبيه.
- فوق العفريت الذي في القارب الثاني: كلام «ذي الوجه الناري الذي يحضر المشوه»: إني أشرب دم من يريد التغلب على معبدك، وإني أقطع إربًا إربًا لحم من يريد أن يخرق حرمة محرابك، وإني أمنحك شجاعة وقوة. ذراعي وشدة بأس جلالتي على أعدائك.
- فوق الملك: ملك الوجه القبلي والبحري رب الأرضين ، ابن رع ورب التيجان [بطليموس، ليته يعيش أبد الآبدين]، خادم صقر «حوربحدت»، وخادم «حور حارنفر».١٤
- سطر أفقي فوق الرسوم: الفخار لروحك أنت أيها المحارب صاحب القوة العظيمة حوربحدت الإله العظيم رب السماء. التعبد لملائكتك المنتقمين وأتباعك ورسلك وحراسك الذين يحرسون معبدك. الفخار لمركبتك البحرية وأمك ومرضعتك التي تدلل جمالك على ركبتيها. الثناء لنصلك وسهمك وحبالك وشوكتك هذه التي تتغلب بها على أعدائك، وإن جلالتك تضعها حماية حول معبدك، وإن روحك تصون مِسِن إلى الأبد.